اللقاء صوت وصورة

http://www.futuretvnetwork.com/videos/POL3000.asx

البيانوني: سياسة الأسد حمقاء وخطابه يائس وأرعن يحرّض على الفتنة



البيانوني في حديث مفتوح على برنامج الاستحقاق على شاشة المستقبل

وصف المرشد العام لـ"الاخوان المسلمين" في سوريا علي صدر الدين البيانوني الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد بأنه "خطاب تحريض على الفتنة في لبنان وخطاب يأس وعزلة عربية ودولية".
وقال "ان سياسة الأسد حمقاء وخطابه أرعن، ونظامه يقود السوريين الى الاستسلام وفي الوقت نفسه يرسل الاشارات إلى العدو الاسرائيلي الذي التقطها".
واعتبر المعارض السوري "ان الجرائم التي ارتكبها النظام السوري في لبنان هي جرائم ثأرية، خصوصاً انه يعتبر ان العودة إلى بيروت مسألة كرامة ولهذا الأمر أولوية لدى هذا النظام". ولفت إلى ان طريقة تصرف النظام السوري حيال التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري "تشير إلى تورطه في الجريمة"، وقال "ليس لديّ أدنى شك بأن النظام السوري هو مَن ارتكب جريمة الاغتيال ويجب أن ينال عقابه".
وقال في حديث إلى برنامج "الاستحقاق" عبر تلفزيون "المستقبل" مساء أمس: "ان خطاب الأسد الأخير هو خطاب يأس وعزلة عربية ودولية، هل من الممكن ان يتهجّم على الشعب اللبناني وقوى الرابع عشر من آذار والقادة العرب بعد الانتصار الذي تحقق في لبنان؟".
وأشاد بأي مقاومة تتصدى للعدو الإسرائيلي "لكننا لسنا مع المتاجرة بالمقاومة والمزايدة عليها، ومَن يسمع الأسد يظن انه يقود المقاومة في الجولان".
وأكد وجود معتقلين في سوريا بتهمة مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وتساءل "كيف يمكن أن نوفق بين هذه الأعمال وخطابات الممانعة؟"، وقال: "إننا منذ احتلال الجولان نقول نحن مَن يحدد مكان وزمان المعركة، ولكن منذ الاحتلال توقفت الأعمال العسكرية هذا في ظل خرق للأجواء السورية..، كما هو مطلوب من المقاومة اللبنانية أن تقاتل يجب أن نقاتل نحن في الجولان ووضع خطة استراتيجية لتحريره لأنه ليس أقل أهمية من مزارع شبعا".
وتساءل: "لماذا حرّر اللبنانيون أرضهم ونظام الأسد لم يفكر بالمقاومة في الجولان؟ وهل مَن يفكر في المقاومة يحكم بالحديد والنار ويكبّل شعبه؟ وكيف لشعب مكبّل أن يدافع عن أرضه والنظام السوري يمسك بخناق الناس؟".
وعن الوضع في سوريا في ظل حكم بشار الأسد، قال: "قد يكون عدد مَن اعتُقلوا أو أُعدموا في عهده أقل من أيام والده (حافظ الأسد)، لكن شيئاً لم يتغيّر في الذهنية، والنظام السوري لم يجد إنساناً واحداً في حزب البعث ليتولى الرئاسة، لذلك أضحكنا العالم علينا بتعديل الدستور من أجل أن يتلاءم مع عمر الرئيس العتيد (بشار)".
وقال: "لدينا خمسة عشر ألف مفقود في سوريا ونحن مددنا يدنا من أجل التغيير ولم نجد من بشار الأسد ومؤتمره القطري في عام ألفين إلا الإصرار على نظام التنكيل، ونحن أصدرنا بياناً أشرنا فيه إلى انه لا توجد مقومات المقاومة والصمود في سوريا، وخاطبنا كل الأطراف في الحكم لتعديل الأوضاع ومعالجة الأوضاع الإنسانية، ثم ندعو لمؤتمر وطني شامل للبحث في الخروج من الأزمة وجاء مؤتمر البعث ليؤكد على سياسة احتكار السلطة".
وأكد "ان الأخطار والوضع المتأزم ليسا سبباً لمصادرة الحريات وإنما هما دافعان لتعزيز الوحدة الوطنية من أجل الصمود والمقاومة وهناك مثال العراق، إذ ان النظام كان في واد والشعب في مكان آخر، وقبل أسابيع جرت اعتقالات للموقعّين على اعلان بيروت ودمشق وآخرهم ميشال كيلو. العزلة أكثر إحكاماً على النظام السوري ونحن لا ننسى الحكم الوحشي للنظام السوري والتدمير الذي ألحقه بالناس وتعذيب السجناء، وهو ما زال قائماً في عهد بشار، وهذه الحالة لا يمكن أن تستمر والشعب بدأ يستعيد القدرة على التعبير عن نفسه، وهناك منتديات بالاضافة إلى ان علاقتنا مع الاطراف كافة تتقدم بالحوار".
وفي رد على سؤال عن كيفية إقناع الشعب السوري ببرنامج التغيير و"الاخوان المسلمين" معروفون بدمويتهم، قال البيانوني: "إن مشاركة الاخوان المسلمين في التنافس السياسي كانت فعّالة خلال فترات ازدهار الديموقراطية في الاربعينات والخمسينات، وآخر فترة ديموقراطية انتفض عليها انقلابيو البعث كان في الثامن من آذار عام ثلاثة وستين، وجاء النظام وقمع كل الأحزاب، صحيح اننا نلنا الجزء الأكبر من القمع لكن هناك أطرافاً أخرى نالها القمع ونحن لم نفكر في حمل السلاح، هناك جماعة منشقّة عن الاخوان المسلمين هي مَن قام بعملية المدفعية في حلب".
واستشهد بكلام العلي دوبة الذي قال حينذاك: "إننا وسّعنا الاشتباك مع بعض أفراد لضرب الجماعة"، وقال: "أنا قلت في عام 2004 اننا نقبل بلجنة تحقيق قضائية لفتح ملف وتحديد المسؤوليات، واننا مستعدون لتحمّل أية مسؤولية قد تترتب علينا".
وعن امكان نشوب حرب أهلية في سوريا، قال البيانوني: "لا خوف من حرب أهلية، والنظام هو من أوجد المشكلة، فالعلويون على سبيل المثال نالهم الظلم والتنكيل، ونحن لا نميّز بين فئات المجتمع السوري على أساس طائفي، ومن الخطأ أن ننسب النظام إلى حزب البعث أو إلى الطائفة العلوية فهو حكم عائلي ونحن لا ندعو بالرغم من ذلك إلى قانون لاجتثاث البعث، وهذا النظام يسير نحو الانهيار ويرتكب جرائم في الداخل والخارج ولا قاعدة له والمعارضة موجودة في الجيش وفي كل مكونات المجتمع السوري والمؤسسات".
وعن امكان حدوث مشكلة طائفية في حال تسلم الاخوان المسلمين الحكم، قال: "إن هذه المشكلة خلقها النظام ونحن في برنامجنا لا نطالب بدولة دينية وإنما بدولة مدنية مرجعها الإسلام".
وبشأن معالجة أوضاع الأكراد قال: "لا مشكلة بالنسبة لنا، إذ ان الأكراد جزء من مكنونات الشعب السوري الذي أصابه الظلم من الحكم ونحن مع الحفاظ على خصوصية الأكراد القومية".
ووصف البيانوني سياسة بشار الأسد بـ"الحمقاء" وخطابه بـ"الأرعن"، ودعا الحكام العرب إلى "التعامل مع الأطراف السياسية الأخرى"، لافتاً إلى ان النظام السوري "يقود السوريين إلى الاستسلام وفي الوقت نفسه يهاجم العرب ويرسل الإشارات إلى العدو الإسرائيلي الذي التقطها". وأكد "ان لا علاقة للاخوان المسلمين بالولايات المتحدة الأميركية ولا توجد قنوات اتصال مع الأميركيين، أما العلاقة مع أوروبا فإنها مختلفة، إذ ان الاخوان أرسلوا برنامجهم السياسي إلى كل السفارات الاوروبية".
وبشأن العلاقة بنائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام أحد أعلام النظام، قال: "واجهتنا مشكلة وخصوصاً مع قواعدنا بشأن التعاون مع شخص أمضى في النظام أربعين عاماً، ونحن لا نوزع صكوك انضمام إلى المعارضة، ونحن نحمّله مسؤولية ما ارتكب وهو يقول نعم. وهو الآن يشارك في عملية الانتقال الديموقراطي في سوريا ويجب أن نشجعه خصوصاً لتشجيع آخرين على الإقدام على الأمر نفسه".
وعن تدخّل إيران في الشؤون السورية قال البيانوني: "إن النظام الايراني يميل إلى السلبية، وهناك حملات تشييع في سوريا ومبالغ تصرف لنقل الناس من مذهب إلى مذهب، وعلى ايران ألا تتدخل في الشؤون العربية الداخلية وعدم نقل الناس إلى مذهب الدولة الايرانية".
وبشأن العلاقة مع لبنان، قال: "إن النظام الحالي اتبع سياسة إلحاق لبنان بسوريا ونقل مفاسده إلى لبنان، ونحن نشدد على علاقة ندية متميزة مع الحكومة والشعب اللبناني والتعاون الأخوي الحرّ ونرفض التدخّل في شؤون لبنان وبالعكس، وما حصل في الماضي يجب أن نقف عنده، والآن وحدة الشعب اللبناني هي الأمر الضروري ولولا هذه الوحدة لما انتصرت المقاومة، ونحن مع تبادل التمثيل الديبلوماسي مع لبنان ومع ترسيم الحدود بالكامل ولكن مع مراعاة ظروف الاحتلال وعلى النظام السوري أن يبتّ مسألة مزارع شبعا ويقدم الاعتراف بلبنانيتها ولا تبقى سبباً لتدخله في الشؤون الداخلية اللبنانية".
وعن وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية، قال: "نحن نستنتج مصير أمرهم من معرفتنا بمصير مَن فقد لفترة طويلة من السوريين، فهؤلاء أعدموا، وإذا لم يعرف عن هؤلاء (اللبنانيون) شيء فيعني انه تمت تصفيتهم، وإذا بقي النظام السوري مصرّاً على كتمان أمرهم فهذا تأكيد آخر".
وعن القواعد العسكرية الفلسطينية في لبنان، قال "إن الوضع الفلسطيني يحتاج إلى معالجة، وحل وضع اللاجئين يجب أن يجرى وفق القرارات الدولية وبإعطائهم حقوقهم المدنية، أما السلاح فيجب ألا يكون خارج سلطة الدولة اللبنانية، فهل تسمح سوريا بسلاح خارج سلطتها؟ وإذا أراد النظام السوري استخدام السلاح فليستخدمه إما في فلسطين أو في الجولان، ولو كان هذا النظام جاداً في مسألة تحرير الجولان لأفسح في المجال أمام مقاومة وطنية هناك".
وعن موقف الاخوان المسلمين من توريد السلاح من سوريا إلى لبنان، قال البيانوني: عندما تحترم السيادة يجب ألا يقوم أي تهريب للسلاح خارج الاطار الرسمي، وهذا بمنأى عن موضوع حزب الله الذي يجب أن يجرى حوار معه لنزع سلاحه.
وعن العلاقة مع رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، قال: "لدينا علاقات مع أطراف عديدة في لبنان، وأنا بادرت للاتصال برئيس "اللقاء الديموقراطي" بعد حديث تلفزيوني له حيّا فيه الاخوان فرددت التحية له".
وكشف عن اتصالات كانت قد جرت مع "حزب الله".