في البداية تحية إلى العزيز على القلب و العقل "بهاء" على حضوره الجميل هنا وهو من دفعني إلى أن كتب تلك المداخلة بعدما تركتها منذ انهيارها وهروب نخبتها (f)

هناك قصة قرأتها منذ زمن طويل لكاتب أمريكي على ما أتذكر تسمى " هدايا الرب" كانت تتكلم بأسلوب أكثر من رائع عن رعاع أوربا في العصر الوسيط وهم يحجون إلى القدس ، كي يحصلوا على شهادة ضمان بدخول الملكوت السماوي .

صراحة الأمر لا يختلف عن حالة المسلمين اليوم الذين تحاصرهم المتاعب والمشاكل الاقتصادية وخاصة لو عرفنا حسب الإحصائيات الأخيرة أن أكثر من 60% من الحجاج هم من الأميين ، أصحاب الدخول المحدودة ، وعلى بينة أن المصريين يهدرون أكثر من (سبعة مليارات) حسب إحصائية لصحيفة "صوت الأمة" منذ عامين !هذا بالطبع أضر الاقتصاد المصري وأدي لرفع سعر الريال السعودي وأذل الجنية المصري وهو ما لم يحدث قبل ذلك ، ولكنه حدث بفضل حجاج الكعبة ويزيد على ذلك أن هذه الأموال لا تذهب إلى كلها في سبيل "رب الكعبة" بل تذهب غالبيتها إلى الحكومة "السعودية " وما يتبقى يذهب شركات السياحة وبائعي التأشيرات .

الحج لمكة بيزنس وبحث عن شهادة غفران وهمية ، وهناك "بيت قصيد " في قصة (هدايا الرب).

أنا ذاهب إلى الفردوس الاورشليمي ، كما أرشدني الأب ، يا فرحتي من مقربتي للرب ، فيرد "العاقل" يا حسرتي من عقول أبعدتها الضلالة عن الحق


وكل سنة و "المقة"* عامرة بحجاج القرون الوسطى.

(المقة) هو إله القمر( السبأي )التي كانت تجري به طقوس عبادات الخصب الذي تحول إلى مكة.