عزيزي جعفر علي،

أعتقد أنك ذكرت كل ما هو مفهوم ومعروف. يعني نجد للسنيورة وسعد الحريري الأعذار لأنهم يصدّون اللعبة الإيرانية في لبنان ولو كانوا يعزفون نغما يطرب آذان كوندي وبولتون وأولمرت.

حسنا، سعد الحريري والسنيورة جماعة براغماتية وليسوا "شركاء" في مشروع الشرق الأوسط الجديد. ما بال المملكة وباقي الممالك والمشيخات في المنطقة؟ من أين انطلقت قوات الغزو الأمريكية الى العراق؟ من هم عرّابي المشروع الأمريكو-صهيوني في المنطقة. من هم أولي نعمة سعد الحريري والسنيورة؟

أقسم بالله - وأتحدث عن نفسي - أننا فقدنا البوصلة تماما وأصابنا العمى فلم نعد نستطيع أن نرى شيئا بسبب تشابك المكر والمكر المضاد، والطائفية والطائفية المضادة، والإعلام والإعلام المضاد. لم يعد لدينا ما نلتمس ونحن نسير في هذه الظلمة كالعميان سوى الثوابت. لكن حتى هذه كما يبدو اصبحت سرابا.

أحيلك الى كلام الدكتور فتحي يكن وهو يشرح موقفه. وأحيلك أيضا الى موقف الجماعة الإسلامية التي تصر على البقاء على مسافة ساعد أو أكثر من قرطة 14 آذار. وأحيلك الى موقف الدكتور سليم الحص وكثير من القوميين السنة.

كلهم هؤلاء عملاء لإيران وسوريا؟ كل هؤلاء يؤيدون قيام هلالا شيعيا أو جمهوري إسلامي في لبنان؟ أم أنهم جميعا مغفلون؟

لم اقل يوما أن ايران لا تلعب لعبتها في العراق كما لعبتها في افغانستان. ولا أظن أحد منا غافل عن علاقات حزب الله بإيران وأمل بسوريا. لكننا لن نرمي الطفل مع ماء المخاض بمعنى أننا سنتفق معهم على أمور ونختلف معهم في أمور. أما بالنسبة للعراق فالمشروع الأمريكي فشل ليس بوساطة العاهل السعودية ووساطاته وسياساته الحكيمة، ولكن بسواعد المقاومين.

من حيث أقف، موقفنا من المقاومة اللبنانية هو موقفنا ذاته من المقاومة العراقية .. هو موقف متناسق مع ذاته ومع قيمه الثابتة في زمن الضباب.

تحياتي لك (f)