الطرفين كان عندهم اهدف من الوحدة اهم من الوحدة ذاتها..
ولذلك فشلت الوحدة لأنها لم تكن هدفا في حد ذاته..

السوريون كانوا يريدون الاستقواء بدولة كبيرة كمصر وبنظام كنظام ناصر ولكن بشرط ان لا يخسروا ليرة واحدة..
والمصريون كانوا يريدون الاستفادة الكاملة من سوريا ايضا..

الوحدة تمت بتدبير من ضباط الجيش لأهداف لها علاقة بالتهديدات التي كانت تتعرض لها سوريا من طرف تركيا وامريكا..

والانفصال كان مدعوما من طبقة البرجوازية لتجار الشام..وهي نفس الطبقة التي دعمت حافظ الأسد فيما بعد فيما سمي بالحركة التصحيحية او تحت اسم ثورة سوق الحميدية..
وحافظ الأسد لم يكن لا اكثر ديمقراطية من ناصر بل كان اكثر بطشا وانهار الاقتصاد في عهده اكثر بكثير مما حصل ايام الوحدة..

وهؤلاء هم نفسهم هؤلاء بالضبط..

والذين وقعوا على ميثاق الوحدة هم نفسهم من وقع على الانفصال..مثل اكرم الحوراني الذي ظن نفسه يصبح رجل عبدالناصر في سوريا بعد الوحدة ولما خاب ظنه اصبح مع الانقلاب..

يعني لا الوحدة ولا الانفصال تمت برغبة الشعب..والموضوع كله مصالح فردية..

اما في الناحية الأخرى فناصر وضع شروطه قبل الوحدة والخاصة بحل الأحزاب ولكنه اخطأ حين ظن سوريا كمصر من الناحية الاقتصادية..كما اخطأ حين سلم حشاش مثل عبدالحكيم عامر المسؤولية في سوريا..

لو كان عبدالناصر ارضى طبقة تجار دمشق بالذات كما فعل الأسد لربما ما كان حصل الانفصال..ولكنه كان بذلك سيخالف خطه وطريقته في مصر..