أعترف أن هذا القانون هو انتقاص لحرية الرأي.
ولكن ناهيك عن وجود أرمني في الأروقة السياسية الفرنسية، فإن التصرفات "العوجاء" للمهاجرين الأتراك في فرنسا، كانت أيضاً دافعاَ إلى هذا.
إذ كلما تحدث أحدهم عن مجزرة الأرمن في بداية القرن العشرين، كانوا يتظاهرون، ويتهجمون بعنف على أصحاب هذه التصريحات...
والحوادث لتي حصلت العام المنصرم كانت خير دليل على ذلك...

وفي معزل عن كل هذا، من باب المصلحة، السؤال الذي يطرح نفسه : ما أهمية هذا القانون بالنسبة لنا نحن العرب ؟

لقد كانت قبائل العرب ببادية الشام، أول من حارب الأتراك لحماية الأرمن ووفروا لهم المرور إلى مدن سوريا ولبنان.
وكان أقصى مدى وصل إليه الأتراك في مجازرهم تلاً قريباً من مدينة الحسكة شمال سوريا، أعتقد أن الناس يطلقون عليه هناك "تل الجماجم"، إذ أنك لو حفرت 10 سنتمرات لبرزت لك عظام أو جمجمة من بقايا مجازر الأرمن.

أفخر بأن العرب كان لهم موقف مشرف من الأرمن.
وأفخر أننا في سوريا نعيش جنباً لجنب معهم، وما زالوا يستعملون لغتهم بينهم، وفي قراهم تراها مكتوبة في الدكاكين والمحلات.

الضغط الذي تمارسه الدول الأوربية لاعتراف تركي رسمي بهذه المذابح، سيكون له فائدة على العرب، إذا أنه سيفتح لاحقاً ملفات الحرب العالمية الأولى، وسيبرز دور العرب فيها، والذي سجله لورانس العرب بطريقة مخزية، وأخرجته هوليوود بطريقة مخزية.
فتح الملفات العثمانية عن تلك الحرب، سيفهمنا ما حصل إبانها، ولماذا تخلى الأتراك عن الدول العربية بهذه السهولة العصية على التخيل.
ومن يدري، قد نكتشف أنهم كانوا جزءاً من سايكس بيكو أخرى...

:redrose: