اقتباس:أبونا إبراهيم الجميل  

أوتحسب أن المسلم يكره المرتد فقط؟، بل و يكره كل من لا يصلي، و كل من لا يصوم و كل من لا يسبّح بحمد الربّ العظيم و يصلي على النبي الكريم و يبكي لسماع الشيخ عبد المتجلي المتين..

مساء الفل يا جورو.. شوف يا عزيزي. لم أحب في يوم من الأيام أن يكون عندي انطباع سلبي تجاه أي مخلوق على وجه الكرة الأرضية. أنا مسالم بطبيعتي. ولكن فعلا المسلم مشحون بشيء ما رضعه مع الإسلام منذ لحظة الميلاد. كنت أجلس وأنا في أيام الثانوية مع الشباب ونتسامر طول الليل. نصلي المغرب ثم نجلس على الكوبري في القرية ونواصل الحديث. هؤلاء لم يكونوا شباب إخوانجي مثل الجماعة الذين بدأت معهم في الصغر ولكن مسلمين عاديين. ولكن من هو المسلم العادي؟! مجرد ما أقول فلان وهو مسيحي وأشير له بعبارة "الأخ" ألاقي السربعة والنرفزة وأنت مسلم لا يجب أن تقول أخ على واحد كافر وما تقولش عليه أخ تاني. سمعت هذا مراراً وتكرارًا مما دفعني لمراجعة جميع حساباتي. بالنسبة لصلي على النبي، فهذا مجرد دليل بسيط على أن الثقافة culture مشعوذة جدا وكل ما تيجي سيرة محمد لازم تقول عليه الصلاة والسلام.. حتى المسحيين أجبروهم يقولوا الكلمة دي والبعض تفادى الأمر واضطر يقول: ألف صلاة عليه وبهذا يريح ضميره ويرتاح من هذا الصداع.

اقتباس:منذ فترة كبيرة كنت لدى أقرباء لي لم أرهم منذ خمسة عشر عاماً، تغيّر الجميع بالطبع و لم تعد "نهلة" كما كانت طفلة بريئة جميلة، تحوّلت لأخت مسلمة بخمار طويل" وهذا حقها طبعاً" و كانت طريقتها في الحكم على الأخرين تعتمد على الأتي :

نفس الشيء في قرايبي من جهة أخوالي حصل. تصور! بعد عمر طويل يرسل لي ابن خالي رسالة وهو طبعا لم يرني ولم أراه وذلك بسبب بعد المسافة ولكن عشان أنا في اميركا قرر أن يراسلني وفي النهاية يؤدي الحديث كما تعرف: كيف أحصل على فيزا لأميركا؟ المهم مش ده القصد لأن الواحد يحب يخدم الجميع. لكن المغفل لم يترك فرصة إلا وعمل لي فيها شيخ. هو بس اللي عارف ربنا والباقي ضلالية. يبدأ إيميل بديباجة كأنه يخطب خطبة الجمعة. بصراحة ولأجل ذلك كانت ردودي معه مقتبضبة وبالفصحى الرسمية جداً وعلى طريقة "شكراً لتفهمكم" واقلب في الزبالة. أعتقد المسألة إن عندنا الإعلام صار ديني جداً ودي خطة من الحكومة عشان يلهوا الناس ويسرقوا ويكملوا سرقة من تحت لتحت. الدين أفيون الشعب والكلب إلهيه بحتة عضمة وكمل شغلك يا ريس. لا شيء في الدنيا يعصبني سوى الخمار والكلام العبيط ده مع أن أختي محجبة ولكنها محجبة بشكل شيك ومش بخمار أهبل. بالمناسبة أنا اللي ألزمت أختي بالحجاب أيام اللزي مضى.

بصراحة أنا اتلسعت كتير يا أخ جورو. عمري في حياتي ما دخلت السجن لسبب من الأسباب ولكن مرة واحدة فقط وكان سببها الجدل الديني حول الإسلام والمسيحية. وتاني يوم طلع لي شوية غفر شحاتين قالوا لي: عايزين نشتري سكر. أعطيتهم فلوس. وبعدين قالوا: عايزين نشتري شاي. هههههههه أعطيتهم فلوس كمان. ولن أنسى أنهم شوية شحاتين فعلا. لكن لماذا أقمت ليلة في السجن؟ عشان حفنة من الناس يتحركوا بالغوغاء الدينية. فرجاء أخوي منك أنك تسلك أمورك ومافيش داعي تعقد. لو حد قال لك صلي على النبي قول: ألف صلاة عليه. خده على قد عقله. إلى الآن أنا باعمل كدة. لكن مافيش داعي تربي عداوات ع الفاضي. هما مخهم وصل لحد كدة ومهما عملت ينطبق فيهم قول سعد باشا: مافيش فايدة يا صفية. وأنتة بقى اسعى لتنمية نفسك والمشكلة مش في نظري في الإسلام أو غيره ولكن في كيف يفكر الإنسان ومدى تطور الوعي عنده. هل هو لا يزال يعيش بعقلية الأطفال والإنسان الأول أم أنه عارف الفولة واللي فيها؟! الطفل تضحك عليه بكلمتين وتقول له: اوعى تكدب لا تروح النار والنار هناك حامية وهاينفخوك ويطلعوا عين اللي خلفوك. ده تفكير الإنسان في مرحلة ما قبل التاريخ والوعي الإنساني في مرحلته البدائية. لكن الوعي يرتقي ويبدأ الإنسان يأخذ بالأسباب ويستفيد من الظروف لجعلها ملائمة في حياته. أتمنى لو جاءتك فرصة وتقرأ كتب اسماعيل مظهر. هاحاول توفير كتاب أو أكتر منها. معجب أنا بالناس دي. المثل بيقول: من جاور السعيد يسعد.

على فكرة، بالنسبة لـ نهلة، قول لها شيء ويكون تركيزك على أنها لا تنخدع بالمظاهر. فيه حديث تقريبا يقول: ربّ قاريء قرآن وقرآن يلعنه. فيه مسلمين ممتازين ممكن تشجعها أن تقرأ لهم مثل أحمد أمين صاحب فجر الإسلام. مرة فكرت أني اعمل كتابه ملف ولكن مشاغلي ضخمة. فيه مسلمين حلوين. الفكرة مش أنك تناقضها يا جورو لأن مافيش حد فينا يحب حد يناقضه ولكن تثير في ذهنها تساؤلات لمجرد التفكير وهي تفكر بقة. لو حد انتقد طريقة تفكيري مباشرة فأكيد هاثور ولكن لو هو بلباقة وشوية شوية لفت نظري للفكرة فأكيد ستختمر في ذهني. مثلا أنا كنت معارض جدا لعلوم التطور وداروين والحاجات دي ولكن بالاضطلاع والقراءة في مراجع مختلفة والسماع للناس المتعلمين صرت شوية شوية مقتنع بالتطور وحالياً أعتبر كل ما لا يقبل بعلوم التطور هو إنسان جاهل من الدرجة الأولى لأنه يريد أن يعيش حياة كلها إنكار. لكن الأمر يحصل شوية شوية. لكن إياك ثم إياك أن تنقد الدين بشكل مباشر. المهم أنك تغرس في الشخص آلية معينة للتفكير. وهو بقة ينطلق منها ومين عارف؟! ممكن تفاجأ أنه سبقك في المشوار وتخطاك بمراحل وتروح أنت تسأله عن مراجع!
نهارك سعيد يا جورو. كل سنة وأنت طيب.

:redrose: