اقتباس:هناك خلط هنا، حارث: كلامك سليم تماماً في أن اللاأدرية، بتياراتها المختلفة، تتفق في نقطة واحدة بأنه لا يمكن إثبات أو لاإثبات القيمة المنطقية لحقيقة القضية [في الغالب ميتافيزيقية] قيد التناول إن لم يكن هناك لذلك طريقاً عقلانياً لبناء الحكم فوقه، فقط. ليست اللعبة هنا في الشك skepticismـ أو الشك المذهبي الذي تفضلت بوضع تعريفه "شاك، و شاك أنه شاك، ..."، بل في ’اختيار اللااختيار‘، لو استعرنا المصطلح من الوجودية.
المهم، من بعد هذا الطرح تتحرك اللاأدرية في اتجاهات كثيرة
طبعا ليس هذا هو الطرح يا عزيزى هذا الذى تتحدث عنه عبارة عن الشك المنهجى وليس عن مذهب اللأدرية كفرع من فروع السفسطة ( عندية ،عنادية ، لاأدرية ).
اقتباس:1. من حيث المعرفية:
ـ اللاأدرية المطلقة، و هي التي تفضلت بالحديث عنها، و فيها يتم طرح أن القضية لا يمكن الحكم فيها بالفطرة، بالتالي يستحيل الحكم فيها بأي شكل.
ـ اللاأدرية المؤقتة، و هي ما أتحدث عنه أنا، حيث يتم الاكتفاء بالامتناع عن الحكم لحين الحصول على أدوات منطقية لدعم اتخاذه، سواءً بالسلب أو الإيجاب.
لنصطلح على أن المقصود باللاأدرية فى حديثنا عن منهج اللإلحاد وطرقه هو اللاأدرية المطلقة .
ـ
اقتباس: اللاأدرية المتجاهلة Ignosticism،حيث يتم اعتبار السؤال المطروح ـ "هل الله موجود؟" في حالتنا هنا ـ غير قابل للطرح لأن ’وجود الله‘ بلا أي قيمة/تأثير/عواقب علينا، و بالتالي لا توجد أي قيمة لإثبات أو لاإثبات وجوده، و لا حاجة لشغل أنفسنا بالسؤال.
إذا قلنا إنه لا مشاحة فى الاصطلاح على الرغم مما يسببه ذلك من مغالطات وإيهامات لتجميل وجه اللأدرية والفكر الإلحادى بغير وجه حق على طريقة الخمر مشروب روحى .. إذا سلمنا بذلك وسلمنا بالمعنى أى أن ما لا قيمة له يمكن تجاهله ولا شأن لنا بالبحث فيه ولا علينا ألا نحكم عليه بسلب أو إيجاب كما هو معلوم لدى جميع العقلاء فإننا لا نسلم بالمثال
لمصادرته السافرة وقبحه الجائر ومنافاته لأبسط مبادئ التفكير .لتكتفى يا عزيزى بتمرير مغالطة تجميل اللاأدرية وابحث لك عن مثال آخر نتفق عليه فقد اتسع الخرق على الراقع أم أنك تريد أن تشغلنا بأحدهما ليسلم لك تمرير الأخرى ؟!!
نفس الشىء ينطبق على مصطلحك (( لاأدرية إيمانية )) يذكرنى بعبارة قرأتها لاحدهم (( الدعارة الحلال ))!!!!!!!
بالنسبة لسؤالك عن العلاقة بين السوفسطائية واللاأدرية :
السوفسطائية منهم من ينكر حقائق الأشياء، ويزعم أنها أوهام وخيالات باطلة، وهم العنادية، ومنهم من ينكر ثبوتها ويزعم أنها تابعة للاعتقادات، حتى إن اعتقدنا الشيء جوهراً فجوهر أو عرضاً فعرض أو قديماً فقديم أو حادثاً فحادث وهم العندية، ومنهم من ينكر العلم بثبوت شيء ولا ثبوته، ويزعم أنه شاك وشاك في أنه شاك وهلم جرا، وهم اللاأدرية.
تحياتى
الزميل كيفى
إذا كان عدوك دولة عظمى وحيدة فمن الطبيعى أن تخاف لكن ذلك الخوف الفطرى وليس بالصورة التى نراها لدى أعداء الإسلام .