أؤيد كلام كامل بالأعلى، و أيضاً أخبرك، نسمة، أن الجميع يعرف بأمر ما تسمينه ’العلاقة بين عائلة الجميّل‘ و إسرائيل.

ما حدث أن دخول سوريا إلى لبنان (تقريباً في الـ78) استجابة لمطالب لبنانية بالتدخل ضد منظمة التحرير الفلسطينية و محاولات عرفات السيطرة على البلاد بنفس أسلوب حزب الله الحالي [=شن عمليات ضد إسرائيل من الجنوب مما يضطر إسرائيل للرد بشن عمليات على لبنان]، و طبعاً سوريا لم تكذّب خبراً و دخلت كي تحاول تصفية ياسر عرفات من لبنان.

بعدها بشهور قليلة قررت سوريا أن تغيّر تحالفاتها و توحّد الجهود مع اليساريين و منظمة التحرير!

كان كل طرف يستعين بقوى خارجية ضد المارونيين، فما كان من بشير الجميّل إلا أن اتجه إلى إسرائيل كي تساعده على طرد سوريا و ياسر عرفات معاً طالما الدول العربية ـ و لاحقاً القوات العربية المشتركة برعاية جامعة الدول العربية ـ قد سلّمت لبنان لسوريا، و أصبحت كل الدول متآمرة على لبنان. "لقد حاصرتمونا في الزاوية، فلا تطلبوا منا ألا ندافع أن أنفسنا"، هكذا قال تقريباً بالنص.

كانت حجة مناحم بيغين في مساعدة بشير الجميّل أن لبنان بلد جار و قد استنجد به ليساعده أمام الغزو السوري.

و على فكرة، من كانت لهم علاقة بإسرائيل ليس ’عائلة‘ الجميّل، بل بشير الجميّل فقط. بيير الجميّل ـ الجد ـ كان ينآى بنفسه عن الاتصالات و لم يقدم للإسرائيليين أي وعود، و أمين الجميّل لم يكن يرتاح للأمر بشهادة الإسرائيليين مما جعل العلاقات متوترة تمهيداً لقطعها بعد تسلمه الرئاسة بقليل و توجهه إلى الأمم المتحدة بدلاً من سوريا و إسرائيل. طبعاً في النهاية اضطر لفتح قناة مع سوريا بعد عمليات التفجير ضد القوات الأمريكية و الفرنسية و رحيل القوات الدولية بسبب عمليات حمقاء لحزب الله.

لو تابعتِ الحرب أكثر لوجدت أن إيلي حبيقة فعلها أيضاً و تحالف مع إسرائيل بشكل مباشر تطور إلى ارتكاب مجزرة صبرا و شاتيلا برعاية من آرييل شارون مباشرة، و بعدها بشهور أصبح حبيقة رجل سوريا في القوات اللبنانية :duh:

و لوجدت أيضاً أن حزب الله قرر محاربة أمل ثانية لأنهم "يتعاملون مع إسرائيل" :D

و بصراحة شديدة، و بمنتهى الحياد، فأنا لا أرى أي فارق بين من استعانوا بسوريا لدرجة تسهيل غزوها للبلاد، و من استعانوا بإيران لدرجة استقبال قوات حرس الثورة، و من استعانوا بإسرائيل. كلهم عملاء و كلهم كان يعمل كدمى ماريونيت في أيدي قوى و صراعات إقليمية خارجية.

و لاحظي أن السبب المباشر لاندلاع حرب لبنان كان ازدياد نفوذ ياسر عرفات على البلاد لدرجة هددت سيادة اللبنانيين أنفسهم، بالضبط كما يفعل الإيراني حسن نصر الله الآن.