اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
عندما أدخل المعبد البوذي بجواري هنا أشعر بالهدوء على وجوههم وعندما أذهب للمسجد في منطقتنا فأول شيء يفاجئني هو رائحة الحمامات والمخاط والبصق و كل أشكال الروائح. ثم تجدين هنا ناس ملتحية وعابسة ورجل كهل ينهر شاب في سن المراهقة بصوت أجش غليظ قائلا: "يا سعيد، تعالى صلي هنا". أتطلع حولي وأسأل روحي: هو أنا باعمل إيه هنا؟ ياليلة كوبيا! عايزين نطلع من هنا يا فكيك!

لا أدري أي مسجد هذا الذي تقصده ولا أدي في أي قطب مسجدك هذا؟!! ولكني ما رأيت مسجدا بوصفك هذا يوما، قد رأيت مساجد تركيا وصليت فيها فما وجدت أجمل منها ولا أنظف، وصليت في مساجد سورية كذلك فما وجدت أروع منها جمالا وروعة في الطيب والنظافة، وصليت في مساجد مصر في الأزهر وفي الحسين وفي مسجد نادي الضباط في مدينة العبور في الموضع الذي سكنت فيه آنذاك، فما وجدت أروع ولا أبهى ولا أجمل، وأما عن مساجد الكويت فحدث عن الجمال فيها ولا حرج، فعندنا في مسجدنا ما يزيد عن المئة حنجور من حناجير العطر وأنواع البخور المختلفة تنبعث من المسجد في رمضان وفي غير رمضان، وماء زمزم عندنا لا ينقطع من المسجد على الإطلاق، ووزارة الأوقاف تعمل على صيانة المسجد دوريا وبلا انقطاع، وأما عن الحرمين الشريفين فما موضع عبادة أنظف منهما على الإطلاق، فالعاملون هناك ينظفون في ربوعه صبح مساء، بل وعلى مدار الساعات، ولا تسمع داخل الحرم لا صراخا ولا عويلا على الإطلاق، بل هدوء وسكينة واطمئنان، لا سيما أثناء التراويح أو القيام.