أراء الغرب

أما علي الجانب الغربي قال ماركو بوليتو الخبير في شؤون الفاتيكان لصحيفة لاريبوبليكا الايطالية، أن حديث البابا يعني "إغلاق الباب أمام فكرة كانت عزيزة على سلفه البابا يوحنا بولس أن المسلمين والمسيحيين واليهود لديهم رب مشترك يصلون له".

وقالت الصحيفة الايطالية، أن هذه التصريحات ستؤدي على الأرجح إلى إغضاب العالم الإسلامي كما يمكن أن تثير تعاطفا إسلاميا مع تنظيم القاعدة الذي كثف في الفترة الأخيرة من حملته الإعلامية المعادية للغرب.

كما حذر الكاردينال بول بوبار رئيس المجلس البابوي للثقافة في الفاتيكان من "استغلال" خطاب البابا في إشارة ضمنية إلي الأصوليين المسلمين.

واعتبر رئيس المعهد البابوي للدراسات الإسلامية الأب جوستو بالدا لاكونزا أن البابا لم يصدر أحكاما على الإسلام وانه "عبر عن الرؤية الكاثوليكية للعقيدة ووجه أسئلة إلى الإسلام. لم يكن ذلك من باب التشكيك وإنما تساؤلات حول العنف والعلاقة بين العقيدة والمنطق".

وتابع لاكونزا: "المشكلة هي أن الدين الإسلامي يسيطر عليه اليوم السياسيون والمسلم المعاصر يمتنع عن طرح الأسئلة". وقال "ينبغي التحلي بالشجاعة ومواجهة الواقع. يواجه العالم المسلم اليوم مشكلة العنف الذي يرتكب باسم الدين" مؤكدا أن "المسلمين أنفسهم يقولون هذا".

كما علقت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" الألمانية على التصريحات قائلة: "البابا تطرق إلى مفهوم "الجهاد" ليظهر الفارق بين المسيحية والإسلام".

ويعتبر المحللون أن تصريحات البابا الأخيرة والتي تزامنت مع الذكرى الخامسة لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي نسبت لتنظيم القاعدة كما تأتي مع استعداد المسلمين لاستقبال شهر رمضان الكريم ستعمل علي تأجيج المواجهة بين العالم الغربي والإسلامي بما ينذر بنشوب أزمة جديدة بين الطرفين شبيهة بأزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها صحيفة دانمركية في سبتمبر 2005.

ويشتكي العالم الإسلامي من الحرب علي الإرهاب التي قادتها أمريكا منذ أحداث 11 سبتمبر ولم تستهدف سوي المسلمين. ومنذ قيام تلك الحرب قامت القوات الأمريكية بمساعدة من حلفائها بغزو دولتين مسلمتين هما أفغانستان في أكتوبر 2001 والعراق في مارس 2003. كما باركت واشنطن العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.