ولكن، ينبغي لنا أن نتذكر دائماً بأن "بشير الجميل" لم يكن يعمل لحساب إسرائيل ولكن لحسابه الشخصي. وعندما حاولت اسرائيل أن تضغط عليه - في النهاية - كي ينفذ لها مآربها في لبنان، فإنه خذلها. واجتماع "نهاريا" ما زال في ذاكرة الكثير من اللبنانيين واليهود.

هناك شيء مهم أيضاً علينا تذكره عندما نقرأ التاريخ العربي. فنحن تعودنا على "مقاطعة اسرائيل" و"اتهام" كل من يتعامل معها. ولكن في حالة "بشير الجميل"، فإن عدوه - في هذه الفترة - كان "اليسار اللبناني عموماً ومنظمة التحرير خصوصاً" مع دعم سوري لكليهما. بمعنى آخر، لم يكن بد لدى "بشير الجميل" في ظل مجابهته للمنظمة وقوى اليسار وسوريا في آن واحد من اللجوء إلى قوة معادية لهما، لأنه كان على وشك الاختناق.

طبعاً، أقول هذا من أجل التعامل مع التاريخ ببعض الحذر، وليس في معرض الدفاع عن "بشير الجميل" ولا عن "المارونية السياسية الطائفية" التي كان يتبناها. فعلى عاتق آل الجميل وآل شمعون وآل فرنجية وآل الصلح وآل كرامه - وغيرهم من عائلات الدولة المارونية المتنفذة - تقع نصف مصائب الدولة اللبنانية في القرن العشرين. فهذه العائلات نفسها هي التي باركت لبنان الطائفي وهمشّت الشيعة وأسست للحرب الأهلية من خلال أيديولوجية وسياسات وممارسات خاطئة.

واسلموا لي
العلماني