{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الغرب يغري بمهاجمته
الكندي غير متصل
ليس التلاسن مع الرعاع فكر ولا حرية
*****

المشاركات: 1,739
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #3
الغرب يغري بمهاجمته
تلقين الرئيس: الان اصبح المسلمون 'فاشست مسلمين'


بقلم: حسن عبيد عيسى

بريمر، حاكم العراق الاميركي، اعار الرئيس بوش مصطلحا ابتدعه شخصيا لوصف كل مسلم مناهض للهيمنة الاميركية.

ميدل ايست اونلاين
عقب إعلان حكومة بلير عن إن أجهزة الأمن البريطانية أحبطت مخططا يهدف إلى تفجير عدد من طائرات الركاب المحلقة بين بريطانيا وأمريكا، فان الرئيس الأمريكي وجدها فرصة كعادته ليمارس هوايته في الحديث عن الإرهاب والإرهابيين، والإسلام والمسلمين وليطلق شحنة جديدة من تصريحاته المثيرة ضد المسلمين رعاة الإرهاب واصفا الضالعين منهم بالمخطط المذكور، بأنهم فاشست مسلمون.

وفي الحقيقة فإن هذا الوصف ليس من بنات أفكار الرئيس بوش المتواضعة جدا جدا، وانما كان من وضع وتأليف وإعداد السفير بول بريمر الذي عينه بوش حاكما على العراق طيلة سنة وشهرين لحقبة ما بعد الغزو، وكان الرجل قد استخدمه لأول مرة في كتابه الذي يتحدث فيه عن سنته في العراق عندما وصف الزرقاوي مقارنا إياه بمقتدى الصدر قائلا "إنه صورة مرآتية عن مقتدى، فهو فاشي مسلم.. ويجب إيقافهما قبل نشر سمومهما". وهنا يبدو إن بريمر هو مبتدع المصطلح الرابط بين الإسلام والفاشية، لنعت كل مسلم معاد لأميركا بأنه مسلم فاشي وإنهم متشابهون، على الرغم من التفريق الذي كان يتبعه عمليا في إدارته، ونظريا في كتابه بين فرق المسلمين وطوائفهم، وكذلك بين الأقليات الاثنية في العراق.

بيد إن الطريقة الدرامية ذات الصدى الإعلامي الواسع والمثير التي استخدم فيها بوش ذلك المصطلح كانت تنم عن رغبته في أن يكرس استخدام هذا المصطلح السيئ المسيء فيجعل من وصف الإسلام بالفاشية أمرا مسلما به خصوصا في وسائل الإعلام والأدبيات التي تتناول الإرهاب وصراع الحضارات، والتي تتخذ من الإسلام موضوعا للتنفيس عن الأحقاد والكراهية المكبوتة مقابل دعاواها المطالبة بتجنب المس بالسامية لإزالة جو الكراهية والبغضاء وإشاعة جو السلام والتسامح.

إذن فالرئيس الأمريكي خال الوفاض من أية قدرة على الخلق و الإبداع التي تمكنه من اختلاق واستحداث المصطلحات اللافتة لانتباه المراقبين والاعلاميين، إنما يلقف ما يأفكون، وانه تلقف هذا المصطلح المقرف من بريمر الخبير بمكافحة الإرهاب والمسلمين، والذي أوفده لمدة سنة ونيف ليمزق العراق على وفق الرغبات الإسرائيلية ويهيئه للفتنة الطائفية ويعده لتقبل فكرة الحرب الأهلية.

ولإثبات ذلك لابد من تتبع بعض المراحل ذات التأثير على القدرات الفكرية للرجل، فالرئيس بوش كان مدمنا على تعاطي الخمر حتى وقت متأخر، وهذا أمر لم يعد سرا يتهامس به الحاقدون، وانه لم يستطع التخلص من شرورها إلا بعدما صلَّت زوجته لأجل ذلك، فأرسل الرب عبده المؤمن القس غراهام الذي استطاع إنقاذ الرجل من ورطته. ولم يشأ القس الطيب أن يغادر ساحة التأثير الروحي والأبوي على هذا الرجل العائد إلى حضيرة الأيمان، وإنما بدأ بصقله دينيا وقاده نحو ملكوت الرب كما يصفه بوش شخصيا. وراح الأب القس وهو يقود المؤمن الجديد بوش نحو ملكوت الرب، يلقنه أسس العداء والكراهية التي يجب أن يمتلئ بها قلبه المؤمن لكل ماهو مسلم وعربي. فتلك كل أسس ثقافته وفكره قبل أن يخدم والده الرئيس الأسبق بوش في حملته الانتخابية.

أما عدا عن ذلك، فإنه وبعد أن تخلص من الإدمان، مال إلى حيث هوى عائلته، أي نحو المال والثروة، ولكن مع الأسف لم يكن أيمانه الديني الذي ملأ عليه كيانه وعقله يمنعه من التحايل في هذا المجال، فنراه وقد وعى ما يخطط له أبوه الرئيس من أجل تطوير الأزمة بين العراق والكويت في صيف عام 1990 يسارع سرا إلى بيع أسهمه في شركة هاركن أويل ذات الاستثمارات النفطية في البحرين بأسلوب غير سليم، وسرعان ما انخفضت أسعار أسهم الشركة بعد دخول القوات العراقية الكويت إلى ما نسبته 24% من القيمة التي كانت عليه وقت تحايل جورج بوش وباع أسهمه فيها. وكانت تلك فضيحة طالب البعض بإحالة بوش إلى القضاء بدعوى انه استثمر المعلومات والتحليلات الرئاسية التي تخص والده الرئيس في أموره المالية، ولكن الأمور في أمريكا عادة ما تسوى بأساليب خاصة.

وقد يظن بعض البسطاء إن مصطلح "محور الشر" من صنع عقل جورج بوش، ما يدلل على إن للرجل بعض من قدرة على فبركة أمور جذابة، لذا علينا أن نبين رحلة وتطور هذا المصطلح لا لكي ننتزع من بوش حقا هو أهلا له، ولكن لنبين إن الرجل يردد ما يوضع في أذنه. . فالمصطلح أوربي قديم، وتحديدا فرنسي النشأة وهو توراتي الجذر، استعاره كتّاب خطابات ريغان للإشارة إلى الاتحاد السوفيتي بمصطلح "إمبراطورية الشر" وكان إغراق ريغان في الخرافات التوراتية والتلمودية قد أوصله إلى القناعة بأن دولة الشر ستهاجم إسرائيل وتدمرها في معركة الهرمجدون الخرافية، وتلك الدولة الشريرة هي الاتحاد السوفيتي بلا شك.

وفي حقبة إدارة كلينتون، وهو ديمقراطي ذو تدين خفيف، خلاف سلفه الجمهوري شديد التدين ريغان، خضع لفكرة إنشاء ما سماه بالدرع الصاروخي ليؤمن سلامة بلاده ضد نزعات "الدول المارقة"، وهو يقصد بتلك الدول العراق وإيران وكوريا الشمالية، ولكن رئيسة الدبلوماسية الأمريكية في زمانه مادلين أولبرايت عدلت المصطلح ليصير أكثر قبولا في مضمار التداول الدبلوماسي والإعلامي، فصار "الدول المقلقة".

وورث جورج بوش المصطلح عن سلفه كلنتون أسوة بمشروع الدرع الصاروخي . . لذا فان دافيد فروم تمكن من دمج الأفكار الجمهورية المتطرفة (مخلفات ريغان) بالأفكار الديمقراطية (مخلفات كلنتون) ليخرج بمصطلح جديد ملفق هو (محور الشر) واستعيضت به سوريا بدلا عن كوريا الشمالية، فهي اقرب إلى الهم الاسرائيلي ثم إن ذلك يحصر الشر في دول إسلامية فقط.

فديفيد بروم كما يصفه الراحل جاك دريدا "وعى بعمق، شخصية رئيسه الذي انتقل من تسامح ما حيال الإسلام إلى الاقتناع بان هذا الدين يمثل إحدى اكبر إمبراطوريات العالم التي يتعين على الولايات المتحدة أن تفرض عليها احترامها". لذا فالإسلام برأي بوش على وفق ما قادنا إليه دريدا هو خليفة إمبراطورية الشر المنقرضة أي الاتحاد السوفيتي، وقام فروم بإلقاء المصطلح السئ المسئ جاهزا مهيئا للاستخدام بأذن الرئيس الذي كان يفخر بترديده بمناسبة وبدون مناسبة.

أما المصطلح الآخر الذي أطلقه الرئيس بوش وهو في زحمة احتدام المشاعر غداة تفجيرات أيلول/سبتمبر، وأعني به مصطلح "الحرب الصليبية" فهو مصطلح قديم لا فخر للرئيس باستحداثه، لكنه نسي عندما زل لسانه وذكر هذا المصطلح إن الحروب الصليبية شنت من قبل الصليبيين ضد المسلمين، وليس العكس كما يريد أن يُفهم العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين، عموما فهي كانت مجرد زلة لسان ولا مبرر لوقوف عندها طويلا.

فالرجل غير قادر على الإبداع في مجال المصطلحات كما اثبتنا، وهو بطئ في رد الفعل ولا يملك من سرعة البديهة ما ينقذه في المواقف الطارئة وغير الطارئة، بدليل تلعثمه وحيرته وارتباكه الذي أضحك العالم بأسره عندما تلقى أخبار انفجارات نيويورك وواشنطن. لقد اكتفى بمص شفتيه والتلفت يمنة ويسرة، ولسوء حظه فلم يكن معه في تلك اللحظات العصيبة من يلقنه بما ينبغي قوله، أومن يشير عليه بفعل ما يجب فعله.

ولقد برز هذا القصور في الذهن وغياب البديهة من عقل الرئيس واضحا وجليا وهو يشارك خصمه الديمقراطي في الانتخابات كيري، فلقد بات واضحا إن بوش كان يخفي تحت جاكيتته في منطقة ما بين الكتفين جهاز استقبال يستقبل به ردود الملقنين على الطروحات الصعبة التي كان عليه أن يرد عليها. ولم يخجل الرئيس من انكشاف الأمر لاحقا، فالأمر واضح وجلي، ولكنه اكتفى بتجاهله.

ولقد أعاد سوك بوش إلى الأذهان ذكرى جهاز الاستقبال المذكور عندما لاحظ الصحفيون قبل أسابيع إن الرئيس يتريث في الرد على إجاباتهم، وتوصل الأذكياء منهم إلى السبب الحقيقي، فالرئيس كان يتلقى الجواب من شخص أو أشخاص يقفون خلف الستارة التي كان الرئيس يقف أمامها، إنهم يلقنونه الأجوبة على الأسئلة المحرجة التي لم يكن عقل وفكر الرئيس مهيئين للإجابة عليها، ليس لأنها صعبة، ولكن لأن القدرات الفكرية والعقلية للرئيس محدودة، وانه لا يتمتع بسرعة بديهة تفحم موجهي الاسئلة، الأمر الذي جعله يستعيض عن كل ذلك بفريق من الملقنين ينقذه في أوقات المحنة العصيبة.

يبدو الرئيس بهذه الطريقة أشبه بالممثل المسرحي بطئ الحفظ، إذ يضطر المخرج إلى وضع ملقن يلقنه العبارات المطلوب منه قولها على المسرح عن طريق ثقب في أرضية المسرح. وأرى إن الرئيس ريغان كان أجدر بتلك الطريقة كونه ممثل سابق أولا، وكونه رجل متقدم بالسن، سرعان ما داهمه الخرف فنسي انه كان في ذات يوم رئيسا لأمريكا.

لقد تعود الأمريكان على أن يسخروا من زعماء العالم الثالث ناقصي التعليم ومحدودي الثقافة، وإنهم مغلوبون دائما في المفاوضات الدولية على حد زعم هؤلاء الشامتين الساخرين من الأمريكان، مع إن أولئك الرؤساء لا يؤثرون على مسار الحراك العالمي نحو السلم أو الحرب، فما بالك بزعيم أقوى دولة في التاريخ يقود العالم إلى حيث يشاء، وهو يقف حائرا متلعثما لا يدري ماذا يقول خصوصا عندما يصاب الملقن الذي يقف خلف الستارة بالنعاس أو السكتة القلبية.

أراني وأنا أتتبع قدرات الرئيس الأمريكي على الخلق والإبداع والردود السريعة المقنعة، أكثر كياسة من السيدة فرانسواز دو كروز التي كانت تشغل منصب المتحدثة بلسان رئيس وزراء كندا والتي تجمعت لديها حصيلة كحصيلتي عن قدرات وإمكانيات بوش الثقافية والفكرية فوصفته بأنه رجل أبله، ما خلق أزمة بين البلدين الجارين، حتى صدرت دعاوى بإقالة السيدة دو كروز من منصبها.


حسن عبيد عيسى
08-30-2006, 06:40 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الغرب يغري بمهاجمته - بواسطة بوعائشة - 08-30-2006, 12:17 AM,
الغرب يغري بمهاجمته - بواسطة الكندي - 08-30-2006, 05:17 PM,
الغرب يغري بمهاجمته - بواسطة الكندي - 08-30-2006, 06:40 PM
الغرب يغري بمهاجمته - بواسطة الحر - 08-30-2006, 07:36 PM,
الغرب يغري بمهاجمته - بواسطة بوعائشة - 08-31-2006, 08:21 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Question مخاطر الإسلام السياسي على حركة التحرر العربي ..الاسلام بشقيه بخدمة الغرب الامبريالي زحل بن شمسين 3 1,095 06-16-2013, 07:55 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  حوار حول مواضيع الفرض الثقافي للثقافة الغربية ، كشف كذبة الحرية في الغرب ، سرقة الغر الــورّاق 0 613 01-03-2013, 02:22 PM
آخر رد: الــورّاق
  الاقليات في بلاد الشام ظلت مقموعة حتى 1840 حتى جاء الغرب ...اضواء على مجازر 1860 بحق مسيحيي دمشق بسام الخوري 56 15,130 04-09-2012, 02:35 PM
آخر رد: Sheshonq
  أيها المسلمون التحالف مع الغرب في هذه الظروف كفر مؤمن مصلح 6 1,385 03-25-2012, 10:44 AM
آخر رد: مؤمن مصلح
  الغرب يبيع ديمقراطية بالكلام ..وفضحته تونس ومصر.. نسمه عطرة 0 1,436 01-29-2011, 11:05 AM
آخر رد: نسمه عطرة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS