بسم الله الرحمن الرحيم

نعم - هي الغربة التي تجعلنا نشخص الحوار - وهو الجبن الذي يدفعنا لإبداء عنتريات على الشبكة لا نجرؤ على إظهارها في الواقع الحي

يمكن تجنب المهاترات الشخصية في الحوار إذا فكر الذي يكتب بطريقة مختلفة - يعني تصور أنك واقف على مسرح تخاطب الممثلين القلة بينما الكثرة من الجمهور الصامت ينظر إليك ويستمع لما تقول

ماذا تريد أن تقول للممثل "الآخر" وماذا تريد أن تقول للجمهور؟

ماذا يفيد الجمهور في أن تشتم الآخر وتتهمه؟ ما هو المحتوى الذي تقدمه لهم؟ هل هو المحتوى البذيء أو الشتائمي؟ هل تنتصر إذا شتمت خصمك وسخرت منه؟

كثيراً ما آذاني كلام يكتبه بعض الزملاء الأعضاء في المنتدى وهممت بأن أرد عليه بما هو أسوأ منه - ولكنني تذكرت أنني لست أخاطب هذا الزميل بعينه ولكن أخاطب طيفاً واسعاً من قراء الإنترنت وأقدم لهم محتوى نفسي ووعاء قلبي - واستقبحت أن تكون هذه مساهمتي التي أقدمها لأسماعهم وأبصارهم والتي سيذكرونها عني وعن ما أمثله

وأخيراً شاركت بما ظننت أنه يفيد وما دعتني نفسي للمشاركة فيه وأعرضت عن كثير مما لا طائل وراءه أو ليس لي فيه باع ولا ذراع

حدثتني نفسي كثيراً بأن أرد هذا وأفحم ذاك وأنعت ذاك وأسخر من ذاك الاسم أو الكلام - ولكنني لم أرد أن أقدم هذا المحتوى إلى عموم القراء وأسعى ألا يكون هذا هو محتواي العقلي


نسأل الله لنا ولكم الهداية لما فيه الخير

والله متم نوره