هل أنا فعلا لطيف؟؟

سؤال مر بخاطري على إثر وجبة صباحية دسمة
(لطيفة)

... ممم لا بد من السيجارة

أشعلتها وأنا أستبعد أوليا مفهوم "لطيف" المرتجل بمعنى الاسم والمسمى، والمشتمل حكما على لطيف ابن جارتنا الحاجة "أم لطيف".. هذا وبعد ان كانت استقلاليتي الاسمية، وحريتي الشخصية التي ناءت بأغلالها كمثلكم جميعا.. تنأى ولو اسميا عن كوني تابع وملكية لأحد – كم هي بلهاء "استقلاليتي"، وما أغبى منها الا "حريتي" .. واللعنة الدائمة المتصاحبة الممدودة على ياء النسبة، فلولاها لكنت أرتحت كثيرا وأرحت - .تستبعد حرف الجر "لـ" حتى ولو جعل مني ملكية "لـِ" "طـَيف" (بفتح الطاء) .. فلم يبق لي إذن غير التساؤل عن الصفة .. هل أنا صفة لطيف؟... ولم َ السؤال فليس الحال بوجه هنا الا افكار مبعثرة ألفظها مع دخان سيجارتي لأجد فسحة بجوفي لدخول النسكافيه - ..
"اللي عجبو"
(لطف )

لطافة التهرب من إعمال الدماغ في وجهة أخرى.. لذا لن اتساءل، بل سأتثاقل متابعا
(لطف)


من يتقن فخامة اللباقة ..وفن تسليط الاضواء على الذات.. ويشغف بالتفوق .. هل يكون لطيفا؟

... اسراف .. لا مبالاة، لا اعتبارات او حتى نوايا لرحمة أو عدل ... لا وليس من ظلم البتة.. ولطف .. كيف لا فالصفات تتوائم، ويبقى الموصوف واحد .. الا يحق للمرء أن يكون كذلك؟ بلى وربي .. بل يكون إنسانا كما نحن بالضبط ..
(لطف)


كنت في شارع الحمرا لبعض شأني .. رأيت امرأة قدرت أنها في العقد الثالث من عمرها مصابة بالشلل، وتحاول اجتياز الشارع معتمدة على عكازين .. وجدت نفسي أقف حائلا بينها وبين السيارات ، وأوقفت السير – ابتسمت لذكرى رشيد* "إي وقفتو" - .. لم أتكلم لكن ابتسمت لها وأشرت بيدي كي تجتاز الطريق .. أخيرا وجدت سببا أستغله لإيقاف عجلة الحياة .. أقصد السير .. ولو لثوان في شارع الحمرا .. تم الأمر .. شكرتني هي ايضا بابتسامة وايماءة من رأسها .. بادلتها ابتسامة فيها من الامتنان لها ما لم تفهمه بالطبع .. هممت بمتابعة سيري، حانت مني التفاتة .. رأيت عيون من حضر المشهد منتصبة ومنصبة علي بعرفان بالغ، تعلو وجوههم ابتسامة بلهاء توحي بالتأثر .. لعنت نفسي .. ولعنت المرأة .. ولعنت السبب الذي أوجدني في شارع الحمرا.. ولعنت السير والسيارات ومن اخترعها .. وللمرة الاولى بحياتي لعنت "رشيد" ... ووصلت باللعن حتى يوم ولادتي .. وربما تجاوزته للمسبب .. وأنا أقول بصوت غير مسموع : "يا مخصيين" ..
(ما ألطفني)

أشعر أحيانا بدوار .. كما هو إحساسي الان، فالتحم بالارض دونا عن البشر، كم أنا سعيد بهذا الشعور، بل كم هو لطيف هذا الشعور .. وكم هو غبي من يسعى للخلاص منه .. فأنت بحالة الدوار تكون المصطفى الوحيد بفضيلة الشعور بدوران الارض... نعم ليس من أحد يراها .. لآ ويشتكون ..
(مضيعة للطف)

اتعلمون ان الدكتاتوريين والقتلة هم أبرز اللطفاء المناصرين للبيئة؟؟ فهم بـ"رسالتهم السامية" يخففون عن الاشجار مهمة انتاج الاوكسيجين .. لذا من اراد الخلاص من الديكتاتورية فما عليه الا ان يبتدئ "رسالته السامية" بالتخلص من كافة الكائنات النباتية العميلة الخائنة .. هو ذا "اللطف" الاجتماعي بأبهى صوره
(لطف برسم البيع)



لكن.. إن كان ولا بد ان تحترم لطافتي فالمتوجب ان تحترم إبداع التمثيل بنفسي بشكل أكبر .. وهل هناك من فرق؟؟ ممم لا أظن ..
(جواب "لطيف")

اللعنة .. نسيت النسكافيه حتى برد .. كما ان سيجارتي إغتصبها الهواء دون أن يكون لي فيها من دور غير إشعارها بكيانها وأهميتها لثوان بين أصابعي
(ما ألطفكم)

.... شعرت السيجارة بتلك الاهمية لذاتها ، فقدمت نفسها قربانا للهواء وهي تتذرع بالقول "الصيد لمن صاده لا لمن أثاره"
(لفتة لطيفة)

أدمنت الخسارة و(اللطف) ..



بدون (f)
(لزوم اللطف)

_____

* رشيد = زياد الرحباني في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة"
(لطف مضاعف)