زياد - نادي الفكر العربي
----------------------

في مصر و الأردن لا يوجد حزب الله و لا شيعة و هي أمثلة ممتازة لما تمثله عبارة الشرق الأوسط الجديد و للديموقراطية المطلوبة، و لعل الشكل العام للنظام السياسي-الاقتصادي هو النموذج المطلوب من الشرقيين و من الفريق الحاكم في لبنان.

الملامح العامة لهذا النموذج هو استقرار على الجبهات الخارجية و انضباط في الجبهة الداخلية، يقود إلى جذب الاستثمارات المسهلة من الهيكل السياسي المسيطر مما سيزيد النمو الاقتصادي، جميل جدا ! و سيرافق النمو الاقتصادي تضخم لكن ستكون هناك زيادة في الأجور لن تجاري ارتفاع الاسعار، و بالتالي سيزيد الفقير فقرا و سيزداد ربح المستثمر (محليا كان أم أجنبيا) مما يدفع مستثمرين أكبر للقدوم و القضاء على الأعمال الصغيرة و المتوسطة فبدلا من أن نذهب لدكانة أبو محمد سنذهب لكارفور على سبيل المثال و بدلا من ان نشتري منزلا من شركة سليم سلامة للإسكان سنتجه لشركة تعمير، و في ظل هذه التنافسية ستضمحل الطبقة الوسطى ليفقر منها الكثير و يركب القليل سيارت فارهة.

هذا ليس سيئا بالمطلق و ليس شيطانيا لأن الولايات المتحدة مهتمة بمثل هذه النماذج، المشكلة في النظام السياسي "المسهل" لذلك ، في الغرب و إلى حد ما ما يحمي الرأسمالية هي الديموقراطية ، و جدلية الديموقراطية - الرأسمالية مهمة جدا في دفع عجلة الاقتصاد مع قليل مما يسمى "بالشحمة" التي تسهل دوران العجلة و ما هذه الشحمة إلا الفساد.

و إن كانت في الغرب مجرد شحمة فهي عندنا النظام ذاته الذي سعى وراء الإنقلاب ، و لا مانع لدى القوي سواء من إدارة أمريكية أو شركات كبرى من إفادة هذا النظام لدفع العجلة للإمام ، و ذلك لن ينتج عنه سوى دعمة لطبقة سياسية تدعم التحرر الاقتصادي على حساب الحريات ، و تفعل أدوات التحرير من خصصة و تشجيع استثمار و قوانين على حساب الأدوات الديموقراطية و المدنية كالمجالس النيابية و النقابات و مؤسسات المجتمع المدني ، التي سيكون وجودها مطلوبا ليس للمشاركة بل وجودا إعلاميا مبهرجا يشجع رأسالمال على دخول هذه الديموقراطيات بتسهيل و مباركة من النظام السياسي المستفيد بشكل مباشر، لكن ليس بطريقة الفساد السوفيتية الموجودة في سوريا بل بطريقة الشحمة المسهلة.

الضمانة هي التشارك، لا أدري عن مصر بشكل دقيق، لكن للأسف ليس لدينا في الأردن تعددية سياسية بالمفهوم العملي و لا حتى حزب حاكم تأتي الحكومات من صالونات سياسية معروفة و تتنافس في تشحيم العجلة الاقتصادية و مجلس النواب ليس إلا شريكا لا يريد إلا التسهيل لقواعده الانتخابية لغاية إعادة انتخابه و حتى المعارضة الممثلة بجبهة العمل الإسلامي بشكل أسياسي و بأحزاب يسارية مضمحلة لا تشكل بعدا سياسيا ، و ليس لديها ملامح سياسية واضحة.

أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم و يا فوز المستغفرين