{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أحلام
Albert Camus غير متصل
مجرد إنسان
*****

المشاركات: 1,544
الانضمام: Jun 2004
مشاركة: #10
أحلام
على الأغلب أنّه كان في المدينة المنورة. مع "صبحي" و "خاضعة" زوجة صبحي.

بقيت "خاضعة" في المنزل وذهب هو مع صبحي للتنزه.
توجّها لصلاة العشاء في المسجد، وكان الطريق صحراويّاً والشمس ساطعة بلهيب حارق.
وقد ذهبا وصليا العشاء. ويتذكّر أنّه اندمج في الصلاة ورفع يديه بالدعاء.
وكان الإمام الذي يصلّي سعوديّاً يرتدي ثوباً أبيض وغترة "شماغ" حمراء، وعندما انتهيا من الصلاة، ذهب ليرى بعض الكتب ذات الغلاف اللمّيع والرسوم الجذّابة (كتب الأرصفة التّجاريّة) وكانت مفروشة قرب باب المسجد على لوح خشبيّ قديم، وكانت بعض الصراصير تمشي فوقها، اشمأز من الصراصير، غير أنّه أعجب بعنوان أحد الكتب فأخذه، وكان ثمنه عشرة ريالات.
أمسك بالنّقود من جيبه وفردها بأناقة وناولها للشيخ وهو يقول (تفضّل يا شيخ...فين الحساب؟)
فقال له ( مو هنا...هناك في الــ..)
فقال له "صبحي" ( في سوبر ماركت...تعال أنا عارف).
وهذا كلّه يعني أنّ حساب الكتب لم يكن ليدفع في المسجد، بل في سوبر ماركت قريب تعاقد مع المسجد على عرض الكتب الدينيّة وبيعها، على أن يتقاسم المسجد والسوبر ماركت الربح.
وعلى الفور تذكّر وقال لصبحي ( آه...سوبر ماركت "مكّة"...افتكرت).
وتذكّر أنّه كان يذهب إلى ذلك السوبر ماركت لشراء بعض الكتب من قبل.
نزلا سلالم المسجد الرخاميّة هو وصبحي.
وكانت الشمس لافحة، وصحراء شاسعة خارج المسجد، مع ميل الجو وأضواء المدينة إلى الحمرة قليلاً. ركبا سيّارة بيضاء.
وعندما كان يقود السيّارة شعر بعاطفة قويّة جداً تجاه "خاضعة" وفكّر فيها بقوة. وكانت هذه العاطفة مزيجاً من الحب الشديد جداً، والشفقة الشديدة جداً عليها والإشتياق الشديد جداً إلى رؤيتها وضمّها إليه. وكانت هذه العاطفة جيّاشة للغاية في صدره ويشوبها حزن.
وتكلّم صبحي دون مقدمات منه وقال:
- بفكّر أرجع البيت شويّة.
فقال له : ليه؟
فقال صبحي : - "خاضعة" دي..( وأشار بيده في ضجر).
وكان صبحي يرتدي ثوباً أبيض كذلك. وأكمل:
- قاعدة في البيت لوحدها، وأنا مش عايز أسيبها لوحدها...
واعتقد أنّه كان من المفترض أن يكمل نزهته هو وصبحي سوياً. ولكن صبحي أكمل :
- إمبارح البلطجيّة دول حاولوا يبيعولها البتاع ده - ( وهز يده بشكل محوري يميناً ويساراً) - اللي بينوّر.
فلم يفهم. فأكمل صبحي :
- البتاع ده - (هز يده مرة أخرى) - اللي بينوّر، البلطجيّة اللي واقفين على جنب الطريق دول.
ففهم الصورة على الفور، وأدرك أنّ صبحي يتحدث عن بائعين مصريّين يقفون على جوانب الطريق تحت أشعة الشمس الحمراء ويبيعون لمبات "نيون" لونها أزرق للسيّارات المارة ( من أجل الظلام؟!) ومكتوب عليها " المدعوق هو الحل".
وأنّهم من نوعيّة بياعي مصر الفهلويّة، وأنّ "خاضعة" كانت تعرف قيادة السيّارات، وكان لديها سيّارتها التي تأخذها للتسوّق. وأدرك أنّ صبحي أيضاً أشفق على خاضعة وأنّ لديه نفس عاطفته نحوها، وأنّه لا يريد تركها وحدها في البيت.
ولكنّه قال له :
- دول مش بلطجيّة ، دول بيّاعين عادي!
فقال صبحي: - أيوه يعني الناس الفهلويّين....(وأشار بيده علامة عدم الإكتراث بالتّسمية).
فشعر بعاطفة شفقة قويّة جداً تجاه صبحي وتجاه خاضعة. وشعر بأنّهما يعانيان من وحدة كبيرة في هذا البلد. وكان سيقول له:
"خاضعة دي أحسن شخصية عرفتها في حياتي". ولكنّه قبل أن ينطق هذه العبارة، راجع نفسه فوراً وتذكّر كل المشاجرات بينه وبين خاضعة، وبينها وبين صبحي، ومحاولاتها للتحكّم فيهما، وعدم تسامحها وعنادها الشديد. فعدل عن قول العبارة. وقال لنفسه أنّه على الرغم من عاطفته الشديدة فإنّه ينبغي أن يكون عادلاً وموضوعيّا فيما يقوله خصوصاً وأنّ صبحي أيضاً يعرف شخصيّة خاضعة قبله.
بقيت نقطة، وهي أنّه بعد الصلاة في المسجد بدأ نخربة أنفه وإلقاء المخاط الجاف في المسجد، وحتّى عندما كان يكلّم الإمام بائع الكتب، وفي يده الكتاب، لم يستطع مقاومة فعل ذلك، ولكن الإمام حاول عدم النّظر، وهو حاول أن يتظاهر بمجرد أنّه يهرش أنفه فقط.

ثم استيقظ.
09-13-2006, 12:06 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-12-2006, 06:40 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-12-2006, 06:51 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-12-2006, 07:19 AM,
أحلام - بواسطة إبراهيم - 09-12-2006, 07:21 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-12-2006, 07:27 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-12-2006, 07:30 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-12-2006, 10:20 AM,
أحلام - بواسطة إبراهيم - 09-12-2006, 02:00 PM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-12-2006, 11:46 PM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-13-2006, 12:06 AM
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-13-2006, 06:43 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-13-2006, 09:37 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-13-2006, 10:27 AM,
أحلام - بواسطة إبراهيم - 09-20-2006, 03:45 AM,
أحلام - بواسطة Albert Camus - 09-20-2006, 04:18 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  أحلام صبيانية شيوعية اشتراكية مشاعية بدائية الجوكر 15 3,919 05-19-2011, 03:04 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  "أحلام مستغانمي" تنتقد مآلات الجزائر بسام الخوري 3 1,032 04-18-2008, 09:36 AM
آخر رد: بسام الخوري
  رضعة الحليب التي انتهكت أحلام العرسان ... ما رأيكم ؟؟ نسمه عطرة 1 727 08-24-2007, 01:30 PM
آخر رد: نسمه عطرة
  بلاد المطربين.. أوطاني - أحلام مستغانمي ابن العرب 6 1,547 10-02-2006, 02:23 PM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS