للوهلة الاولى تشدك , تنظر الى عيونها ...تجذبك نحوها بكل براءة , تحس مع ادائها تشعرك إنك لامست النجوم أعلى ولالىء الارض في باطنها.

قد تبدو فزورة ولكنها لؤلؤة ناصعة كما قال عنها احد منتجي هوليود . الذي قال لو انها ببلدي لارسمت بلدنا لها لوحة في كل ميدان وأصحبت تميمة عند كل فتاة.

انها نعيمة عاكف التي تجعلك تشاهد كوكتيل من حسناوات الارض من كل بلد وكل صقيع .

ففي اسكتشاتها الاستعراضية قد تجعلك تتخيلها , حسناء من هونولولو , أو ساحرة من مدينة النور , او وجه جميل من جبل لبنان , وقبل كل ذلك ايكونة لوادي النيل تتلالئ وتشع وتملا الاجواء سحرا

تقول نعيمة عن نفسها انها فنانة تجسد كل ذلك ولكنها في نفس الوقت مرادف للفنانة التي يجب ان تتأقلم مع كل ما هو عصري

فمنذ خروج تلك الجوهرة من كنوز ارض النيل في اواخر الاربعينات (49) وهي حتى الان حجر زاوية ومثل اصيل لفن بلاد النيل

لا يستطيع احد ان يجيبك عن السؤال البديهي عن توصيف نعيمة ... فهل هي ممثلة فقط , ام راقصة فقط , ام مطربة فقط؟.

فهذا لغز بحد ذاته , فهي الراقصة الوحيدة التي تجيد الطرب

وهي الممثلة الوحيدة التي تجيد الاستعراض والمنولوج والتشخيص

وهي المطربة الوحيدة التي تجيد الرقص ..

انها ببساطة نعيمة التي يجتمع بها كل هذا من مرادف لمعنى كلمة (فن)

كنت احلم ان أجلس بجانبها , وان أصنع معها حديث يليق بتلك الفنانة . وقد لبت الظروف أملي

فهي بسيطة لا تحب الاضواء (رغم انها لؤلؤة تشع) لا تحب الكلام (فهي مؤمنة بحكمة اللسان هو داء الانسان) تحترم زميلاتها بالوسط الفني , فلا تريد المهاترات

ففي زمننا الحالي , تتكون عصب من الفنانات وكل فنانة خلفها جيش من مئات الصحف والصحفيين , كل صحيقة تكون لسان حال كل فنانة قاهرية

تهاجم صحيفة فنانة بأمر من فنانة اخرى فيشتعل الجو ويتكهرب وتبدا الحرب النفسية . التي تجعل فنانة خاسرة من المعركة واخرى رابحة .

تقول هي ببساطة . ما الداعي لكل ذلك , وما الذي يجعلني اقف ضد زميلة لي , فالفن كالدنيا ....ارزاق !!

ذهبت اليها "بمصر الجديدة" وفي يدي رزمة كبيرة من الورق بها عشرات الاسئلة , انها لم تتكلم الا نادرا طيلة حياتها الفنية التي لا تتعدى الثمان سنوات .

استقبلتني في ثوب بسيط أزرق ضيق بكول امريكاني صغير, وقد شدت شعرها في شينيون. وكانت تلبس حلقا وعقدا من اللؤلؤ , وفي يدها ساعة دقيقة , وفي اصبعها دبلة الزواج الذهبية.


حتى قبل كل فيلم , تفتعل كوكب من كواكب القاهرة أي" حرب والسلام" من اجل الدعاية لها ولافلامها على حساب الكواكب الاخرى حتى لو صلت الساحة للردح على طريقة نساء اهل البلد .

الا ان كل ذلك عند نعيمة . لا داعي له , فالفنان سيثبت نفسه بالواقع من خلال موهبته وفنه واحترامه لجمهوره.

سألتها في البداية . لماذا انت مبتعدة عن صخب القاهرة ولياليها

وبهدوء تام ردت . انا ست بيت قبل كل شيء , وزوجي كل حياتي, ووقتي له , ولفني

وبتلقائية سألتها . ولكن ماذا تفعلين بذلك البيت.

قالت هنا أطبخ فانا زوجة , ويأتي الي مدرب الرقص كل يوم , أمارس الرياضة بحديقة منزلي ,أجلس مع صديقاتي او ذهب لهم بمنازلهم

سالتها بتعليل . هل زوجك غيور لا يطيق ان تختلطي مع اهل الفن ؟

قالت ابدا هو عكس ذلك بل هو في بداية مشوارنا الزوجي , كان يطلب مني اعيش حياتي , ولكني(تضحك) طبعته بطبعي . فأصبح من هواة المنزل .

اما مشوارها الفني . فهي معتزة جدا بكل فيلم قدمته سواء نجح نجاح عادي . او باهر

وهي كما معروف لها حاسة قوية في اختيار ادوراها التي تجسدها , لذلك لم يسقط لها فيلم على الاطلاق .

عندما قدمت لها عريضة الاسئلة , ردت بلباقة وهدوء , انا امامك دفتر مفتوح

لكن ارجوك لا تسأليني عن رأيي باحد من الكواكب القاهرية أو الراقصات .

قلت لها . لكن هناك من يهاجمك , الا تريدين الرد عليه؟

ولماذا . دعي كل شخص يقول رأيه وهو هيعدي . والكلام عمره مهيلزق . والناس اذواق . هكذا بكل لباقة اجابتني! .


الم اقل لكم ان عظمة تلك الفنانة بروحها وجسدها ولسانها فتلك المعاني مرادف لكلمة واحدة ... نعيمة عاكف

مقتطفات من حوار للكاتبة إيدا هواجيم - سيني فيلم 1957