اقتباس:هل من يرفض عودة 5 مليون لاجئ هو مثال الانسانية الذي يجب أن نقتضي به؟

عزيزي مواطن عالمي:

الرد على سؤالك بشكل تلقائي قطعا هو لا! ليسوا هم مثال الإنسانية. ولكن القضية معقدة جداً. القضية فيها أبعاد وأبعاد وإلا لماذا خلقت الأردن من العدم؟ هذه التقسيمات ما الهدف منها كان؟ لا أريد الدخول في مشروعية إسرائيل من عدمه لأني لا أتقن الحديث في هذه الأمور ولست ملم بها جيداً. لكني أتعاطف مع الطرفين: أتعاطف مع الطفل الشريد من فلسطين وأتعاطف مع الطفل اليمني اليهودي الذي كان من حقه أن يبحث عن وطن وهاجر في وقت قام فيه الفلسطيني بالبيع وقبض الثمن وأعطى الأرض فاشتراها عم صالح صادوق وهو قادم من اليمن.. بيع وشراء. نعم، هناك ظلم حدث في الموضوع ولكن هناك ناس باعوا الأرض وقبضوا الثمن مما سمح ليهودي يمني أن ينعم في موطن كان يحلم به وهو إسرائيل بعد سنين من التشرد والمحرقات.. أنا متعاطف مع الفلسطيني وفي الوقت ذاته متعاطف مع المضطهدين من اليهود.. لا آخذ صف العرب فقط. هذا شعوري. شعوري لا يقرر مصائر أمم ولكنه يبقى شعور شخصي. في الموقع هنا قالت زميلة وأخت يمنية مسلمة عزيزة عبارة بليغة تجلجل في أذني وهي: "أخي يقتل أخي" أي my brother is killing my brother. وأنا أنظر للموضوع برمته هكذا؛ الإنسان يقتل أخيه الإنسان في صراع حول أرض يتصدع غلافها الجوي وكل ما فيها ينبيء بعدم اتزان إيكولوجي ودمار ماحق للكرة الأرضية بأسرها. ألا نقدر أن نعيش معاً؟

بداية سؤالي كانت: هذه دولة صهيونية وأنصفت المظلوم؛ فماذا فعل أبناء الثقافة العربية في إنصاف المظلوم؟ باعتقادي هم نجحوا في الاختبار والعرب فشلوا وإلا فما تفسير حالات التطرف الديني البشعة السائدة في الشرق؟ يتم تقسيم الناس في الشرق على أساس ديني بحت وليس على أساس آخر.

تحياتي لك.(f)