اقتباس: الحرب التي تشن الآن باسم الحرب على الإرهاب هي (( حرب دينية )) كاملة المواصفات وأي تبرير آخر لها إنما محض افتراء وكذبة كبرى تماما ككذبة حوار الأديان ..

كيف يعني "دينية بكامل المواصفات" يا سندي؟

حرب أمريكا تختلط فيها مصالح الولايات المتحدة ودوافعها السياسية والاقتصادية بالخزعبلات الدينية المتمكنة من رؤوس المحافظين الجدد.

من ناحية أخرى فإن "مدارس الإسلامويين" بفروعها هي التي تجدّ منذ سنين طويلة في استقطاب العالم دينياً وفرزه إلى "فسطاطين"، "فسطاط الإيمان" و"فسطاط الكفر" عند "ابن لادن" أو "فسطاطي الجاهلية والاسلام" عند "سيد قطب".

***************

بالنسبة للبابا ...
عصمته عند الكاثوليك تقتصر على القضايا الإيمانية المسيحية وليس رأيه واجتهاداته في ديانات أخرى وفي أتباعها. (فالبابا معصوم عندما يقول بان "الزواج سر مقدس" مثلاً، وليس معصوماً عندما يقول بأن طعم البندورة حامض أو طيب مع اللحمة أكثر من السمك).

طبعاً، أعتقد بان على البابا أن يعتذر لو كان قد أساء للمسلمين حقاً. ولكني أرى الفاتيكان قد اتخذ خطوات إيجابية جداً منذ أمس عندما أبدى أسفه إذا ما كان قد اساء البابا لمشاعر المؤمنين، وعاد اليوم "بينيدكوس الـ16" كي يؤكد أسفه ويصر على أن "اقتباسه" الذي أثار الضجة لا يعبر بالضرورة عن رأيه هو نفسه.

طيب يعني شو؟
البابا قال كلمة وحاول أن "يضبضبها" ويعتذر عنها بأسلوب لطيف مرتين، فماذا عليه أن يفعل أيضاً؟ هل عليه أن يركع على رجلي كل مسلم ويغسلها ويطلب منه السماح على الأذى الذي لحق "بمشاعره المرهفة" من جراء هذا "الاقتباس" البائس ؟

كلنا يعرف بأن "نبي الاسلام" عند البابا هو "كذاب بامتياز" يقود مليار إنسان إلى "التهلكة"، كما أن "البابا" عند شيوخ الإسلام هو "حامل لواء الضالين وقائدهم إلى النار". المسلم عند المسيحي هو "هرطوقي" والمسيحي عند المسلم هو "كافر، حرّف الكلم عن موضعه ومن جملة أبناء القردة والخنازير".
هذا حال الديانات، وهي كما اشار المعري (فوق) وقلناه كثيراً مصادر فتنة لا يمكن الالتقاء على أساسها. فالدين بطبيعته يعتمد على التصديق ويفرض أنه على صواب (هداية) والآخر المختلف على خطأ (ضلالة)، ولا حل حتى يعود الآخر عن غيه ويعتنق "الصراط المستقيم" ... "وعيش يا كديش تايطلع الحشيش".

أخيراً، أكثر ما وجدته طريفاً في هذه القضية بمجملها هو أن البابا في خطابه "البائس" ربط بين "العنف والاسلام"، فاحتج "المسلمون" على اتهام دينهم بالعنف من خلال "الاعتداء على الكنائس" (وفي فلسطين "الحمساوية" كانوا سباقين إلى هذا والحمدلله ) والتهديد والوعيد والرسائل التي تقسم على كسر الصليب وحرق روما ... خوش منطق والله !!!

واسلموا لي
العلماني