عزيزي Vangelis:

قال لنا مدرس اللغة العربية أثناء المرحلة الثانوية: مصائب قوم عند قوم فوائد. لربما هذه مصيبة للمقيمين بمصر وربما هي فائدة للمفاجيع من أصحاب البالتوك. لكن الفائدة على المستوى الاجتماعي أعظم وخاصة للمناخ بمصر. كل من كان نكرة ولم يسمعه أحد وجد في البالتوك منبر له. أذكر دموع رجل مسلم وأبنه معه الذي كان مجنداً بالخدمة العسكرية وكانت كل الأسرة تسمع البالتوك والابن قال بصوت مخنوق: بطلوا تسبوا في سيدنا محمد ياولاد الكلب..أجهش الأب بالبكاء وتمزق قلبي عند سماع كل هذا. هذه هي ذكرياتي مع البالتوك. نحن أصلا شعوب غير متعودة على النقد ولم نألفه وبالتالي عندما ننقد نقوم لا بالنقد ولكن بالتجريح عينه والفرق بين الاثنين كبير جدا. يجب أن يتحول الرعاع لبشر أولاً ثم يفكرون بعد ذلك في مجرد الحوار والتفكير النقدي بعد أن يكونوا قد قرأوا أشكالا وصنوفا من المعارف التي تؤهلهم لمثل هذا.

من جهة تعلم الإنكليزي، هناك موقع البي بي سي وهو أفضل وسيلة. عندما كنت مقيم بمصر تعلمت الإنكليزي من خلال الراديو وبواسطة هذه الوسيلة أنجزت ما لم أنجزه من خلال النت. لا تصدق هؤلاء العواطلية اللي يقولون لك إنهم يريدون تحسين لغتهم. من يريد تحسين لغته يبدأ بالدراسة أولا وحفظ الكلمات والالتزام بالضبط والربط ثم يدخل للممارسة وعند الممارسة هناك مليون وسيلة للتطبيق العملي. الإنترنت قتلت فينا ميول علمية كثيرة وجرتنا للصياعة مع أن الواجب هو أن نعكف على الدراسة ونتعلم ونثقف أنفسنا. لذلك أحاول التقليل دوما من استخدامها وللضرورة بقدر الإمكان. مشكلتي أني منعزل عن الناطقين بالعربية وأستخدم الكمبيوتر للتنفيس حتى أحس أن لا زلت أعيش.

موقع البي بي سي هنا:
http://www.bbc.co.uk/worldservice/learningenglish/

:redrose: