{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حسن نصرالله وحزبه فوق مستوى البشر
journalist غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,010
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #54
حسن نصرالله وحزبه فوق مستوى البشر


حملة "حزب الله" على الدولة

رمــــــــــل الــــــغـــــوغــــائـــيـــة الـــعـــالـــي

محمد أبي سمرا – بيروت



أهالي الرمل العالي الذين تذرعوا بحرب "الوعد الصادق" او بـ"النصر الالهي" على اسرائيل وحربها الأخيرة المدمرة، وتحصنوا بهما، لتشييد المزيد من المساكن والمتاجر على املاك صادروها في ازمنة الحروب السابقة، وعلى أخرى صادروها حديثا، لماذا لا يستثمرون الكلفة المالية لهذا التشييد في مشاريع اخرى قد تمكّنهم يوما ما من الخروج من غيتو العمران العشوائي والبؤس والشقاء، الى حياة اخرى تدرجهم في مسارات اجتماعية جديدة اقل بؤسا وشقاء، فتمنح ابناءهم فرصة ان ينشئوا لأنفسهم مصائر جديدة افضل من مصائر اهلهم في هذا الغيتو الذي تستنقع فيه الحياة والمصائر، فيما هي تنغلق وتتخثر متآكلة من جيل الى جيل؟!

ليس سهلا الجواب عن هذا السؤال الذي تتطلب الاجابة عنه الكشف عن عوامل شديدة التعقيد والتركيب في تاريخ الجماعات اللبنانية، وخصوصا الجماعة الشيعية.



الوعي الغيتوي



من بين هذه العوامل التي تمنع اهالي الرمل العالي من الاقدام على استثمار امكاناتهم المادية وطاقاتهم النفسية والذهنية في مثل هذه المشاريع التي تحتاج الى الارادة والابتكار والرغبة والحرية، ولا تخلو من الصعوبة، هناك عامل "الوعي الغيتوي" الطائفي الذي تفاقم وازداد قوة ورسوخا في الحياة اللبنانية طوال حقبات الحرب (1975 – 1989) والسلم الذي تلاها (1990 - ...)، وخصوصا لدى الطائفة الشيعية منذ ما سمي "انتفاضة 6 شباط" 1984. ففي هذه "الانتفاضة" العسكرية المسلحة ضد الدولة اللبنانية وجيشها، بدأ يكتمل التلوّن الطائفي للشيعة اللبنانيين على يد المنظمتين الاهليتين العسكريتين الشيعيتين، حركة "امل" و"الحركة الخمينية" الملبننة التي انفصلت عن "امل" وانشأت "حزب الله" اللبناني.

وقد ولدت هاتان المنظمتان اصلا من رحم الحروب الاهلية الاقليمية الملبننة، وتحصّنتا بمجتمع ضاحية بيروت الجنوبية، فجعلتاه غيتواً شيعياً كبيراً، فيما شكل مجتمع العمران العشوائي في ضاحية هذه الضاحية، اي الرمل العالي والواطي وحي السلم والاوزاعي والجناح، الوجه المأسوي الابرز لتصاعد قوة هاتين المنظمتين ومصادرتهما الخيارات الاجتماعية والسياسية للطائفة الشيعية، وبثهما بين اهالي هذه الاحياء من مهجري الحروب المتعاقبة، ثقافة ووعيا غيتويين ركيزتهما ارساء قوة جماعات اهل الضعف على الخوف الدائم والمستطير من الدولة والحكومة والقانون.

والثقافة والوعي هذان لا يكلان عن مناصبة الدولة والحكومة والقانون الريبة والعداء الدائمين المستفحلين، باعتبارها فئوية وجائرة، وتقتصر وظائفها على الاقتصاص من اهل الضعف، لا لشيء سوى لأنهم ضعفاء او مستضعفون. والحق ان هذين الثقافة والوعي مكوّنان عميقان في الثقافة السياسية العربية التي غالبا ما تعتبر الدولة والحكومة والقانون لا تمثل في طبيعتها سوى اهل القوة والمكر والضغينة والاستكبار والظلم، الا في حال انبثاقها العضوي والمباشر من رحم الجماعات الاهلية المرصوصة والمنتفضة على الدولة والجماعات الاخرى.

لا شك في ان انهيار الدولة اللبنانية الحديثة وحكم القانون في زمن الحروب الطائفية الاقليمية الملبننة، واعادة بنائهما في زمن الاحتلال السوري الجزئي والشامل للبنان (1976 – 2005) قد ساهما في طغيان الوعي والثقافة الغيتويين طغيانا متفاوتا على الجماعات الاهلية والطائفية اللبنانية، وفي تعميم هذه الصورة الماكرة والظالمة، بل الخبيثة، للدولة، وخصوصا بين جماعات اهل الضعف والمنظمات الاهلية التي تتحصن بضعفهم وتغذّيه وتستقوي به على الدولة والحكومة والقانون.





مركب الضعف والقوة



لكن هذه الصورة للدولة والحكومة والقانون بلغت حدودها القصوى على يد المنظمة الاهلية الخمينية وحزبها المسلح في لبنان، "حزب الله" الذي وجد حاضنته، بعد "انتفاضة 6 شباط" 1984، في بيئة العمران العشوائي ومجتمع اهل الضعف والتهجير والركام الاجتماعي، في الرمل العالي. ويمكن التأريخ لولادة هذه المنظمة من رحم حركة "امل" بالحادثة الدامية التي نجمت عن تظاهرة مسجد الرسول الاعظم ضد عزم الحكومة اللبنانية على ازالة المباني غير الشرعية (العشوائية) في الرمل العالي، مطلع عهد الرئيس امين الجميل عام 1983. فالجيش اللبناني الذي شرع آنذاك بهدم بعض المنازل المخالفة في الرمل العالي المحاذية لطريق المطار، تصدى له بعض الاهالي الذين خرجوا من مسجد الرسول الاعظم الذي كان ينشط في العمل الدعوي فيه السيد حسن نصرالله، فحصل وسط الكرّ والفرّ اطلاق نار مجهول المصدر في البداية، كالعادة الدائمة في مثل هذه الحالات، ليطلق الجيش النار، فيسقط قتلى وجرحى، لينكفىء الجيش ويتراجع، تماما كما حصل في الحادثة الاخيرة بين قوى الامن الداخلي ومشيّدي المساكن في الرمل العالي، حيث قتل فتى واصيب اثنان نهار الجمعة الماضي في 5 تشرين الاول الحالي.

بعد حادثة 1983 وتحديدا في 1985 شرع "حزب الله" في تأسيس نواة دولته الاهلية الامنية المقاومة للاحتلال الاسرائيلي. وفي اثناء الاحتلال السوري العسكري والامني للبنان، جرى توزيع الدولة اقطاعات بين الجماعات والزعامات السياسية الطائفية الموالية له، فيما نشأت دولة "حزب الله" وترعرعت وقويت خارج الدولة اللبنانية، بل فوقها حتى اصبحت، اخيرا اقوى من الدولة، باسم "تحرير" الشريط الحدودي الجنوبي الذي انسحبت منه اسرائيل عام 2000. وفائض القوة هذه التي جعلت من السلاح والاستشهاد فقط معينا للقوة، ابقى "حزب الله" ومقاومته على حالهما من النفور من الدولة التي يناصبها العداء، إلا إذا تحولت دولة على صورة دولته الاهلية والامنية ومثالها. أي دولة أهل الضعف الأبديين الذين يستنكفون وينكفئون عن تحصيل القوة والمعاش من طريق غير طريق سلاح المقاومة الذي صار أخيراً، باسم التحرير والاستشهاد و"النصر الإلهي"، سلاحاً مقدساً وإلهياً، وفوق إرادة البشر وحياتهم ومصالحهم "المبتذلة" و"التافهة"، إذا لم يقدسوا سلاح المقاومة ويرفعوه فوق كل اعتبار.

وهو السلاح نفسه الذي به تستقوي في الخروج على الدولة والحكومة والقانون، مجتمعات العمران العشوائي التي يرعاها "حزب الله" ويبقيها على عشوائيتها وضعفها وبؤسها وشقائها، ليظل مسيطراً عليها كمعقل أو خزان احتياطي لقوته الاهلية المسلحة. والقوة هذه دأبها أن تبقي مجتمعات العمران العشوائي البائسة والرمادية، على حالها ونمط حياتها الغيتوي الخائف من الدولة والحكومة والقانون خوفاً لا شفاء لها منه. وبهذا الخوف نفسه الذي ينشره "حزب الله" في المجتمع الشيعي كله يستقوي الحزب ويسوّر سلاحه المقدس باسم عداء وجودي أبدي لإسرائيل التي ما أن "انتصر" عليها "نصره الإلهي" في حرب "الوعد الصادق"، حتى جرّد حملة مسعورة ضد الدولة والحكومة اللبنانيتين، لأنهما غير عادلتين ولا قويتين ولا نظيفتين على غرار دولته وحكومته المعصومتين عصمة إلهية.





الدوران المغلق



وما قيام أهالي الرمل العالي بتشييد المزيد من المساكن في غيتو عمرانهم العشوائي، إبان حملة "حزب الله" المسعورة على الدولة والحكومة اللبنانيتين، الا وجه من وجوه العدالة والقوة والنظافة التي يَعدُ الحزب جمهوره بها، بعد كل نصر من انتصاراته الإلهية التي من فضائلها أنها توسّع غيتوات أهل الضعف، وتحول دون خروجهم منها الى مصائر اجتماعية ومهنية واقتصادية وثقافية بعيداً من مركب الخوف والقوة الذي يسوّر به حزب المستضعفين دولته المسلحة. ففائض العمران العشوائي في مجتمعات أهل الضعف والمصائر الاجتماعية والمهنية الرمادية البائسة، يشكّل فائض قوة جديد لـ"حزب الله" ودولته العسكرية والامنية الموعودة التي يقيم أنفاقها السرية على الحدود الجنوبية، فيأوي اليها مقاتلوه المتفرغون المحترفون، بعد انسحابهم شبه التام من الحياة الاجتماعية العلنية والعادية ومصالحها وثقافتها، باعتبارها حياة دنيوية، رخيصة وتافهة، ما دامت لا تفضي الى انتصارات إلهية تدمر حياة البشر وعمرانهم، وتؤسس لفائض جديد من العمران العشوائي الذي يؤسس بدوره لانتصارات جديدة موعودة على انقاض العمران والاجتماع العاديين.

ألا يشكّل هذا الدوران المغلق والمدمر، وجهاً من وجوه سياسة "حزب الله" التي يدعو اللبنانيين الى التزامها خطة دفاعية استراتيجية للدولة اللبنانية التي توصف بالعمالة والتآمر في حال عدم تبنيها؟

ففيما كان "حزب الله" وجمهوره يطلقان هذه الصفات وغيرها من أمثالها على الدولة والحكومة اللبنانيتين، كان أهالي الرمل العالي يشيدون المزيد من المساكن في غيتو عمرانهم العشوائي، من دون أن يحرك الحزب ساكناً أو يذيع بياناً أو يتدخل في الامر، حيث له الامر الفصل في كل شاردة وواردة. أما بعد تدخل أجهزة الدولة والحكومة، وسقوط قتيل وجرحى برصاص غامض مجهول المصدر، كالعادة، أصدر "حزب الله" وحركة "أمل" بياناً مشتركاً يلومان فيه "الاجهزة المختصة، بسبب إغفالها" التصدي للمخالفات حين حصولها، أي غداة الزهو بـ"النصر الإلهي" الذي كان على الدولة واللبنانيين جميعاً أن يطأطئوا له الرؤوس صاغرين. فكيف يعقل، إذاً، لـ"الاجهزة المختصة" أن تتدخل في ساعات الزهو تلك؟

أما حين تدخلت وظلت طوال يومين تستجدي المخالفين وترجوهم للتوقف عن المخالفات وإزالتها، كأنها تقوم بحملة تسويق إعلانية لرحلات سياحية، فيما كان المخالفون يواجهونها بالشتائم والتهديد والوعيد والحجارة... انطلقت الرصاصات المجهولة والغامضة المصدر (بحسب بيان قوى الأمن الداخلي، على الاقل)، فصار لا بد من تدخل الحزب والحركة، لاتهام الاجهزة الامنية الرسمية المختصة "بالاستعجال والتهور" و"استعمال السلاح" والتسبب بـ"استشهاد وجرح عدد من المواطنين الأبرياء".





خزان القوة المدمرة



لا تُلام أجهزة الدولة الرسمية لأنها لم تتدخل، أو لأنها تأخرت في التدخل، إلا بعد تدخلها لتتهم جزافاً بأنها قتلت مواطنين أبرياء حين تدخلت! هذا هو دأب "حزب الله" وحركة "أمل" وعدد كبير من الصحافيين الذين يخلطون في عملهم الصحافي بين ميول يسارية وعروبية شعبوية وبين غوغائية فوضوية وعدمية. وهو دأب يتقنّع بقناع أهل الضعف لحيازة قوة لا هدف لها سوى إبقاء المستضعفين على ضعفهم وخوفهم من الخروج الى مجتمع الحرية والمسؤولية وتحصيل القوة المادية والمعنوية من طريق مباشرة مسارات اجتماعية وفردية متعرجة، قد تفضي بهم الى الابتعاد من تسلط دولة أهل الضعف على أقدارهم ومصائرهم، لاستعمالهم خزاناً بشرياً لقوتها المدمرة.

(النهار)
10-11-2006, 11:24 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حسن نصرالله وحزبه فوق مستوى البشر - بواسطة journalist - 10-11-2006, 11:24 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Sad متى سيصل العرب إلى مستوى رقي الحذاء الأوروبي بسام الخوري 25 5,354 07-30-2010, 10:14 AM
آخر رد: observer
  ينقسم البشر إلى إيلوي ومورلوكس ؟! Mr.M 4 1,405 02-03-2010, 03:07 PM
آخر رد: Mr.M
  حرب بهدفين : ..........اخضاع غزة و بروفة لحرب ضد نصرالله Awarfie 9 2,081 01-08-2009, 01:28 AM
آخر رد: Awarfie
  البشر كائنات حقيرة pinno 8 2,721 12-01-2008, 06:20 AM
آخر رد: pinno
  مقتدى الصدر و حسن نصرالله ! Awarfie 15 2,778 03-31-2008, 08:15 PM
آخر رد: السلام الروحي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS