{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إسرائيل من تاريخها وما فعلته بنا
آمون غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 700
الانضمام: Jan 2004
مشاركة: #10
إسرائيل من تاريخها وما فعلته بنا
تيودور هرتزل (1860-1904)

ولد تيودور بنيامين هرتزل (أيضا "هرزل") في بودابست عاصمة المجر عام 1860 ، ثم انتقل مع أسرته إلى فيينا عام 1878 والتي حصل على الدكتوراه في القانون من جامعتها عام 1884 ، وعمل بعد ذلك ككاتب مسرحي وصحفي ، وكان مراسلاً صحفيا في باريس حين جرت أحداث محاكمة دريفوس الشهيرة وما صاحبها من تجليات لاسامية صارخة .

في فرنسا ، وفي عام 1894 تم اكتشاف ورقة مهملة في سلة القمامة الخاصة بمكتب الملحق العسكري الألماني بباريس تحتوى على معلومات عسكرية وفيها إشارة إلى أن أحداً من داخل الجيش الفرنسي يتجسس لصالح الألمان ، وكان أن اتجهت الشكوك إلى الضابط اليهودي بالجيش الفرنسي الرائد ألفرد دريفوس ، المنحدر من أسرة يهودية هاجرت إلى باريس من مقاطعة الإلزاس الحدودية بعد أن ضمتها ألمانيا إلى أراضيها عام 1871 ، وبالفعل تمت محاكمته في محكمة عسكرية سرية لم تُتح له فرصة الدفاع عن نفسه وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ورّحل إلى "جزيرة الشيطان" (مستعمرة فرنسية قبالة سواحل أميركا الجنوبية) بعد أن تم تجريده من رتبته العسكرية في مراسم عسكرية مهينة .

لم تنته قضية دريفوس عند حد محاكمته وإدانته إذ من داخل الجيش الفرنسي نفسه ظهر من يشكك في عدالة المحاكمة وانتهى الأمر بحصوله على عفو من رئيس الجمهورية الفرنسية عام 1899 ثم حصل على البراءة وأعيدت إليه رتبته العسكرية عام 1906 ، لكن يبقى الجدل الذي أثارته هذه القضية داخل فرنسا وعلى كافة المستويات دالاً على أن العداء للسامية كان ما زال حياً عقول وقلوب الكثير من الفرنيين نخباً سياسية ودينية وعامةً ، ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى المقالة الاحتجاجية التي كتبها الروائي الفرنسي الكبير إميل زولا بعنوان "أتهم .." (J’accuse…) والتي يدين فيها تواطؤ الجيش وهي المقالة التي أصبحت لاحقا نموذجا لموقف المثقف كضمير للمجتمع ، وفي سياق السجال ادعت قيادة الكنيسة الكاثولوكية واليمين الفرنسي أن "جريمة" دريفوس جزء من مؤامرة يهودية ـ ماسونية هدفها تدمير فرنسا بعد تحطيم جيشها ، أما العامة فقد هتفوا "الموت لليهود" في شوارع باريس .

عايش هرتزل أحداث قضية دريفوس بحكم وجوده في باريس كمراسل صحفي وأرعبه المدى الذي وصلت إليه اللاسامية في فرنسا ، ورغم أن اللاسامية ليست بالطبع جديدة عليه فقد عايش بعضا منها في فيينا إلا أن فرنسا ، بلد ثورة الإخاء والمساواة والحرية ومعقل التنوير الأوربي ، كان يُظن أنها على شيء من الحصانة ضد هذا الانحدار الأخلاقي المفجع ، وبالنتيجة كان لهذه القضية تأثيرا كبيرا على وعي هرتزل وسائر اليهود في فرنسا وخارجها ، ودارت الأسئلة حول المستقبل والمصير اليهوديين ، وبحسب مارتن جيلبرت كان مطروحا على الوعي اليهودي الاختيار بين ثلاثة حلول خلاصية :

1- أن يذوب اليهود (الذوبان ليس هو الاندماج) في المجتمعات التي يعيشون فيها .
2- أن يناضلوا على طريق الاشتراكية الثورية التي ستخلص العالم من شروره ومنها اللاسامية (للفكر الاشتراكي الثوري خلفية يهودية لا تخطئها عين إن تأسيسا نظريا و "علمياً" ً له على يد "اليهودي" كارل ماركس أو استلهاما وتطبيقا عمليا وحركيا من نوع الدور البالغ الأهمية والتأثير الذي لعبته عقول روسية يهودية في ثورة البلاشفة وصولا إلى روزا لوكسمبورج وكارل ليبكنيخت و "ثورة برلين" الفاشلة ، والمهم هنا أن الثورية الاشتراكية كطريق للخلاص اليهودي كانت اختيارا لبعض من أكبر العقول اليهودية في العصر الحديث تماما كما كان المشروع الصهيوني خياراً ليعضهم الآخر )
3- البحث عن وطن لليهود يعيشون فيه ويحكمون أنفسهم .

انحاز هرتزل للحل الثالث ، وكان يعتقد أنه بإمكانه إقناع اليهود كما "الأغيار" بفكرته عن تأسيس وطن لليهود في فلسطين فقام بالاتصال بالخليفة العثماني ومخاطبة قيصر ألمانيا كما طرح مشروعه على الشخصيات اليهودية البارزة في أوربا الغربية ، لكن كثيرين من هؤلاء اليهود اعتبروا دعوته ضربا من الجنون وعندما أرسل خطاباً إلى عائلة روتشيلد الفرنسية لم يتلق ردا ، إلا أنه وجدا حليفاً قويا هو الفيزيائي والفيلسوف ماكس نورداو والذي كان وقتها يعمل أيضا مراسلاً صحفيا في باريس ، قال نورداول لهيرتزل "لو كنتَ مجنوناً فأنا وأنت مجنونان ، يمكنك الاعتماد علي" .

أسس هرتزل "المنظمة الصهيونية العالمية" عام 1896 وكانت كلمة "صهيونية" قد ظهرت لأول مرة قبل أربع سنوات وظهرت في وقت كانت التيارات القومية يشتد عودها في أكثر من مكان ، وفي عام 1896 أصدر كتاباً بعنوان "الدولة اليهودية" ذكر فيه بوضوح أن "فلسطين هي وطننا التاريخي الذي لم يغب عن ذاكرتنا . إن مجرد اسم فلسطين يجذب اليهود بقوة غير عادية " ، وفي إشارته إلى مسئولية اللاسامية الأوربية في الوصول باليهود إلى حالتهم التي هم عليها يقول هرتزل " لقد بذلنا جهدنا في سبيل الاندماج في المجتمعات التي نعيش فيها على أن نحافظ فقط على العقيدة الدينية التي ورثناها عن أبائنا ولكن لم يُسمح لنا بذلك " ، ولأنه كان يعتقد أن المعاناة المشتركة هي الحافز لوحدة اليهود كتب يقول : " في وحدتنا اكتشفنا فجأة قوتنا ، نعم نحن أقوياء إلى الدرجة التي تسمح لنا بتأسيس دولة بل دولة نموذجية ، نحن نملك كل الموارد الإنسانية والمادية اللازمة لتحقيق هذا الهدف " .

في كتابه المذكور وصف هرتزل وبالتفصيل طبيعة العمل المطلوب من أجل تحقيق الهدف المعلن ، من الهجرة إلى شراء الأرض وبناء المساكن وقوانين العمل والصناعة والتجارة والتعليم والحياة الاجتماعية للدولة المنتظرة . وحسب تصوراته ستكون الدولة الموعودة دولة نموذجية دائمة التطور وعلى صورة الديموقراطيات الأوربية لكن بقيم يهودية وستكون علمانية محكومة بقوانين مستمدة من التشريعات المدنية الأوربية ، واقتداءً بالنموذج الأوربي ـ الأميركي ستفصل بين الدين والدولة وتتطلع للمستقبل وليس للعصور الوسطى ، ولن تكون الدولة الجديدة "غيتو" لليهود يعيشون فيها منفصلين عن التطورات التي تحدث حولهم وفي العالم ولكنها ـ على العكس ـ ستتيح لهم الظهور على مسرح العالم الحديث بعد قرون من العزلة وستكون نموذجا للتنوير والتحرر إذ ستشهد ميلاد اليهودي الحديث على أرضه وستفتح الباب أمام اليهود الذين يعيشون في مجتمعات متخلفة أن يهاجروا إليها تاركين مآسيهم خلف ظهورهم ومتطلعين للحياة الحديثة المتقدمة في وطنهم الجديد .

ومما ذكره هرتزل في كتابه أيضا أنه إذا ما قدر لليهود "الاستقرار في وطنهم" فلن يعود بالإمكان تشتيتهم منه مرة أخرى ، يقول " إن الدياسبورا (الشتات) لن تتكرر مرة أخرى إلا إذا انهار العمران على الأرض" ويقول " ها هي فكرتي ، بني جلدتي اليهود ، إنها ليست خرافة أو وهماً ويستطيع كل فرد منكم أن يختبر صدقيتها بنفسه ..... يجب أن تصل الفكرة إلى أبعد مكان وأتعس مكان يعيش فيه يهود لتضفي على حياتهم معنىً جديداً " ، وفي إشارة إلى اليهود الذي قادهم جوداس ماكابيوس (يهودا الماكيابي) الذين أسقطوا حكام فلسطين في الحقبة قبل الرومانية يقول هرتزل " إن الماكابيين سيعودون ثانيةً، أخيراً سنعيش أحراراً في وطننا الخاص وحيث سيكون بإمكاننا أن نموت بسلام في بيوتنا" .
10-22-2006, 03:37 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
إسرائيل من تاريخها وما فعلته بنا - بواسطة آمون - 10-22-2006, 03:37 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Star "خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل" كمال الصليبى نبع الحياة 0 1,598 07-13-2010, 07:28 AM
آخر رد: نبع الحياة
  فلسفه الدين و تاريخها نبع الحياة 13 3,968 11-30-2008, 05:11 AM
آخر رد: الحكيم
  كـــعــــب الأحـــبــــار، الدكتور إسرائيل ولفنســـون إبراهيم 46 10,903 03-08-2008, 11:33 PM
آخر رد: يجعله عامر
  مراكز البحث·· أحد مستهدفات التطبيع مع إسرائيل ! بيلوز 3 886 12-16-2006, 03:03 AM
آخر رد: بيلوز

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS