إن مفهوم السلام الإسلامي لهو مفهوم عجيب متناقض، حيث ان السلام هو أن تحتل الدولة الإسلامية دولاً أخرى حتى تتأكد أنها في سلام، السلام هو أن يتم منع المسيحين من بناء كنائس جديدة و إلا فسيقتلو، السلام هو أن يدفع المسيحي"الذمي*" الجزية بالرغم من أنه هو صاحب الأرض، و السلام هو أن نقتل أي مخالف لنا في الفكر مثلما حاولو قتل العظيم نجيب محفوظ، ومثلما قتلو صوت الإصلاح فرج فودة، و قتل السادات و محاولة قتل عبد الناصر في حادثة المنشية، و محاولة قتل مبارك في أديس بابا وهكذا.. دروس متتالية في السلام و المحبة الإسلامية و التي هي في مجملها عبارة عن بحر من الدماء، بل و الغريب في الأمر الإدعاء اليومي بأن الإسلام هو دين سلام.. الإسلام هو دين سلام و أن تحيتهم هي السلام على الرغم من معرفتهم بجميع الجرائم الإسلامية على مدى التاريخ،بداية من الفتوحات و الغزوات نهاية إلى العمليات الإرهابية الحيوانية الحالية.


ولعل ما جعلني أخرج من صمتي بعد صمت دام فترة طويلة إحتراماً لمشاعر الجميع و حتى لا أدخل في دوامة من النقاش التاريخي الديني الذي لا أحبه هو "بجاحة" المسلمين في الرد على تصريحات بابا الفاتيكان، الأن سأتجاهل نوايا البابا والتي بالطبع ليست مجرد إبداء رأي بل لها أسباب أخرى ليس هذا وقت الحديث عنها، فإذا كان ما قاله البابا لهو أمر ضايقكم هكذا.. فلماذا لا تحرقون جميع كتب التاريخ؟ لماذا لا تحرقون كل الأحاديث و الأيات التي تأمر بقتل الآخرين؟ لماذا لا تحرقون سورة التوبة التي تأمر بقتل المشركين إلا لو أسلمو! بل و يتبجح المسلمين بقوة الرسول و يتفاخرون برسالته الشهيرة والتي يقول فيها بالحرّف " أسلم تسلم" ثم بعدها بلحظات قليلة.. يتحدثون عن كمية السلام التي تحققت للأرض من بعد ظهور محمد!، المشكلة الأساسية الحالية هي وضع الهالة القدسية النارية على الدين، بل وصل الأمر إلى أن الأزهر الغير شريف غاضب جداً لعرض مسلسل خالد بن الوليد، و غضب العام قبل الماضي أيضاً بسبب مسلسل عمر بن عبد العزيز، حيث أن رؤية الأزهر هي أن هؤلاء الأشخاص لا يمكن أن يأتي شخص ما مثلهم!!!!!!! وهم ملائكة مثلاً أو كائنات من كواكب أخرى المريخ أو عطارد و زيوس أعلى و أعلم .




أخي إبراهيم (f) وجود الفكر الديني "كالسوس" في العقل لهو أمر لا حل له، سواء بالكتب أو بغيرها طالما أن المستمع/القارئ لم ينزع تلك الهالة النارية القدسية حول الله و حول المسيح و محمد و لماذا أغتصب فتاة في سن التاسعة إلخ.. أما غير ذلك فلا أمل في أن يولد مفكرين مسلمين من جديد، و الفقر ليس هو السبب الرئيسي بالطبع، و إلا أجتمع أثرياء الكويت للقبض على شخص أنشأ موقعاً إلكترونيا لنقد محمد و سيتبرعون بمكافئة لمن يقتله؟ هل هؤلاء ولاد كلب فقراء؟ دول معاهم فلوس تبني السد العالي مرتين، المشكلة في أن الدين في العقل تماما كمن يرتدي نظارة سوداء فيرى العالم كله أسود اللون و يتخبط يميناً ويساراً و يرى أن العالم لون واحد وهو الأسود و أن الآخرين كاذبين و منافقين و دجالين وصليبين و زنادقة و ولاد ميتين كلب!.


قطقط والله زمان !، عسى كلامي يعجبك في نقد التاريخ المسيحي الصليبي كمان :D


* الذمي : أي من هو في ذمة المسلمين كالأطفال تماماً في ذمة أبائهم، و هذه المعاملة البائسة لم تكن مع المسيحيين أو اليهود وحدهم بل ومع المسلمين ذات أنفسهم! لمن كان ليس من أصول عربية مثل المواليين مثلاً في العصر العباسي .



لي عودة ليلاً(f)