نعم فرويد كان يهودي ولكن كان ساخط على تاريخه اليهودي وعنده بغضة له. لا أعرف كيف تم هذا ولكن كان في إلحاده من النوع المناهض المتحدي وعلى أساس ذلك قام بدراسة عن موسى وعلاقة موسى باليهودية. هؤلاء السيكولويجيين مثل يرون أن التاريخ التوراتي شوه معالم الشخصية اليهودية وتسبب في تدهورات كثيرة وبالتالي يعود للتوراة بنقمة ناقمة. من أين لفرويد مثلا أن يعرف المصدر الحقيقي لتاريخ موسى؟ هو لا يملك أكثر من النصوص التوراتية وبخلافها لا يوجد مصدر آخر ليحكم عليه وهذا شأن الباحث الذي يتعامل مع المصادر وينقد في ضوءها. نعم موسى كان مصري ولكن هل بسهولة ننفي عنه صلته بشعبه اليهودي؟ وبأي حق تم إقحام موسى لذاته على الشعب العبراني؟ هو أقحم نفسه؟ هم أقحموه؟ ولكن فرويد مستعد لإقحام نفسه في هذا التاريخ المجهول والتحدث عنه وكأنه شاهد عيان وهذا مما يؤخذ عليه. أعجبني نقد يونغ له في هذا الأمر وأمور أخرى. يونغ لم يكن مسيحي بصرف النظر عن خلفيته المسيحية ولكن لم يسعى لإنقاض المنظومة الإيمانية باعتبارها خصم علم النفس التحليلي كما فعل فرويد.

:redrose: