اقتباس:شيخنا العزيز الصفى
تحية و عودة

اوافقك شيخنا الدكتور الصفى علي هذا الترتيب الذي ذكرته
والواقع اننى عندما قارنته بالصورة التى ارفقتها و فيها افترضت ترتيبا فوجدت مطابقة بين ترتيبك و ترتيبي فهل هذا صحيح؟

اذا اردت ان تنسج قصة واحدة من ايات السورتين ( الحجر و هود) فهناك خطوات اساسية لا بد لك من القيام بها:
منها:
يجب ان تحدد الايات التي تعطي نفس المعنى في السورتين و من ثم تقوم باختيار احدها لتكون منها القصة , على سبيل المثال:
وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ( هود 77)
فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ {الحجر/60}
فاذا اردت ان تصنع قصة من ايات السورتين فلا يمكنك ان تضع هاتين الايتين تحت بعضهما و الا اصبحت تكرر نفس المعنى , هنا يتوجب عليك ان تاخذ باحد الايتين في قصتك فقط, و اذا كنت صاحب حس ادبي فانك ستختار الاية التي تعبر عن مجئ الضيوف , و تنظر في باقي الايات لترى اي هاتين الايتين ستخدم غرضك , لانك اذا اخترت اية هود فهي تخبر عن حضور الضيوف و لكن لا تخبر عن الذي لحقهم من اساءة و من ضيق اصاب لوطا حتى قال : هذا يوم عصيب, و اذا اخترت اية الحجر لتضعها في القصة المؤلفة من ايات السورتين فانك لن تجد في سورة هود وصفا للموقف العصيب الذي مر بلوط نتيجة الاساءة لضيفه.
و اذا اخذت قوله في سورة الحجر(قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ ){الحجر/68}الذي يطلب فيه من قومه الا يفضحوه في ضيفه و لم تاخذ بالاية في سورة هود فانك تكون قد فقدت عنصرا مهما من عناصر القصة هو انه في اية هود ورد عرض لوط لقومه باخذ النساء (وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ) {هود/78}.
و هكذا سترى انك كلما تعمقت في دراسة كل من النصين فسترىان كل منهما لا يشيه الاخر الا في بعض الكلمات المشتركة التي نسجت منها القصتان و لكن الحبكة تختلف بين كل من القصتين , و هو ما اخبرتك عنه سابقا بانه اختلاف الحدث المركزي في كل من الروايتين.
يتبع.