(f)(f)
تحيتي للجميع هنا

وليسمح لي الجميع بإدلاء وجهة نظر مغايرة

من الخطأ اعتبار أن التاريخ قد بدأ من تاريخ الدعوة الإسلامية
وأن الأرض هذه التي انتشر فيها الإسلام كانت بوراً خاوية من البشر
فارغة من الحضارات والحراك التاريخي .
فليست بلاد الشام كذلك
ولا مصر ولا شمال إفريقيا

كانت لديها حضاراتها العريقة الممتدة في القدم إلى آلاف السنين
وإن احتلال تونس والجزائر من فرنسا ومصر والعراق من بريطانيا في القرن الماضي، ما هو إلا امتداد لحركة التاريخ من قبل شعوب قوية لأخرى ضعيفة .

ليس احتلال القسطنطينية وسقوطها من قبل السلاجقة العثمانيون هي تحرير لهذه المدينة التي عمرها يتجاوز الألفي سنة .

وليس احتلال العرب للأندلس هو تحرير أيضاً

إنها نزعة إنسانسة للسيطرة والحكم تحت أي مسمى
وإذا كان الجنود المقاتلون يحتاجون إلى عقيدة فالدينشكل هذا العامل الهام .
الحروب الدينية سخرت البشر ليكونوا آلات صماء يقاتلون بعضهم البعض، ومهما كان الباعث شريفاً كما يدعي بعض الأصدقاء هنا لكني أجزم أنهم كانوا مجرد أدوات لأطماع الملك أو السلطان، أي أن العقيدة كانت وقوداً أساسياً سخر لإلهاب أتون المعارك .

وما أريد التذكير به ..
أن العرب المسلمين قد احتلوا قسماً وافراً من العالم القديم وحكموه، وكانوا أجانباً عن تلك الدول التي حكموها، أي أنهم كانوا مكروهين وأن الدعوة كانت أيضاً لأغراض تنفع لاترويض البلاد والعباد وكذلك كان الجميع ..

لذلك أتمنى أن لا تدفع حمية الدين إلى التعامي عن حقائق بسيطة، فما يصح إطلاقه على اليهود في فلسطين يصح على الصليبيين وعلى المسلمين من قبلهم وعلى الرومان والبابليين والآشوريين والحثيين والفراعنة وكل من احتل فلسطين يوماً وحكمها بدخول جيوشه ..
هذه بانوراما تاريخية بسيطة أتمنى أن تتلقوها بسعة صدر .

أما عن المسلمين وتقبلهم للآخر فليس هناك من تعميم وأظن أن الفريق المقهور لغياب العدالة يصبح حاد المزاج إقصائي وهذه لم تكن حال العرب المسلمين في أيام قوتهم، فالقوي عادة يكون صفوح ، كما أن الصفح والرحمة هي من شيم الأقوياء، أما الغدر والقتل خلسة والتشفي فهي من شيم الضعيف والمقهور .

وهذه شيم إنسانية عامة لا يجوز إلصاقها بإناس دون غيرهم
وأعبر عن امتناني لهذا الحوار فهو كفيل بتوضيح الكثير من الأمور
ولي عودة

ودمتم
الليبرالي
(f)(f)