أخي العزيز بهاء
بداية، وقبل كل وأي شيء، أود الاعتذار منك، إذ أنني لم أقصد أبداً الإساءة لك، على العكس، أنا أقدرك جداً وأعرف أنك طاقة هائلة، طاقة موجودة فعلياً، لكن ما دفعني للحديث إليك، هو شعوري –وهذا أيضاً قابل للصواب والخطأ- بأنك طاقة هائلة لكنها مُشتّتة، متفرقة، مبعثرة.

أخي بهاء، هل فكّرت يوماً الفرق بينك وبين الورّاق (بائع الكتب)؟ الأخير يوفر الكتب للآخرين لعدة أسباب منها وأساسها في كثير من الأحيان أنها "مصدر قوته ورزقه، ورزق عياله" أي أن هناك (ثمن) لمجهدوده، لكن أنت تتعب وتجتهد كي توفر كتباً للآخرين، الله وحده يعلم إن كانوا يقرؤون ما تنقل أم لا.

أنا مع استعارة الكتب، وقراءتها، ولست مع استعارة الكتب ونشرها على الانترنت. أنا عندي عشرات الكتب التي لم أقرأها بعد، سوف أقول لك مثالاً بسيطاً، قبل سبع سنوات اقتنيت رواية "عالم بلا خرائط" للمدهشين عبد الرحمن منيف، وجبرا ابراهيم جبرا، أذكر أنني قرأت بداية الرواية، ولم تعجبني، وبقيت ضمن الكتب المُقتناة وغير المقروءة حتى عامين، حين قرأتها اكتشفت أنني كنت أملك رائعة من الروائع، وأنني أهملتها سنوات طويلة...!!يا أخي لا يوجد في الدنيا إنسان يحب القراءة ومولع بالكتب واقتنائها لا يملك كتباً غير مقروءة في مكتبته.

أعتذر منك، إن ظننتني أسأت لك بل أعتذر منك إن أسأت لك دون أن أشعر، وصدقني لو لم يكن أمرك يهمني، ولو لم أقتنع بأنك طاقة متوفرة فعلاً وموجودة لما كتبت الموضوع.
(f)