اقتباس:  رحمة العاملي   كتب/كتبت  
الاخ الكريم خالد  
انا لا اناقش بما ذهبت اليه ولا اريد ان ادخل بهذه التفاصيل على طريقة ان قلت قلنا  
هذه طريقة عف عليها الزمن وثبت عقمها ولا تقنع بل تزيد الفرقة وتعمق الجرح  

يا اخي هناك مشكلة في منهج فهم الاحداث التاريخية وتحليلها  
وانا شخصيا لا اؤمن بأن اسقاط الرأي على الوقائع يصححها  
بل لا بد من بذل اقصى درجات التقصي لمقاربة الحقائق الواقعية بزمانها ومكانها قبل ابداء الرأي والتعصب لقول المذاهب ابتداءا  

لان ابراء الذمة في الواقائع التاريخية اولى من ابراء الذمة في روايات العبادات والمعاملات لان الاول هو الاصل الذي يحدد الاطمئنان الى سلامة التلقي وصدق المتلقى عنهم  
لهذا الوقائع التاريخية للاسلام  ليست مسألة انتقائية او تشطيرية بحيث نبرز حدثا ما بعزله عما قبله او بعده او نغض النظر عن حوادث كان لها اثر على حياتنا المعاصرة بحجة تطهير السنتنا عن الخوض فيما طهر من اسنتنا  

عزيزي رحمة،

لست ممن يقول أن نطهر ألسنتنا من تبيين الفتنة، بل إني قد أشعلت موضوعا كاملا في منتدى آخر في البحث في فتنة الدار ومقتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه.

وأنا حين أقول بعدالة الصحابة كمجموع وأفراد، وحين آخذ برأيهم كمجموع كمصدر للوحي (ينبغي أن يوافق الأربعة المعدودين معصومين عندكم ليسمى إجماع)، حين أقول بذلك فلا أنفي أبدا أن آحاد الصحابة يخطئون ويعصون الله من حين لآخر لأنهم بشر.

وأنا حين أنظر إلى أنهم يخطؤون، فذلك يشمل الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ويشمل أهل البيت من زوجات وبنات وحفدة وأعمام وعمات وبنو عم وعصبة، ويشمل سائر العشرة وباقي المهاجرين والأنصار.

وحين أنظر بعين الناقد إلى خلافة أبي بكروعمر وأعرف الأخطاء التي وقعت فيها سواء منه أو عليه، لأتجنبها، أنظر بنفس العين إلى خلافة عثمان وعلي، وأبحث عن أخطاء الخليفتين لكي لا نقع فيهما من جديد، وأنظر بنفس العين إلى ثورتي الحسين وابن الزبير، لأعرف فيم فشلت الأولى وكادت الثانية أن تنجح ثم فشلت، ثم أنظر إلى معركة الجمل وصفين بنفس العين الناقدة لأنظر هل كان من الممكن تفادي أي من المعركتين؟ وهل كان هناك طريق يستطيع البعيد المشرف أن يراه خير من القريب الملتصق، لعله كان يجنبنا الحرب التي فرقت ذات بيننا؟

لكني أحدوك وأنت ناقد للقوم أن تنقدهم كلهم بنفس المعيار، فلا تنظر بعين إلى علي وأخرى إلى غيره، ذلك أن موضوع إمامته لاحق وليس سابق، ومثبت بغيره لا ثابت بنفسه.