الاخ طنطاوي
لست في مجال جدل مذهبي صدقني
صاحب الموضوع سأل سؤالا يقارب فيه ما يحصل على الساحة اللبنانية
وما اردت بيانه بصراحة هو ان قسم كبير من المثقفين العرب سواء كان مؤمنا او ملحدا او لا ادريا يعاني من ازمة في قراءة اي حدث حتى لو كان معاصرا وواضحا
عندها تصبح قراءة التاريخ مهمة اصعب بحجة عدم الخبرة وتعليلات اخرى سببها التعصب الاعمى
لان من لا يستطيع ان يقرأ تاريخه لا يستطيع ان يقرأ حاضره وبالتالي لا يستطيع ان يكوّن رؤية لمستقبله بناء على ماضيه وحاضره
ليس الموضوع ذكر اسماء في حادثة محاولة قتل الرسول بقدر ما تثيره هذه القضية من تساؤلات ملحة .
القضية شبه مجمع على ثبوتها وفيها قرآن يتلى ومع ذلك يتم تشويهها وكأنها لا علاقة لها بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
فأي حاكم محبوب في الدنيا حين يتعرض لمحاولة اغتيال يقوم اتباعه بشرح القضية وتفسير ما يجري واستنكاره اشد الاستنكار
ولكن ما جرى مع رسول الله يتم تشويهه من المسلمين بشكل كبير وبدون استنكار وبدون ردة فعل طبيعية في مثل هكذا موضوع .
فلصالح من هذا ؟
ولماذا يتم هذا التشويه لقضية خطيرة وهي محاولة اكثر من اثنا عشر نفرا من المسلمين يسميهم التاريخ صحابة حاولوا قتل النبي وبقوا دون محاسبة لما بعد وفاته صلى الله عليه وآله ؟
هناك أسئلة خطيرة في الموضوع لا يوقفها الشك أو عدم الشك بأسماء معينة إنما تثير على من استلم الحكم وكانت يده مبسوطة مشكلة لعدم الاعتناء بهذه الحادثة بالذات. واستمرار التعتيم الى يومنا هذا. وأسئلة خطيرة كثيرة يتوقف عليها الاعتقاد والتلقي الايديولجي
فنفس السكوت عن هذه الجريمة جريمة بحد ذاتها . واحتمال بقاء المعتدين على رسول الله بين الصحابة وعدم معرفتهم أمر في غاية الخطورة ايضا .
وهل يغيب عن الذهن بأن من قام بمثل ذلك العمل بتجميع أكثر من عشرة انفار لاغتيال النبي يعني انهم من أهل الهمة والطلب للسلطة والقوة وهذا يعني أنهم ليسوا من المغمورين وضعيفي الهمة من الصحابة، والتساؤلات تجر بعضها .

خلاصة المسألة
عندما تنعدم القابلية لقراءة عادلة ومحايدة للتاريخ يصبح من الصعب جدا ان نحكم على الامور المعاصرة