اقتباس:أخي العزيز إبراهيم؛ البسطاء من عامة الشعب تحديداً المسلمين منهم لا يحلم سوى بلقمة عيش طرية و يأكل العيال و دمتم.. لكن المشكلة في الإسلام عندما يصبح مرجعاً للحياة فتنقلب أحلام هذا البسيط وتكون كما قلت أنت بالظبت، أن يصبح العالم قرية إسلامية و نسخة طبق الأصل من العصور القديمة، تفتكر هنشوف اليوم الأسود دا؟

أخي الرائع جورو:

باعتقادي بصراحة، وربما هذا مزاجي اليوم، الصورة ليست بهذه السوداوية. هناك من هذا المنتدى بنت يمنية تراسلني وهي مسلمة ورأيت رغبتها الصادقة في إخلاصها في تطبيق دينها بشكل فطري عفوي وأعجبني ذلك كل الإعجاب. هذا التدين من جانبها رغبة في الإخلاص والولاء لدينها وهذا طبعا يختلف عن واحدة في شوارع القاهرة تلبس النقاب وتسلك بشكل ما. ولكن أعتقد أني كثيراً ما ظلمت المنقبات حيث كنت أمشي في ميدان رمسيس ذات مساء واقتربت مني بنت منقبة لا ترى من وجهها غير سواد عينيها وقالت لي: أين محطة رمسيس؟ استفسرت عن شيء من هذا القبيل. سمعت صوتها فتأثرت جدا لها وقلت يالها من كائن جميل وربما هي ليس لها يد بالمرة في ظروفها بل كثيرا ما تجبرنا الظروف على أشياء لم نخترها ولكن الأمور تؤدي لأمور أخرى. أصارحك أني بعدها شعرت بالندم في التسرع في الحكم على أي فتاة منقبة تلبس الخمار ولا يبدو منها سوى عينيها منذ تحدثت مع هذه الفتاة المنقبة. أعتقد أن العناية دبرت مجيئها لحد عندي حتى أرى بعيني أن هناك بشر أكثر طيبة مما أتصور. أغلبنا لا يهمه سوى لقمة العيش وضمان غد غير مزعج والمسلمون المتدينون ليسوا استثناء لذلك. للأسف الصورة تبدو كما هي ولكن علينا أن ننتصر بطاقة الأمل في داخلنا ولا نهدم جسور الوصال ولكن نسعى لتلطيف الجو حتى تسير المركب. سامحني إن جاءت مشاركتي هذه ربما في ظاهرها مناقضة لما قلته من قبل ولكن كلها جملة من المشاعر تختمر نفسي بين الفينة وأختها متى تم التطرق الحديث لهذا الموضوع.

طاب يومك جميلا.