{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
بسم المال الرحمن الرحيم ... وسلام على!!!!
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #8
بسم المال الرحمن الرحيم ... وسلام على!!!!
أفاقت عاهرتنا من نومها فوجدت نفسها مرتمية على الأرض، تلتحف البرد الذي أحاطها حتى ما عادت قادرة على الشكوى، تذكّرت أنها أفاقت خلال الليل تبحثُ عمّا تستُرُ به جسدها، لا خجلا وإنما خوفا من التجمّد من البرد أو حتى الإصابة بالزّكام! كان هذا هو همّها الوحيد وشغلها الشاغل طوال الليل، حاولت البحث عن قليل من الدفء في الشارع إلا أنها اكتشفت أن البردَ يُحيطُ بها أينما ذهبت، فآثرت العودة إلى تلك الغرفة البائسة والجلوس على الأرض منتظرةً شيئا ما! ما هو ذلك الشيء؟ صدّقوني لستُ أدري، إلا أنني أعرفُ أن النّعاس كان أقوى من البرد، فكان لها الدفءَ حيثُ آثرت أن تلتقي على الأرض برأسٍ تملؤهُ أفكارٌ تكادُ تفتكُ بكل الهدوء الذي أحاطها....

أفاقت لتجدَ نفسها في نفس الغرفة التي اعتادت على "بيع الهوى" فيها، في الوقت الذي كان مفترضا بها أن تقضي الليلة في غرفتها المتواضعة هي وشريكة أخرى في السكن، "في العهر أيضا؟" قد يقول قائل، أقول أن ذلك يعتمدُ على نظرة شريكتها لنفسها فأنا مخوّلٌ للحكم على هذه فقط ... ما لبثت غشاوة النعاس تفارقُ عينيها حتى انطلقت نحو الحمّام تحذوها رغبة غريبة للشعور بالغثيان، لكن دون جدوى فلا غثيان هناك ولا مرض، ولا حتى موتٌ بين أكناف البرد القارس!!! يالخيبة الأمل يا عاهرتي، فالله لم يبتغيك لنفسه بعد!

في انتظار قوّادها انطلقت عاهرتُنا إلى الشارع مرةً أخرى وفي يدها كأسُ قهوةٍ مُشتعلةٍ لعلّها تُعوّضُ قليلا من الدفءِ الذي افتقدهُ أكثر من أي شيءٍ آخر طوال الليل؛ باغتها منظرُ الضبابِ الذي أحاطَ بأسرار الظلام تلك الليلة وهو ينجلي تحت وطأةِ الشّمس الدافئة، فانطلقت لتُمرّغَ وجهها وجسدها بقليل من الضّياء، باحثةً عن الله في كُل خطوةٍ تخطوها، منتظرةً رسولا، حبيبا أو حتّى قاتلا يغتالُها بعيدا عن أعين البشر، حتى تكتمل حلقةُ الأسى الذي اكتنفها فجأة بكل هدوء، وبعيدا عن الطّقوسِ المُعتادة لوفاةِ أي بشري عادي ... لكن القدر حتى في هذه الأمنية أبى أن يمنح تلك العاهرة ما تبتغي!!!

عادت إلى الغرفة منتظرة الزبائن كعادتها! خلعت كل ما كان يعتريها من من تجاعيد الهم والحزن واستلقت منتظرة القوّاد ليأتي إليها بالزبون الأول ... على غير العادة، دخل القوّادُ تعتريه ابتسامة مرحة، فما كان من عاهرتنا إلا أن ابتسمت له. لم تجرؤ على البوح بكلمات الخلاص والتوبة له، لأنها كما أسلفتُ ستُحاكم ويُقام عليها حدُّ الزنا، والجلادُ هو نفسهُ ذلك القوادُ المبتسم، شاء ذلك أم أبى!

مرّ اليوم بتفاصيل مُطابقةٍ لتفاصيل سابقه، وألقى القوّادُ العاهرة على قارعةٍ طريقٍ لتبحث عن سيّارة أجرة تستقلّها إلى المنزل، "كان يوماً قصيرا" قالت لنفسها، وأكملت: "لم أعمل جيداً اليوم، لا بُدّ من التّعويض عمّا فاتني!!!"...

ألقت نفسها على فراشها، واستسلمت للنّعاس، لكن هذه المرّة لم تتخلّى عن تلك الغصّة التي رافقتها ليلة البارحة....

زياد وبهاء مشكورين على المرور (f)
11-07-2006, 09:53 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
بسم المال الرحمن الرحيم ... وسلام على!!!! - بواسطة كمبيوترجي - 11-07-2006, 09:53 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مشروع ثقافة.."الغضب الرحيم" فارس اللواء 2 870 07-05-2012, 07:46 PM
آخر رد: فارس اللواء
  ارتفاع الأسعار يتسبب فى تقليص أعداد موائد الرحمن عاشق الكلمه 6 1,591 09-10-2010, 12:31 AM
آخر رد: The Holy Man
  المغترب السوري عبد الرحمن زيتون تحول الى بطل قومي في أمريكا بسام الخوري 1 988 06-26-2010, 05:03 AM
آخر رد: tornado
  القتل الرحيم - موضوع للزميل human7777 مالك 4 1,354 10-18-2009, 05:47 PM
آخر رد: Free Man
  ملاحظة غريبة للدكتور عبد الرحمن بدوي gwgi 14 3,510 12-04-2008, 06:53 PM
آخر رد: إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS