اخى الفاضل تروث :

تفضلت بالقول :
...........
اخي الكريم

يعني تريد منّي ان اتبع ما فعلته زينب ( بالمناسبة هذه اول مرّة اسمع بهذا الكلام ) لاحقا" وهو من الممكن ان يحمل تفسيرات كثيرة مثل لوعها وحزنها الشديد ( الله يعلم مقدار هذا الحزن ) ومن شدته انها تناست كلام اخيها ولا لوم عليها لهول مال رأته والمصاب الذي اصابها .وانا لا شك عندي ان هي فعلت هذا فانما فعلته مخالفة لوصية الحسين الفعلية .
ثم انت الان امامك طريقان طريق اوصى به الحسين وطريق قامت به زينب ( وانا اشك بصحته ) لكن العامة اختارت طريقا" غير ما اوصى به الحسين فعلا" .

الان لو خرج رجل دين شيعي وقال بعدم جواز ما يسمى شعائر عاشوراء ( البعض يسميها الشعائر الحسينية والحسين منها براء ) لكفّره العامة كائنا" من يكون .
.........
الجواب:
احسنت اخى الفاضل تروث فانك وفرت على الكثير من الشرح و وصلت الى ما اردت ان اشرحه .
يا عزيزى
هل تعتقد ان الدين يحجر على الانسان مشاعره الشخصية ؟؟؟؟؟
فيمنعه من الحزن او من الفرح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا يقول بذلك عاقل
الرسول الاعظم فى روايات سنية و شيعية صحيحة اعلن ان المسلم لا يكون مؤمنا ما لم يكن الرسول الاعظم احب اليه من نفسه و ماله و ولده و والديه و الناس اجمعين .
فان كان رسول الله احب الناس الى المسلم فمنطقيا يكون احب الناس الى الرسول الاعظم هو احب الناس الى المسلم .
فان تذكر الاب مقتل ابنه او الاخ مقتل اخيه فانه لابد ان يحزن و يجزع .
و الناس تعبر عن حزنها باشكال مختلفة
و من طبيعة الانسان و اقول الانسان اى انسان ان يضرب جبهته يعنى راسه او كفيه او يضرب بقبضته الطاولة او الجدار عندما يسمع او يتذكر فاجعة عظيمة لشخص يحبه بعمق .
و من هنا فكيف تبرر للسيدة زينب عليها السلام و لا تبرر للمؤمن المحب للرسول و اهل بيته حبا يفوق محبته لاخيه او ابنه او ابيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا اولا
اما ثانيا
فاننى اخبرتك اخى الفاضل
السيدة زينب عليها السلام هى الاولى باتباع الوصية ان كانت الوصية تعنى ذلك لانها تربت على يد الامام على عليه السلام و السيدة الزهراء ارواحنا لها الفداء سلام الله عليها
ثم انها لم تتفاجا سلام الله عليها بشهادة اخيها بل هى تعلم هذا الامر من روايات الرسول الاعظم و اخبار الامام على عليه السلام لها و اخبار امها فاطمة و كذلك اخبار الامام الحسين عليه السلام لها بهذا الامر
يعنى هى معدة و تربت منذ طفولتها لهذا اليوم التاريخى فى حياة اهل البيت عليهم السلام و الامة الاسلامية .
فلو ان الوصية تحمل امرا شرعيا كما تفضلت فانه من المستبعد بل غير الممكن ان تخالفها بناء على ما تقدم من توضيح لمدى استعدادها لهذا اليوم العظيم الكرب و البلاء.
و فى جميع الاحوال اخى الفاضل
لك الحق فى اتباع الاجتهاد الناهى عن هذا الفعل
و لكن ان تبين لك ان اخوانا لك فى الدين يفعلون ذلك ليس اتباعا للهوى انما لاجتهاد فعلينا ان نعذر بعضنا و لا داعى للتشنيع عليهم ان كانوا لا يؤذون بفعلهم انفسهم و غيرهم .

تقبل تحياتى الاخوية (f)

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار