اقتباس:  ابن نجد   كتب/كتبت  
..................................
وهل لو انهم لم ينتكسوا بقياسك  فان مصر الان قد اصبحت مثل اليابان مثلا ؟

او فلنقل مثل ماليزيا او التشيك رغم ان عمر مصر بالتنوير بدأ من زمن بونابرت على اقل تقدير ، في الوقت الذي فيه اليابان كانت تحارب بالسيوف وتعيش حياة اولية كما تعلم .

العلة يا استاذ بهجت بالقائد الوطني ، حيث انه هناك محب لوطنه وطموحه يختلف عن طموح القائد والرئيس العربي الذي يشتم شعبه داخل ضميره .

طبعا انا لا اقصد مصر فقط ، حاشا وكلا ، فكلنا اطين من بعض ، ولكن مصر تعتبر اكبر مشروع احباط في عصرنا العربي حين
الحديث عن التنمية والتنوير حيث انها سبقت الجميع بكل شيء ولكنها لم تستطع ان تكون ولو ربع دولة صناعية حديثة .

الأخ المحترم ابن نجد .:97:
فكرتي ببساطة هي أن هناك علاقة جدلية بين الواقع المادي و الفكر ، و لكن الواقع يكون دائما أسبق بخطوة ، روح النهضة و اليقظة التي قادت إلى ثورة 1919 الوطنية هي أيضا التي أنتجت الفكر الليبرالي في بداية القرن الماضي ، و عندما تباطئت تلك النهضة عادت السلفية تهيمن على المناخ الفكري ، الإنسان الناجح لا ينظر للماضي بل للمستقبل و هكذا تفعل الشعوب الناجحة ، فقط القاشلون يجترون الماضي و يبعثون فيه الحياة و لكنها حياة اصطناعية مؤقتة و مكلفة بلا جدوى ، إن اسلاميات طه حسين و عبقريات العقاد ليست سبب فشل المشروع التنموي بل نتيجة لهذا الفشل و رمزا له ، أهدر المصريون فرصة ذهبية لتنمية حقيقية لم تتح لسواهم في الدول العربية و تلك قصة أخرى أرى أنها لم تحظ بدراسة عميقة ، فمن يتصدى لهذا العمل إما جاهل بمصر أو مدافع أحمق أو رافض أكثر حمقا ، فالموضوعية ليست فضيلة مصرية أو عربية ، لا أعتقد ان المشكلة في وطنية الحكام فكلهم وطنيون ليس فقط في مصر و لكن في غيرها من الدول العربية ، المشكلة أعمق لأنها أساسا في الشعوب نفسها ، إننا لم ننتقد الثقافات السائدة بعمق كما يحب بل رحنا كسياسيين و نخب ننافق الشعوب ، كل الاتجاهات السياسية الرئيسية منذ الإستقلال تفعل ذلك ، الشيوعيون و القوميون و الإسلاميون ، أعتقد أن مشكلتنا في مصر هي أساسا التعليم و الإدارة ثم فساد النخب الحاكمة كأي نخب عربية ، إن الفساد يبدوا منتجا عربيا حصريا .
و لك خالص الشكر و التقدير .