تحية للجميع ...

بالنسبة لطرح بسمة للموضوع فبرأيي ينقسم الى قسمين يجب الفصل بينهما و هما :

1- نقل الكتب للنادي
2- الهدف من هذه الساحة

بالنسبة للنقطة الأولى و هي نقل الكتب و تحميلها للنادي و الاشخاص الذين يحملون الكتب و يوفروها للزملاء هنا ( العزيز بهاء على سبيل المثال ) انا اشبه الأمر بمكتية و صاحب مكتبة فلا اعتقد ان صاحب اي مكتبة قد قرأ جميع الكتب التي لديه و لكن اعتقد ان لديه اطلاع عليها بالمجمل ..و لكن توفير الكتب هنا تعتبر خدمة للغير و ليس للنفس .. و هي خدمة مشكور عليها كل من يوفرها .. و ليس من الضروري برأي ان يكون الناقل فاهم و قارئ و مستوعب للمنقول و ليس من الضروري ان تناقش الكتب مناقشة ادبية او ثقافية عند نقلها .. فهي كالبضاعة المعروضة من يحتاجها يقتنيها ... بعض الزملاء لديهم ( سوسة ) تجميع الكتب مثل ابراهيم مثلا فهو لا يوفر اي كتاب يراه امامه ليحتفظ به لأنه يرى بذلك رسالة يحملها ليوفر الكتب لمن يحتاج و لكن هل من الضروري ان يقرأها كلها .. و بهاء يوفر اي كتاب تطاله يداه و اذا طلب كتاب ما فهو يجتهد بتأمينه و لكن ليس من الضروري ان يقرأه .. يجب التفريق بين ان نحصل على الكتاب لنا او للأخرين .

النقطة الثانية و هي الهدف من هذه الساحة و هنا اتفق مع بسمة بنظرتها مليون بالمئة .. الساحة اسمها قرأت لك و ليس وفرت لك ( الكتاب الفلاني ) مع تأكيدي على ضرورة توفير الكتب .. ولكن لندع توفير الكتب جزء من الكل و ليس الكل .. لا اذكر هنا و من فترة طويلة انه تم مناقشة اي كتاب او تم طرح نقد فكري او ادبي او ثقافي لأي كتاب او تم تلخيص مجمل كتاب للمناقشة العامة .. و هذا صراحة ما ابعدني عن المناقشة في الساحة و اعتقد انه ابعد الكثير ايضا ..
انا ادخل على الساحة ارى عدة كتب مطروحة للتحميل احمل ما ارغب به و اترك رسالة شكر و اخرج .
كنت قد طرحت من فترة طويلة ان يختار كتاب كل فترة و يقرأ و من ثم يفتح موضوع للنقاش حوله .. على الأقل نتعلم من بعض و نرى جوانب قد تكون خافية عنا
و كنت قد طرحت موضوع المكتبة لهذا الغرض .. اي يمكننا ان نختار الكتاب بسهولة و تبقى الساحة ساحة نقاش و ليس ساحة للتحميل فقط
طبعا اتكلم بالاجمال عن مواضيع الساحة و ليس بالمطلق .


و بالنسبة لسؤال بسمة :
هل فعلا نقرأ؟
لماذا لا تنعكس قراءاتنا على ثقافتنا، لغتنا، أسلوبنا في الحياة؟؟

اعتقد ان معظمنا يقرأ و لكن حياتنا هي التي تنعكس على قراءاتنا و ليس القراءة هي التي تنعكس على حياتنا .. تأثير حياتنا على ما تقرأه اكبر بكثير من تأئير ما نقرأ على حياتنا .
حياتنا تحدد لنا ما نقرأ و ما يجوز القراءة و النقاش فيه او لا و هذا برأيي جرح عميق و مزمن في جسد ثقافتنا منذ زمن بعيد و ان كان هناك توجه بالاجمال الى معالجته .. و هذا موضوع طويل و المضي فيه يتطلب مناقشة عميقة و الوقت الكافي له.

جميل ان تنعلم من القراءة ما يفيدنا في حياتنا و جميل ان تتأثر لغتنا المستعملة بلمسة ثقافية و لايعني ذلك ان استخدام اللغة العربية الفصحى يعني اننا مثقفون و اننا تقرأ .. اللغة العامية بليغة ايضا و لكن الأسلوب هو ما يفرق بينهما .


عزيزي بهاء :

" حقيقى يا بسمة , أن أكره شئ عندى أنى أتكلم عن نفسى .. فحتى الأن , لا أجد عندى فكر متميز أو شئ يجعلنى ( متعجرف - متكبر ) أظن الحق فى كلامى , كما يقول زميل هنا .. ولهذا أحس دائما أنى ( جاهل - قرأ كتابين ) . ولا أناطح أحد فى النادى , لانى اكتشفت أن ردوى بتعكس ( جهل - وضعف حقيقى ) "

قرأت ايجازك لبعض الكتب التي حملتها للنادي و صدقني لديك اسلوب مميز و جميل .. و من قرأ كتابين او حتى كتاب واحد ليس بجاهل .
لا تظن ان العلم والمعرفة هي من الكتب وحدها , الكتب تختصر افكار و تعاليم الحياة .. الحياة هي المعلم الأكبر .. الناس من حولك هم المعرفة .
ربما سعدت الصدف معي بأن التقيت بعدة أعلام و لو انني التقيت ببعضهم لمدة لا تتجاوز الربع ساعة ... لكنني عرفت ان الحياة هي من علمتهم .. التقيت زكريا تامر ذلك العملاق الروائي و كان بسيطا جدا و مرحا لم يستخدم اي كلمة فصحى في حديثه و مع ذلك كان قمة .. فراس السواح التقيت به مع عدة اصدقاء ... زياد الرحباني ذلك الفيلسوف الرائع كم رائع و كم هو ( عامي ) جلست معه عدة مرات لا يمكن تصور مدى عمق كلماته و ان بدت سطيحة مضحكة ..
محمد الماغوط ذلك الجبل الراسخ في ارض الأدب زرته عدة مرات في بيته مع اصدقاء مشتركين كانوا طلابه رغم ثقافته و درايته العالية كانت الحياة هي من علمه .. فقيدنا الغالي ممدوح عدوان رحمه الله لو جلست معه لعرفت من علمه ..
الصوفية مثلا تقرأ كتب ابن عربي تقرأ اشعار و طواسين الحلاج تقرأ شطحات الشلبي .. وتقرأ و تقرأ .. و لكن لن تتعرف على الصوفية من الكتب .. تأخذ فكرة ربما .. و لكن ان تعاملت و تعايشت مع المتصوفة تعلم ماهي .

الكتب ثقافة و الحياة معرفة

لا تربط مقدار العلم و المعرفة بمقدار القراءة و الكتب وحدها .. الحياة , التعامل مع الناس , الشارع هي المعلم الأكبر .. الكتب تشذب و تهذب اسلوبك و تعطيك المختصر و تثقفك ...
ربما تنسى ما تقرأ او ربما لا تكمل ما تقرأ .. و لكنك لن تنسى ما يحصل معك لا تنسى جملة او كلمة يقولها لك شخص و تترك اثر لديك .
كل الادبيات و كل الفلسفات و كل الحركات الثقافية و التيارات الأدبية هي وليدة الشارع و ليست وليدة الكتب .
( اتمنى ان لايفهم من كلامي تقليلي من قيمة الكتاب .. انا لا اقلل من قيمة خلاصة الحياة و العلم ابدا )


اتمنى ان تكون الساحة ساحة نقاش و ثقافة و اثراء للمعرفة .
اتمنى ان يعود قلم بسمة للكتابة في النادي.
اتمنى ان يستمر دفق الامداد من بهاء .

و لي عودة
:redrose: