اقتباس: النجم اللامع كتب/كتبت
أذكر انني تناقشت مع احد الليبراليين العرب الجدد..
فقال لي ان الليبرالية هي ان تهتم بما يجري في بلدك فقط وليس لك علاقة بالدول المجاورة..
يعني المصري يهتم بما يجري في مصر ولا علاقة له بما يجري في غيرها..والسوري ايضا والخليجي..والقومية والدعوة الى الوحدة العربية معادية لليبرالية..الخ الخ الخ..
فقلت له بناء على كلام لا يوجد ولا دولة في العالم فيها ليبرالية..
لأنه على حد علمي ان الأوروبيين كلهم متفقين على الوحدة الأوروبية ويتحدثون عن تاريخ اوروبي مشترك وهم الذين لم تهدأ بينهم الحروب حتى عدة سنين مضت..
فهل لا يوجد ليبراليين في اوروبا..؟
فلماذا عندنا من شروط الليبرالية الايمان بهوية هلامية وضبابية..
قد افهم شيء اسمه الوطنية المصرية يرتبط بالحدود السياسية للدولة المصرية اما محاولة تكوين هوية لدولة تغيرت حدودها مئات المرات ومحاولة احياء لغة ماتت وشبعت موت ومحاولة فصل مصر عما حولها فهي ليست ليبرالية اللهم الا اذا كانت تتبع ليبرالية شبيهة بليبرالية شاكر النابلسي..وهي ليبرالية خليك في حالك وسيب امريكا تتصرف مع البقية..
اما محمد عبدالله فانا اعرف انه كاتب في ايلاف..
بس مستعد للمراهنة انه لا يوجد شخص بهذا الاسم..
وان من كتب المقال هو شخص قبطي قرر الكتابة تحت إسم يصرخ بانه اسم مسلم (محمد عبدالله) حتى يصبح من جماعة وشهد شاهد من اهلها..
تحياتي..
الزميل النجم اللامع,
لا اضع نفسي ضمن اي تصنيف, و لكني لا اعرف من اين آتي صديقك بهذا التعريف لليبرالية, و لا اذكر اني سمعت بهذا التعريف من قبل.
في المرحلة التي ظهر فيها احمد لطفي السيد كانت مصر تبحث عن نفسها و تبحث عن طريق تسير فيه بعدما ظهر جليا ان الخلافة العثمانية تسير إلي نهايتها المنطقية و البلدان التي ظلت و لمدة طويلة تحت السيطرة (ولو الاسمية) للعثمانين يتعين عليها اعادة تعريف هويتها.
خرج الكثير من المفكرين المصريين بتعريفات مختلفة للهوية المصرية, هناك من يتمسك بحبال الخلافة المترهلة (مصطفي كامل مثلا), هناك من يحاول ربط الهوية المصرية بدول البحر المتوسط (طه حسين) و هناك من وجد ان اصح الطرق لحث المصريين للتحرك نحو الاستقلال هو اذكاء الروح الوطنية.
لا يوجد شئ اسمه عزل مصر عن محيطها, اي دولة بحجم مصر و إرثها التاريخي لا يمكن و ان تعزل عن محيطها,
مصالح مصر و امنها مرتبط بصورة مباشرة بأمن المنطقة ككل و العكس صحيح, فكلما انتكست مصر كان ذلك مؤشرا علي انتكاس المنطقة بأكملها.
اما احياء اللغة المصرية القديمة فهذا كلام نظري و غير واقعي و اصحاب هذه الدعوة ربما اقصي ما يطمحوا اليه هو المزيد من الاهتمام بتاريخنا الفرعوني الذي و للاسف تبرأ منه بعض المصريين.
علي المصريين ان يصلوا إلي مرحلة المصالحة مع الذات قبل اي شئ, فنحن مصريين بدأنا مع الفراعنة و نفتخر بما انجزوا و خطوا و شيدوا, اعتنقنا المسيحية و سطرنا عصر الشهداء, و تحولنا إلي الاسلام مع قدوم عمر بن العاص, نتكلم العربية و نتعلم بها و اضفنا لها الكثير من ابداعات الرواية و الشعر,..................
انا اتمني ان يكون للمصريين هوية واحدة هي الهوية المصرية و لكن هذه الهوية ذاتها تملك المكون الفرعوني و القبطي و الاسلامي بعد صبغهم جميعا بالحداثة و قيم الحرية و قبول التعدد,
لكن مصالح بلادنا و بغض النظر عن كل هذه العوامل ارتبطت دائما بمحيطها و ظل المشرق العربي بوابة مصر و خط دفاعها الاول,
لن تختلف هذه الحقيقة سواء صيغت بالفكر الليبرالي او الاشتراكي او الاسلامي, كل ما سوف يختلف هو طريقة الوصول إليها!
هذا تاريخنا لا اتبرأ منه و لكن ارفض ان نظل حبيسين فيه للابد,هناك من يريد ان يعود بمصر لقرن الاول الهجري, اخر يريد ان تعود مصر لحضن الكنيسة, ثالث يريد ان يعود بنا لعصر الفراعنة
اما انا فأريد ان تعود مصر لبناء مستقبلها......
اطيب تحياتي
(f)