{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
للتعريف بـ (الســـودان) وحضارته وتأريخه وسياسته وأثره على حضارة مصر والعالم
الاعصار غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 213
الانضمام: Sep 2003
مشاركة: #4
للتعريف بـ (الســـودان) وحضارته وتأريخه وسياسته وأثره على حضارة مصر والعالم
قد يظن البعض أن مشكلة السودان قد بدأت في فترة الثمانينيات عندما بدأت الحرب الأهلية تشتعل بين العرب والجنوبيين الانفصاليين، ولكن المشكلة ترجع جذورها إلى تاريخ أقدم من ذلك بكثير، إلى الاحتلال البريطاني عندما وضع بذور الفرقة والقوانين التي تساعد على فصل جنوب السودان عن شماله، فقد أصدروا ما يسمى بـ "قانون المناطق المقفلة" -والذي يحظر على العرب الدخول إلى مناطق معينة في الجنوب-.. وينص القانون على الآتي: "يحرم على غير السودانيين بإستثناء موظفي الحكومة في أثناء أدائهم للعمل والمسافرين العابرين، يحرم عليهم الدخول إلى مناطق معينة والتجارة فيها، ما لم يكن لديهم ترخيص من وزارة الداخلية أو محافظ المديرية المختصة. ويُمنع السودانيون أيضاً في حالات معينة من الدخول إلى هذه المناطق للتجارة فيها والمناطق المعنية بهذا المرسوم، هي (الإستوائية، مديرية بحر الغزال، مديرية أعالي النيل، وبعض مناطق أخرى مثل جبال النوبة ومديرية النيل الأزرق"، مما حد من انتشار الإسلام في الجنوب، وفتح الباب على مصراعيه لبعثات التنصير والإرساليات النصرانية في جنوب السودان، والتي أتت من (أوغندا وكينيا وإثيوبيا وغيرها) ووجدت فيها مرتعًا خصبًا للتنصير بسبب فقر السكان وجهلهم.

وما حدث بعد ذلك من تمرد الجنوب ليس بخاف على القارئ، وبخاصة الحركات المسلحة التي تزعمها الراحل (د/ جون قرنق) الذي بدأ حركة التمرد المسلح في عام 1983 كإمتداد للتمرد الذي نشأ في أغسطس 1955 على حكومة الخرطوم، بدعم صهيوني عن طريق إثيوبيا سواء بالسلاح أو وضع محطة إذاعة تحت تصرفهم، كما زودته 'إسرائيل' بأسلحة متقدمة ودربت عشرة من طياريه على قيادة مقاتلات خفيفة للهجوم على المراكز الحكومية في الجنوب ووفرت له صوراً عن مواقع القوات الحكومية التقطتها أقمارها الصناعية. بل إن 'إسرائيل' أوفدت بعض خبرائها لوضع الخطط والقتال إلى جانب الانفصاليين، وقد قتل منهم خمسة ضباط صهاينة في معارك دارت في نهاية عام 1988 كان بينهم اثنان من ضباط الموساد. وثبت أن الضباط 'الإسرائيليين' اشتركوا في العمليات التي أدت إلى احتلال بعض مدن الجنوب في عام1990 وهذه المدن ثلاث هي: مامبيو، اندارا، وطمبوه.

وبدأ الدعم الأمريكي والغربي والصهيوني لقرنق والحركات الانفصالية في الازدياد مع ظهور النفط في الجنوب، مما حدا بتلك الأطراف تبني سيطرة الجنوب ذو الغالبية النصرانية على منابع النفط في تلك المنطقة، وقامت 'إسرائيل' وأمريكا بتبني جونج قرنق بعدما دعمته السفارات الأمريكية في كينيا وأوغندا وزائير، ومن ثم حصل على منحة أمريكية تمكن من خلالها من الحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي، ثم تلقى دورات عسكرية في الولايات المتحدة، ثم غادرها إلى 'إسرائيل' لتلقي دورة عسكرية في (كلية الأمن القومي) بالكيان الصهيوني، وقد زار 'إسرائيل' ثلاث مرات وظل على علاقة وثيقة ومنتظمة مع سفراء الصهاينة بالدول المجاورة وخصوصًا كينيًا، كما أشار إلى ذلك الأستاذ فهمي هويدي في مقال له في جريدة الخليج.

كانت "إسرائيل" كذلك تقوم بدفع مرتبات قادة وضباط جيش تحرير السودان، وقدرت مجلة "معرخون" العسكرية أن مجموع ما قدمته “إسرائيل” لجيش تحرير الجنوب (500 مليون) دولار، قامت الولايات المتحدة بتغطية الجانب الأكبر منه، كما كانت “إسرائيل” هي التي أقنعت الجنوبيين بتعطيل تنفيذ مشروع قناة “جونقلي”، الذي تضمن حفر قناة في منطقة أعالي النيل لنقل المياه إلى مجرى جديد بين جونقلي وملكال لتخزين 5 ملايين متر مكعب من المياه سنوياً، ويفترض أن يسهم المشروع في إنعاش منطقة الشمال والاقتصاد المصري، فقالت “إسرائيل” للجنوبيين إنهم أولى بتلك المياه التي سينتفع بها غيرهم، ثم إنها ادعت أن ثمة خطة لإرسال ستة ملايين فلاح مصري إلى الجنوب [كما حدث في العراق] لتغيير تركيبته السكانية لمصلحة كفة العرب والمسلمين.


بمجرد ظهور النفط في الجنوب أوفدت “إسرائيل” في النصف الأول من الثمانينات واحداً من أكبر خبرائها، هو (البروفيسور/ ايلياهو لونفسكي) لدراسة احتمالاته، التي قدرها بسبعة مليارات برميل. ونتيجة لذلك شرع الجنوبيون في المطالبة بحصتهم من هذه الثروة، وعارضوا إنشاء مصفاة للنفط في منطقة كوستي بإحدى الولايات الشمالية.

وفي كتاب أصدره (مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا) -التابع لجامعة تل أبيب- حول 'إسرائيل وحركة تحرير السودان' تأليف ضابط الموساد السابق (العميد المتقاعد/ موشي فرجي)، تم تفصيل خطة تسمى بـ 'شد الأطراف ثم البتر'، وفيها تريد إسرائيل أن 'تشد أطراف' المناطق العرقية المختلفة كل على حدى وتقويتها، ومن ثم بعد ذلك بترها أي فصلها عن بعضها البعض، وهي حيلة يهودية قديمة كانت معروفة بالسابق باسم 'فرّق تسُد'، ولكن للأسف ساهمت الحكومة السودانية في أبعاد تلك الأزمة سواء عن عمد أو عن جهل.

فقد شكلت الحرب الانفصالية في جنوب السودان تهديداً للمراعي العربية التي تمتد في وسط الجنوب حتى بحر العرب وديم زبير وغيرها، وخاصة بعد حدوث حالة الجفاف التي ضربت السودان لفترات طويلة، بالإضافة إلي وجود العداء القديم بين العرب والدينكا وغيرها من القبائل الإفريقية، ما أدى إلى إحداث نوع من التحالف بين الحكومة وبعض القبائل العربية، واستثمرته الحكومة في سعيها للقضاء على المتمردين في الجنوب، ورغم أن الحكومة لم تنجح في اللعب بورقة العرب في الجنوب إلا أنها عادت واستخدمتها في الغرب السوداني وتحديدا في إقليم "دارفور" الذي قامت فيه الحكومة بتسليح العرب من أجل عزل القبائل الإفريقية المرشحة للتمرد، وقد عرفت الميليشيات العربية المسلحة في دارفور بعد ذلك باسم (ميليشيات الجنجويد)، وصاروا يقومون بعمليات مسلحة في تلك المنطقة ويتحدثون باسم الحكومة، واستخدم الجنجويد السلاح لتصفية حساباتهم القديمة مع القبائل الزنجية في دارفور، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع هناك.

وكما يبدو من تلك التركيبة العرقية والقبلية والدينية المتباينة، واتساع مساحة الدولة السودانية ، وتميز موقع السودان كـ "بوابة جنوبية للوطن العربي ولمصر بالأخص"، وكدولة مطلة على البحر الأحمر الذي يريد الكيان الصهيوني التحكم فيه بعدما حدث في حربي 1967 و1973 مع قيام العرب بإغلاق باب المندب أمام حركة الملاحة، وجريان نهر النيل في أراضيها الذي يعد شريان الحياة في أكثر من بلد إفريقي هام، مع كل هذه العوامل أصبحت السودان دولة مثلى للتدخل الأمريكي الصهيوني، وذلك خاصة بعد ظهور النفط في الجنوب ومحاولة الولايات المتحدة السيطرة على منابع النفط في العالم بعد صدور تقارير عن وصول إنتاج النفط العالمي إلى ذروته، وأن المرحلة القادمة سوف تشهد تناقصًا ملحوظًا في الاحتياطي المعروف عالميًا، والذي كان أحد أهم الأسباب لغزو العراق إضافة إلى تأمين الكيان الصهيوني.. ولكن الإدارة الأمريكية في الوقت الحالي عينها لا ترى إلا الانتخابات الرئاسية التي على الأبواب في نوفمبر المقبل، وفي خطبة الرئيس بوش عن حالة الاتحاد والتي وصف فيها دول "محور الشر"، كان كل من (العراق، ليبيا، والسودان) في تلك القائمة المشبوهة، وقد قام بوش بغزو العراق وتحييده، كما استطاع ممارسة ضغوطه غير المعلنة عن طريق قنوات سرية على ليبيا حتى سلّمت كل ما في جعبتها وتنازلت عن مواقفها القديمة ودفعت مليارات كتعويضات وتنازلت عن برامجها لتطوير السلاح النووي، ورجعت إلى 'الحظيرة' الدولية ثانية ولم تعد من ضمن دول محور الشر، ورفع الحظر الأمريكي إلى السفر والاستثمار في ليبيا.

ومع العناد (الكوري الشمالي) وقدرته على إيذاء الولايات المتحدة وحيازته للسلاح النووي، ومع صعوبة فتح الملف (الكوبي) في ذلك الوقت الضيق، ومع صعوبة الملف (الإيراني) أيضًا برغم تحريض أمريكا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران، فلم يتبق في تلك القائمة من الدول المتاحة أمام بوش سوى بلد واحد... (السودان)!!

فإذا أراد بوش أن يتفاخر ويتباهى في حملته الانتخابية فلن يجد أفضل من تباهيه بتحييد أخطر الدول على الأمن القومي الأمريكي مثل (العراق وليبيا والسودان)، ولن يجد وقتًا أفضل من ذلك لإعلان إرجاع السودان إلى "الحظيرة" هي الأخرى، إضافة إلى مساعدة القاعدة النصرانية في جنوب السودان وإمدادها بالغذاء والمعونات.


تقول (جينيفر جوك) من "مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية" في واشنطن: "لقد بدأ المواطن الأمريكي يستخدم مصطلح "الإبادة الجماعية" وتلك الاتهامات لا تريد الحكومة الأمريكية سماعها وخاصة في عام الانتخابات وبعدما بذلت الإدارة الأمريكية جهودًا كبيرة لإحلال سلام بين الشمال والجنوب".. وتضيف: "إنه إذا ما استطاعت واشنطن أن تقوي روابطها مع الحكومة السودانية، فربما تستطيع الإدارة أن تجعل القضية هي أن الإدارة بقبضتها الحديدية ومواجهتها للإرهاب لم تثمر فقط في العراق، ولكننا استطعنا أيضًا أن نعيد بعضًا من الدول المارقة إلى السيطرة ثانية."!!


ويقول (روبرت روتبيرج) المتخصص في الشئون الإفريقية بجامعة هارفارد بكامبريدج بولاية "ماساشوستس": "إن قضية دارفور أصبحت من الناحية السياسية سهلة لإدارة بوش طالما أنه استطاع أن يحظى بقبول كلا الطرفين".

ولكن هناك شكوكًا عميقة بين أعضاء الحكومة السودانية بشأن زيارة (باول) الماضية وذلك خوفًا من أن تكون تلك الزيارة لها علاقة بالعمليات الأمريكية في العراق..

يقول (عبد الرحيم علي محمد إبراهيم) رئيس "معهد الخرطوم الدولي للغة العربية" في تصريح لصحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية: "هناك مخاوف من أن تكون هناك خطة ناشئة لزعزعة الاستقرار في السودان، فنحن لا نرى أي اختلاف لما يجري في العراق عما يمكن أن يجري في السودان الآن."..

وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) أنه لديه تفويض من الحكومة الأمريكية بفرض عقوبات على السودان في حال عدم تعاون الحكومة السودانية مع المهمات الإغاثية ومع وكالات الأمم المتحدة، ما يذكرنا بكيفية قيام الولايات المتحدة بالإجهاز على العراق، فقد كان بداية الطريق هو فرض عقوبات وحظر طيران وحصار اقتصادي خانق على العراق أكل الأخضر واليابس لمدة عشر سنوات.

ومن المؤكد أن التحرك الأمريكي تجاه السودان الآن ليس 'بدافع شعور إنساني' من الولايات المتحدة، ولكن لن تتجلى أبعاد المؤامرة الأمريكية على السودان بصورة كاملة سوى بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية، فسوف يتبين في حينها إذا ما كان التحول الأمريكي تجاه السودان كان مجرد ورقة انتخابية.. أم أن الولايات المتحدة سوف تساند استراتيجية 'شد الأطراف ثم البتر' تنفيذًا للسياسة الصهيونية في السودان.. كما قامت أمريكا من قبل بتنفيذ سياسة الصهاينة في العراق.
10-07-2006, 08:32 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
للتعريف بـ (الســـودان) وحضارته وتأريخه وسياسته وأثره على حضارة مصر والعالم - بواسطة الاعصار - 10-07-2006, 08:32 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,818 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  سلمى والعالم الحر -رواية الملكة 10 3,226 07-15-2012, 10:19 AM
آخر رد: أسامة مطر
  حضارة عربية أم حضارة إسلامية؟ الحوت الأبيض 10 2,945 06-25-2011, 02:08 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  أثر الثقافة العربية في العلم والعالم العلماني 1 2,221 11-28-2010, 12:27 AM
آخر رد: المعتزلي
  لا تقرأووا سوى الأخبار ولاتشاهدوا سوى المنار والعالم ...والباقي إعلام بترو دولار بسام الخوري 11 3,224 03-24-2010, 02:00 AM
آخر رد: بسام الخوري

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS