1. كثيرا ما اشتريت كتب كثيرة ولم أقرأها ولم تكن عندي الرغبة في القراءة لأن القراءة ببساطة مزاج. أثناء عملي مثلا في الأردن اشتغلت كم من يوم في ورشة خشب والمسمار دخل في رجلي.. من أين لي بالرغبة في القراءة؟ أحيانا الواحد كل ما يهمه هو تحصيل الرزق أولا. لو لم تكن هناك ظروف معينة في حياتي تجبرني على القراءة لما اتجهت بالمرة للقراءة لأن كل ما زاد الإنسان علما كلما زاد هما. وفي النهاية يستويان! في هذا الزمن الذي نعيش فيه، لا يهم من هو المثقف ولكن من معه "قرش". في جميع بلاد العالم هذه هي اللغة السائدة. ظروف الحياة اضطرتني لأقرأ لأن هذا كان إلزام وفرض عليّ. إلى الآن لا أقرأ لأني أحب الثقافة ولكن لأني فعلا عندي طموح يوما ما أن أخترق سلك الحياة الأكاديمية. القراءة ربما وسعت مداركي ولكنها وسعت جرعات الاكتئاب أحيانا.

2. طريقة كلام الواحد ليست مقياس على الثقافة. طريقة الكلام مجرد لغة. واللغة مجرد وسيلة للتخاطب. ثم أن هناك خبرات الحياة التي تصقلنا في معصرة وفرن الحياة الذي فيه ننصهر. والدتي لا تقرأ ولا تكتب ولكنها في الفهم والإدراك تتكلم بحكمة إمرأة عاشت قرناً تلو قرن. وهناك من يتفنن في انتقاء الألفاظ والمسجعات وخبرته في الحياة لا تتجاوز خبرة الأطفال في الروضة. ما أكثر الشهادات الجامعية وما أكثر من يتقنون الكلام بشكل منمق وكأنهم "بتوع مدارس" وهم أجهل خلق الله. في مصر أعداد رهيبة من خريجي الجامعات والطب وما إن يفتح فاه يتساءل الواحد هل هو فعلا دارس طب؟ ظروف الحياة تجبر الواحد على أن يبحث عن المزيد. لو لم أمر بظروف حياتية تجبرني على أن أثبت نفسي ولو أني كنت شخصية اجتماعية ولي أصدقاء كثيرون لما اتجهت لنكد القراءة والكتب. هذه هي الصراحة. ظروف الحياة هي التي تصوغ شخصيتنا ولا نختار شيء بالمرة.

مع وافر تقديري للغالية بسمة وأتمنى أن فعلا نبقى على اتصال.:redrose: