زميل كامل ، الشئ ان زاد عن حده انقلب لضده ، تعاطفنا مع اللبنانيين في استقلالهم المشروع عن سوريا ، غير مرتبط بمقتل احد ، فالمتابع للوضع يشعر ان استقلال لبنان لم يكتمل الا بمقتل الحريري ويزداد استقلالاً بسلسلة الاغتيالات.. هذا خطأ سياسي اذ علي الاكثرية -ان كان استقلالها صلبا بالفعل- ان تستقل بموقفها السياسي ذاته عن احداث الاغتيالات هذه ، فالمفروض ان لا علاقة بينهما ، اذ ان لبنان يستوفي شروط استقلال الدولة وليس من بينها اغتيال قادتها.

من المفهوم ان يتم الاحتفاء بالشهيد ، ولكن بطريقة تليق به وبحيث يدخل كاحد القضايا السياسية في الساحة ، وليس ان يصبح القضية السياسية الاساسية ، ويختلط الامر في حفل التأبين ، اهذا تأبين ام مهرجان انتخابي.

ومما يعزز من انتنقاد هذا السلوك ان القرائن لم تثبت بالتأكيد ان سوريا متورطة ، فأي محقق يحقق في الحادثة سيقيدها ضد مجهول ، وهذا يعني ان اللبانيين يصبون جام لعناتهم علي المجهول ، ان اخذنا موقفاً عقلياً راديكالياً.

هذا عداك عن انتهاك حرمة الميت بهز النعش ، لم اعرف اي مجتمع يهز جثة الميت امام الجماهير ، الا الاكثرية اللبنانية.