وفي الأرض آيات
أكتشف حديثاً أن الأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً وعرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و150 كيلومتر طولاً و عرضاً ومن الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد، ويقسم الله سبحانه وتعالى:
وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (الطارق 12)
www.55a.net/alkwen.htm))
وقد جعلت هذه الصدوع في قيعان المحيطات وهذه الصدوع تندفع منها الصهارة الصخرية ذات الدرجات العالية التي تسجر البحر فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفىء جذوة هذه الحرارة الملتهبة ولا هذه الصهارة على ارتفاع درجة حرارتها ( أكثر من ألف درجة مئوية ) قادرة أن تبخر هذا الماء. فالحمم البركانية عادة ما تكون داكنة السواد، شديدة الحرارة، ودون اشتعال مباشر:
www.55a.net/alkwen.htm))
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ. إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (الطور 6، 7)
«سجر التنور» في اللغة: أي أوقد على الفرن حتى أحماه (دون اشتعال).
لذلك فإن كلمة المسجور هي أدق كلمة يمكن استخدامها هنا.
يقول الله تعالى في قرآنه الكريم:
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحديد 25).
قال المفسرون أن الحديد منزل من السماء، واستدلوا بالحديث المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنزل الله أربع بركات من السماء: الحديد، والنار، والماء، والملح».
يقول الدكتور «استروخ» وهو من أشهر علماء وكالة ناسا للفضاء:
«لقد أجرينا أبحاثاً كثيرة على معادن الأرض وأبحاثاً معمليه. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد فلكي يتحد يحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض.. ولا بد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض .. ولم يتكون فيها» . فلما ترجموا له معنى هذه الآية قال : «لا يمكن أن يكون هذا الكلام من كلام البشر».
إن الحديد، الذي هو أساس تكوين لب الأرض، هو أكثر العناصر انتشاراً في الأرض بشكل كلي (35%). إن معدني الحديد والنيكل يشكلان 98% من بعض النيازك التي تهوي إلى الأرض، و50% من بعضها الآخر. وقد عثر على هذه النيازك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أستراليا. وقد بلغت كمية الحديد المستخرجة منها عشرات الأطنان. والعجيب أن رقم سورة الحديد يوافق الرقم الذرّي لمعدن الحديد وهو 56 بينما يوافق رقم آية الحديد العدد الذرّي لمعدن الحديد وهو 26.
www.55a.net/alkwen))
تكوَّن البترول من النباتات والأشجار وبقايا الحيوانات منذ عصور سحيقة، فصارت هؤلاء الأشياء غثاءً أَحْوَى أى سائلاً أسودًا متماسكًا:
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى. فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (الأعلى 4، 5)
للرياح قيمة عظيمة فهى التى تحمل حبوب اللقاح إلى إناث النباتات. كما تلقح السحاب بذرات الغبار والبخار اللازم لنزول المطر:
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (الحِجْر 22)
اكتشف العلماء عدم اختلاط ماء البحر المالح بماء النهر العذب عندما يلتقيان فيما يعرف بظاهرة «التوتر السطحي»، وهى تجاذب جزيئات كل سائل على حِدَة فلا يختلط بسائل آخر في بداية تلاقيهما:
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ. بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (الرحمن 19، 20)
ولا تحسبن الموج يقتصر على سطح الماء. لقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن أعماق مياه الأنهار والبحار والمحيطات بها موج داخلي من فوقه موج السطح، وظلمات تحت السطح بعضها فوق بعض. فعند وصول الضوء إلى الماء يتوزع إلى ألوان الطيف السبعة. وكل لون له حد في اختراق سطح الماء. فاللون الأحمر يختفي بعد 10 أمتار فلا يمكن أن ترى أي شيء أحمر اللون، وتظلم الأشعة البرتقالية بعد 30 مترًا،، ولا نجد أثرًا للون الأصفر على بعد 50 مترًا، ثم ظلمة اللون الأخضر عند عمق 100 متر، ثم امتصاص اللون الأزرق بعد 200 متر. إنها ظلمات بعضها فوق بعض.
www.55a.net/alkwen.htm))
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (النــور 40)
خلق الله كل شيء بقدر ومقدار مضبوط. فلو زاد البوتاسيوم في أجسامنا أو نقص لأدى ذلك إلى اضطرابات يمكن تسجيلها بجهاز رسم القلب. (حامد الجوهرى. هذا خلق الله. دار التعاون. القاهرة 1993م. ص20)
ولو زاد الأكسجين في الهواء عن 21% لزادت فرصة الاشتعال واحترق كل شئ، ولو نقص عن ذلك لاختنق كل شيء:
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر 49)
وكل شئ نجده أزواجًا، ذكرًا وأنثى، موجبًا وسالبًا، حتى الذرة فإنها تتكون من البروتونات الموجبة والإلكترونات السالبة:
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (الذاريات 49، 50) (القرآن معجزة المعجزات، أحمد ديدات، ترجمة على عثمان، ص 37، 38)
وفي عالم الحشرات والحيوان نرى عجبًا، فالأسد يعامل زوجته بكل الوفاء، والقردة تمتاز بالترابط الأسري. واستطاع العلماء أن يضعوا أيديهم على بعض مفاتيح مفردات اللغات عند بعض الحيوانات سواء كانت هذه اللغة بالصوت أو بالإشارة أو بالحس:
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (الأنعام 38)
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (النمل 18)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ (الهدهد لسليمان) أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل 22)
عندما يقف الذباب على طعام ليتغذى عليه، يفرز مواد تمكنه من امتصاص أو لعق مركبات هذا الطعام التي تبدأ في التحلل إلى مواد بسيطة التركيب يسهل امتصاصها، لأن الذباب لا يملك جهاز هضمي معقد. فتدخل هذه المواد المهضومة خارج الجسم إلى الأنبوب الهضمي وقد تغيرت تغيرًا كليًا. لذا لا يمكن استرداد الطعام الأصلي بالمرة:
www.55a.net/alkwen))
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (الحـج 73)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم-:
"طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات أولاهنّ بالتراب".
"من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
إن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر و دور التراب هنا هو امتصاص الميكروب – بالالتصاق السطحي – من الإناء على سطح دقائقه. وثبت علميا أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم
وقد وجد الأطباء بيطريون مختصون أن تربية الكلاب والتعرض لفضلاتها ينقل ديدان طفيلية تعرف باسم "توكسوكارا كانيس" التي تسبب فقدان البصر و العمى. كما ينقل الكلب –إثر عضة أو تلوث جرح بلعابه- مرض داء الكيس المائية ومن أعراضه تكون كيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين.
تعيش أنثى العنكبوت حياة فردية في الأغلب الأعم لا يقطع ذلك سوى لحظات التزاوج الذي بعده تفترس الأنثى الذكر وتأكله، ولحظات فقس البيض الذي يشهد اقتتالا بين العناكب ذكورًا وإناثَا ومن يفلت من القتل والظروف المحيطة عليه أن يشق طريقه بنفسه. لذلك استخدم الله صيغة الإفراد في تسمية السورة فسماها سورة «العنكبوت» واستخدم نفس الصيغة في قوله كمثل العنكبوت اتخذ بيتا، على العكس من حديث الله عن النحل والنمل إذ استخدم صيغة الجمع فيهما. ويشهد بيت أنثى العنكبوت ضعفًا ماديًا كلنا يعرفه وضعفًا معنويًا لانعدام أواصر الرحمة والقربى فيه. ولكن خيوطه حريرية دقيقة جداً, يبلغ سمك الواحدة منها في المتوسط واحدًا من أربعة آلاف جزء من سمك شعرة رأس الإنسان, وهي على الرغم من دقتها الشديدة فهي أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، وتعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم «الفولاذ الحيوي» أو «الفولاذ البيولوجي» أو «البيوصلب»، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فيُمْكِنه حَمل طائرة "جامبو" بكل سهولة. قال تعالى:
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت 41)
فإذا خطونا إلى عالم النبات وجدناه أزواجًا شتى، ذكرًا وأنثى:
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (طه 53)
أما اللون الأخضر في النبات فهو المسئول الأول عن توليد الطاقة التي يتم بها الإيقاد إذ يتحول ثاني أكسيد الكربون والماء إلى سكر ونشا فتبني هذه المواد جذور الخلايا المتكونة من السليلوز واللجنين القابلين للإشتعال. وكل هذا بفضل الورق الأخضر الذى يمتص الطاقة الشمسية:
الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (يس 80) (جريدة «الرأى العام«. عدد 161 لسنة 1993م. ص6)
أما عالم الجماد فإياك أن تحسب أنه ميت. بل هو مكون من ذرات، وكل ذرة بها ألكترونات تدور حول نواتها. وهذا – كما يبدو لي – سر الطواف حول الكعبة. لقد قرر القرآن أن الذرة هى ميزان الأعمال يوم القيامة. كما قرر أن الله خلق ما هو أصغر منها كالبروتون مثلاً:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سبأ 3)
إن ما يحدث في الذرة يذكرنا بشعيرة الحج، حيث يطلب من المسلم أن يطوف حول البيت الحرام سبعة أشواط، في عكس عقارب الساعة بدءاً من الحجر الأسود وانتهاءً به. وهو نفس اتجاه الدوران الذي تتم به حركة الكون من أدق دقائقه (ألكترون الذرة الذي يدور حول نفسه وحول النواة في عكس إتجاه عقارب الساعة) إلى أكبر وحداته (الكواكب تدور حول الشمس، والمجموعة الشمسية تدور حول المجرة، والمجرات تدور حول مركز الكون، وكلٍّ في عكس إتجاه عقارب الساعة).
www.55a.net/alkwen.htm))