اقتباس:إذن لو جائت إسرائيل غداً لتحتل مصر و تعطي الشعب المصري كل الضمانات بأنها ستعامله معاملة حسنة و ستحترم دينه و تعطيه حقّه فحينها ستكون أنت من مناصري الإحتلال لأنهم سيعطو الشعب المصري حقّه؟، إذن فما معنى الوطن أصلاً؟ لماذا نسمي الوطن بأسماء؟ فلنختر بلداً تحتل العالم كله و تعطيه كامل الحقوق و تنصفه!.


أمر أخير، هل فلسطين أقلية؟ فلسطين صاحبة الأرض و صاحبة مئات الألوف من الشهداء أصبحت أقلية و إسرائيل ذات السبعّ مليون أصبحت أغلبية؟ دا عدد اللاجئين الفلسطينيين لوحدهم أكتر من 5 ملايين.  

الدنيا خلصت وملقتش غير إسرائيل عشان تقول إنها بتدي غيرها حقوقهم الدينية و معرفش أيه؟

ما علينا.. المهم أنت عامل أيه و أزيك  

عزيزي جورو (f) صباح أو مساء الفل ليك (f)

إسمح لي أني أعلق على كلامك أعلاه:

1. تسألني لو جاءت إسرائيل غدا تحتل مصر إلخ. هذا أولا سؤال صعب. لا أنكر أن كثيرون منا خامرهم هذا السؤال وهم يحلمون بمعاملة أفضل ومستوى إجتماعي أفضل في ظل حاكم آخر، أي حاكم، من أي كوكب آخر. أنظر أنت إلى اقتصاد إسرائيل وحال المواطن الإسرائيلي العادي وانظر إلى حالنا كشعب معدم وإحكم. أنظر إلى دولة بحجم الخنفسة وعمرها لا يتجاوز عمر البخار وماذا صنعت في مدة قصيرة وقارن أمجادنا الفرعونية وماذا صنعنا بها.. أحيانا نهجر أوطاننا بحثاً عن حياة أفضل.. ألم يكن من الجميل أن نقيم في أوطاننا ودون الاغتراب مع الاحتفاظ بما نناله في بلاد الغربة؟

الناس مواقف يا أخي جورو.. إسرائيل هنا في الموقف ده تعرضت لامتحان وهو هل تنصف ابن بلدهم واللي على دينهم أم ينصفوا المظلوم وهنا هم أنصفوا المظلوم. هنا إسرائيل تجاوزت جذورها القبلية الرعوية مع أنهم في الأًصل مجموعة حفاة في البرية ولم يكن لهم أي مجد يشبه مجد حضارتنا الفرعونية مثلا. ومع ذلك تجاوزوا العقلية الأبوية التي تسود في الثقافات السامية وأنصفوا المظلوم. هم نجحوا في الامتحان. أنظر في المقابل لمأساة مثل مأساة العراق. يدخل المحتل العراقي ويفعل ما يفعل بالعراق وعندما تجد السنة والشيعة وهنا أصبح الشيعة في موقع الـ bad guy ولا يتردد المسلم عن انتهاك حرمة مقدسات الشيعة.. صدقني هذه أمور يقشعر لها بدني. صدقني لو لم يكن لي انتماء معين لصرت أول المتشيعين المدافعين عن حقوقهم في هذه المظالم. تقول لي لهم لطميات وما شابه. كل واحد حر يعبر عن عبادته بطريقته والعبادة تعبير شخصي. لكن تدنيس مقدساتهم والهجوم عليها دون وازع نفسي معين أو ضميري لهو أمر يهتز له عرش الكون بأسره بل وتتزحزح له المجرات ويؤذن بضياع الإنسانية.

3. أعرف أن فلسطين ليست أقلية وأعرف جيداً أن الشعب الفلسطيني تعرض لظلم يقشعر له الأبدان. أعرف هذا جيداً. لكن من أول من ظلم الفلسطينيين وهضم لهم حقوقهم؟ أؤكد لك أن الظلم في أغلب الأحوال يحدث من القادة الفلسطينيين الذين يسعون وراء بطونهم دون النظر لحال المساكين وإلا كيف تبرر أن ياسر عرفات أصبح بقدرة قادر بليونير أو ملتي بليونير وآلاف من الشعب الفلسطيني يعانون الأمرين إقتصاديا؟ في هذا الشأن لا أتحدث عن أحقية أو عدم أحقية ولكن عن تسجيل موقف تم إنصاف فيه المظلوم؛ وهو امتحان فشلنا فيه مع مرتبة الشرف كشعوب عربية.

يكفي يا أخي أن تنظر إلى ساحة فكر حر.. شيء مؤلم فعلا. هنا البندول يتأرجح من أقصى اليمين وإلى أقصى اليسار، ذهاباً وإيابا، وصار فريق ما ينعت فريق آخر بالخيانة والعمالة إلخ. هذا كل ما أتقنه العرب طوال هذه السنين! التخوين! النعت! هل من الممكن أن يحدث ما يحدث على الصعيد السياسي وبرغم هذا كله، يقابل السني الشيعي ويعانقه ويقول له: هم آثمون أما أنا وأنت فأخوان رغم أنوفهم، ولن يفرق وحدتنا شيء! هل نرى هذا تجاه مساجد الشيعة! ما أتحدث عنه تحديداً هو الامتحان والنجاح أو الرسوب فيه.

نهارك فل يا أمير.

:redrose: