كثيرون يرون في عمرو دياب ظاهرة الصرعة الشبابية غير الجيدة.
أختلف كثيراً عنهم.

عمرو ظاهرة متميزة بكل شيء.
صوته: دافئ، يخش القلب مباشرة، صحيح أنه محدود كمساحة وامتداد، ولكن هذا لم يمنعه من استغلال المساحة المتوفرة لديه بشكل ممتاز، وتوظيفها كما هو مطلوب منها ضمن ما يغنيه بلا زيادة أو نقصان.

أداؤه: متواضع، فهو أحياناً يحاول تنفيذ تركيب لحني معقد لكن تحكمه بصوته لا يساعده. وذلك ليس ظاهراً تماماً للمستمع العادي من جمهوره الذي يكفيه أنه يستمع لعمرو دياب وحسب. لا يمكن القول بأنه يعطي اللحن حقه الكامل، ولو أُعطي أي لحن له لمطرب آخر لأداه بشكل أفضل. وليعذرني جمهوره العريض: أداؤه متواضع جداً. :saint:

اختياره لأعماله: بالغ الذكاء، لا أذكر أنني سمعت لحنا غناه وكان سيئاً أو لم يكن جديداً في 80% على الأقل. وفي هذا المجال، استفاد كثيراً من عرّابه "حميد الشاعري"، واكتسب منه خبرة طيبة في اختيار الجيد من الألحان. وهو ينوع فيها باتزان موفق، فيجد فيها جمهوره كل من يريد سماعه من أنماط الغناء المختلفة من الراقص إلى الرومنسي إلى الطربي الخفيف بدون الخروج عن الطابع العاطفي ضمن الألبوم الواحد. ولا أنسى الإشارة الهامة إلى اهتمامه الزائد بعمله بأن يحرص على المزج النهائي لأغانيه ( الميكساج Mix Down) في استديوهات هوليوود، وأن يضمن أغانيه دائماً ذلك الهارموني الرائع بصوته.

جمهوره عريض حتى الخرافة، وأرقام مبيعاته تتصدر القوائم منذ فترة طويلة. وإنتاجه ثابت لم يتغير وبالطبع بسبب الإقبال على ألبوماته. وهو أيضاًَ نجم سينمائي وشباكه مزدحم دائماً.

باختصار، عمرو نجم متفوق بجدارة.

سأخصص مساحة متميزة لبعض أعماله الجديدة علني أقدم صورة حقيقية لفن هذا الرجل.

أحدث ألبوماته: "روح قلبي"، ما زلت أستمع إليه وسأقدمه لكم في أقرب فرصة.

الألبوم السابق، والذي كان بعنوان: "ليلي نهاري"، تضمن عشر أغنيات هي: ليلي نهاري - وحشتيني - تنسى واحدة - خد قلبي معاه - يدق الباب - دايماً في بالي - خلينا نشوفك - قصاد عيني - إلا هيّه - ريحة الحبايب.

كلها بدون استثناء ذات لحن جميل جديد مميز، وكلام لطيف، وتنفيذ وتوزيع بالغي الروعة.

وسأبدأ بفاتحة ألبومه: ليلي نهاري

الكلمات:

ليلي نهاري
تعال حبيبي، لا ملامة حبيبي
خدني ليك
ليلي نهاري
تعال حبيبي، قلبي ياما
خاف عليك

يا ريت انا أشوفك قصادي
يا ريت هواك ده كان حب عادي
جنبك حياتي دي، أجمل حياة

أحكيلك إيه؟ خلاص ما انت شايف
من غير ما قول، أكيد انت عارف
كلام كتير، كلام نفسي اقوله
كلام كتير، يا ريتك تقوله
جنبك حياتي دي، أجمل حياة

نص بسيط، موضوعه قديم: شوق وهيام ودعوة للحبيب لمزيد من الحب ومزيد من القرب. الأسلوب لطيف لكنه عادي، لا

جديد فيه ولا بألفاظه. وزنه سماعي يتكرر بحسب ما سبقه.

الكلمات: 30%

اللحن: جملة لحنية جديدة، جميلة، يكمن جمالها في تلك الأبعاد المميزة في السلم الخماسي الصغير المستعمل في لحن

مطلع الغناء ( ليلي ... - خاف عليك). أما الجملة الفاصلة بين المقاطع فهي بسيطة جميلة الوقع، متميزة في ختامها ذو

الأبعاد الجديدة على موسيقا الأغنيات الحالية. لحن الكوبليهات يميل لإنسيابية أكثر من المطلع، لكنه مثله يعتمد على

الأبعاد واختلاف المسافات الحنية وهذا ما ميز اللحن بالكامل.

اللحن: 80%

الأداء: كالعادة، أداء عمرو ضعيف. ولو أنه أدى اللحن كما هو Net بدون ترجيف فاشل لكان أفضل، لكن يصر دائماً على ذلك الترجيف معتبراً إياه عُرباً موسيقية، لكنها غالباً ما تخرج من حلقه بشكل كاريكاتوري يضحكني فعلاً. مثل ترجيفه لصوته في كلمة "تعال" الثانية في الدقيقة 0.12 من الأغنية. أو في الترجيف الحاصل في كلمتي "يا ريت انا" في بداية الكوبليه الأول في الدقيقة 0.37 التي جعلتني أبتسم فعلاً. لكن إحساسه بالكلمة واللحن في عبارة: "جنبك حياتي دي أجمل حياة" يجعلك تحب الأغنية.

الأداء: 50%


التوزيع:
دخول الأغنية موفق جداً، الأصوات المتعددة للمطرب أعطت صبغة هارمونية رائعة للدخول. أدى المطرب الأصوات جميعها، تميز منها الأول والثامن، أما الثالثة والخامسة فكانتا منخفضتين جداً، وأعطى تكرار عبارة "خدني ليك" كأنها صدى Echo انطباعاً لطيفاً. تلا ذلك إعادة اللحن نفسه بمرافقة كوردات الغيتار وبعض الإيقاعات، ثم دخل الزخم الكامل مع موسيقا الفصل. هذه الديناميكية ( تدرج الضغط الصوتي ) تعطي اللحن جدّةً في كل مرة يتكرر فيها فتخفف الشعور بالتكرار الممل للجملة البسيطة.

الغيتار آلة دائمة الحضور في أغاني عمرو دياب، إن كان للعزف المنفرد ( الصولو) أو للمرافقة ( الكوردات )، وغالباً ما يستعمل الغيتار الأكوستيك ( الخشبي الحقيقي وليس الكهربائي ). إعطاء الصول للغيتار موفق، ثم تولى السنتيثايزر مهمة تسليم الغناء بجملة رائعة ذات أبعاد جديدة على الأغنيات العربية.

وكالغيتار، التصفيق ملازم دائم أيضاً لأغانيه، وهنا لن تلاحظ توقف التصفيق وبكثرة، لكنها غير مزعجة.

أيضا تفريد الإيقاع هو أمر معتاد في هذه الأحول، وفي الدقيقة 3.15 كان التفريد الإيقاعي جميلاً وموفقاً في كسر رتابة اللحن غير الملحوظة.

الأصوات الهارمونية المرافقة للمطرب ( 3 + 5 ) أدى المطرب منها الثالثة وترك الخامسة لصوت آخر، وكان الهارموني لطيفاً جميلاً.

التوزيع 100%

التنفيذ: رائع. 100%

[COLOR=Blue]التقييم النهائي: