أنا لاأعلم ماالذي أدخل الملابس الداخلية لوفاء سلطان في الموضوع ورغم كراهيتي للوعظ والوعاظ والمواعظ فسأضطر أسفا أن أقول عيب ياطنطاوي ماكتبته

وفاء سلطان تتميز عن كثير من الليبراليين والعلمانيين بالصراحة والقدرة علي قول ماتعتقده بدون مواربة بعكس شخص مثل فرج فودة مثلا الذي ظل يحاور الإسلاميين من منطلق أنه مسلم لكن ذو رؤية مختلفة لنصوص القرأن والسنة وأحداث التاريخ وطبعا مستحيل أن تصل لشئ مع عبدة النصوص وكل هذا التنازل لم يغفر له وإهدر دمه أما وفاء سلطان فقد أعلنتها من البداية أنها ترفض تلك النصوص رفضا كلياوبالتالي أفقدت الإسلاميين السلاح الوحيد الذي يجيدوا إستخدامه ولذلك تجد في كل مرة تدخل في حوار مع أحدهم تخرج منتصرة

طيب ماإسرائيل رحبت بالفتوي التاريخيةلإبن جبرين بخصوص حزب الله كما يرحب الصهاينة اليوم بوفاء سلطان وليس معني ذلك أنها منهم ولكنهم وجدوا فرصة أتاحها لهم غباء المسلمين وإنغلاقهم فأنتهزوها ولاأعلم كثيرا عن إرتباطات وفاء سلطان لكن الموضوع مشابه للكثير من العلمانيين العرب الذين أنتقدوا الإسلام فحاول بعض الطائفيين إستخدام تلك الكتابات لأغراض طائفية

أنا لاأنكر وجود حدة في كلامها أعتقد إنه نابع من تجربة شخصية مؤلمة كما أني بالفعل لم أتفق معها مثلا في موضوع أنصر أخاك ظالما أم مظلوما لكن الإختلاف معها في بعض النقاط لايعني رفضها كلية فأنا نوع من البشر لايعتنق نظرية ياأبيض ياأسود ومن الممكن بالنسبة لي أن أوافق شخص علي مجمل أفكاره بالرغم من إختلافي معه في بعض النقاط كما أن جرأة وفاء سلطان ليست من وراء شاشة الكومبيوتر ولكن علي شاشات التلفزيون ويجب أيضا ألا ننسي أن مانعيشه هو أوضاع غير طبيعية الأمر الذي يستدعي ظهور شخصيات غير تقليدية فعندما يتكلم ملحد غربي اليوم عن المسيحية يتكلم بهدوء عادة لزوال سلطة الكنيسة ورغم هذا تجد بعضهم في منتهي الحدة لليوم فمابالك بشخص ملحد قادم من مجتمع يفطر ويتغذي ويتعشي دين ولنا في نيتشه أسوة حسنة عندما قال ـ كل هذه الأجراس تدق من أجل لحظة حب حدثت من ألفي عام ـ أو كما جاء في الأثر ـ عندما أمسك بالإنجيل أحتاج إلي قفازات حتي لاتتسخ يدي ـ علي العموم وفاء سلطان شخصية غير موجودة بكثرة في الإعلام العربي مقابل طوفان الشيوخ والدعاة الذين يطاردوننا ليل نهار وتستحق التشجيع وليس تكسير مجاديفها وأنا كصوت صارخ في البرية الحق أقول لكم أعدوا طرق وفاء سلطان مستقيمة

وبالمناسبة بقي في فرق كبير بين شخص يكتب علي النت بإسم وهمي كنيوترال وشخص يظهر علي شاشة التلفزيون أو يصدر كتاب يحمل إسمه الحقيقي ففي حالة نيوترال الإنترنتي فنيوترال لايتحمل أي مسئولية قانونية عما يقوله وبيتعامل مع النت علي إنه قهوة بلدي أو بار أو كأنه قاعد علي البلاج بمايوه وقزازة بيرة وسيجارة ومايقوله لايحمل دائما طابع جدي لأنه مش ناقص وجع دماغ ويعتمد في المقام الأول علي حالته النفسية ومزاجه الشخصي ـ يعني مش عاجبني التطبير أجي ألطش في علي نور, زهقت من معجزات القديسين أمسك أبانوب أنفضه, قرفت من غباوة السنة هما زي الهم علي القلب هنا أشوفلي واحد منهم أوضبه , قرفان من حكيم الغبرة أطنشه وماأردش علي شتيمته علشان أحرق دمه:9: وهكذا دواليك لكن هل نيوترال بالفعل هكذا في الحياة اليومية? بالطبع لأ وإلا كان أتخرب بيتي ولعلمكم بقي أنا في الحياة الواقعية مستحيل أشتم حد وكل الشتيمة التي أمارسها ضد الأخرين تحدث أثناء قيادتي للسيارة بمفردي وغالبا تكون علي شكل شتائم بالعربية للسائقين الأخرين في حالة إرتكابهم حماقات ضدي وكون الشتائم بالعربية في أمريكا بيحقق غرضين أولهم علشان أشفي غليلي من مرتكب الحماقة لأن الشتائم الأمريكاني ماسخة وليس لها نكهة يعني إيه تقول لواحد فك يو سن أوف أبتش شغل فرافير الشتايم دي, إنما لما تقوله علي سبيل المثال يابن الشرموطة الشين مع الطاء وقوة اللفظ وجزالته بتعمل علي تهدئتك وإمتصاص غضبك هذا بالإضافة للإمكانيات اللامتناهية للشتائم بالعربية فبالإضافة للشتائم التقليدية المعروفة هناك الشتائم المركبة مثل يحرق تلاتة كس دين أمك وهنا أستخدم الشاعر ـ اللي هو سعادتي ـ الشتيمة المعروفة كس أمك وخلطها بسب الدين في تشكيل لغوي جميل مما يحدث أثرا طيبا علي نفس السامع:10: والأهم من ذلك إن مرتكب الحماقة لايفهم ماأقوله وبيفتكرني مجنون وببرطم وبالتالي لايتطور الأمر للتشابك بالأيدي وتهريج الخدامين الذي أرفضه تماما وزيادة في العلم فحتي لو الشخص الذي أمامي يستخدم كلمات نابية بشكل مستمر في الحوار كعادة الصنايعية الأمريكان يحشروا كلمةfuck
بين كل كلمة والتانية لاأجاريهم في هذا للحفاظ علي الحاجز النفسي بيني وبينهم والحالة الوحيدة التي أتكلم فيها بحرية ودون تحفظ مع أصدقاء محدودين جدا لايتجاوزوا الإثنين أصدقائي من أيام الكلية ويشترط عدم وجود أي شخص أخر معنا أثناء الحوار وفي حالة قدوم شخص دخيل ينقلب الحوار 180 درجة من مسخرة وقلة أدب إلي حوار بين إتنين أطباء محترمين وأبدأ في إستخدام الأكلشيهات المعتادة زي حضرتك وسعادتك وبعد أذنك لحين زوال الخطر
وبالتالي لو قدر لنيوترال أن يظهر علي شاشة التلفزيون ستجدوا شخص في منتهي الشياكة والأناقة ومن غير كرافتة إلا في الشديد القوي قاعد حاطط رجل علي رجل في وش المذيع علشان يوري المشاهدين جزمته أم 800 دولار اللي لسه شاريها من الشارع الخامس بمانهاتن ـ ياخسارة المشاهدين مش هيقدروا يشموا البرفان ـ وبيتكلم بمنتهي الأدب والعقلانية

نييجي بقي لموضوع الزميل إبراهيم والمسيح عبيط القرية';
في أكثر من طريقة علشان الواحد يقول اللي هو عايزه منها إن الواحد يقلع برقع الحياء تماما زي ماأنا بعمل علي النت ولكنه ممكن أن يقول نفس الشئ بأسلوب مختلف إذا كانت الوسيلة المستخدمة أكثر تقليدية كالكتاب أو التلفزيون والموضوع مش نفاق ولا أوجه متعددة ولكن علي رأي المثل لكل مقام مقال وفي فرق بين أن يتكلم الشخص مع أصدقاء مقربين وبين حديثه مع زملاء في العمل أو مرؤوسين له وفي فرق عندما يتكلم الشخص مع أستاذ جامعي وبين أن تحدث ميكانيكي ومصطلح عبيط القرية مصطلح قعدات خاصة ـ وهو بالمناسبة مستوحي من فيلم الهلفوت وشخصية عرفة مشاوير التي أداها عادل إمام ـ لكن لاتتوقع أن يذكره إرنست رينان في كتاب يحمل إسمه

أحد أعراض العمي الطائفي المنتشر حاليا هو الحديث عن محمد كبدوي أمي جاهل كما لو كان يسوع خريج جامعات هارفارد وييل وكان يقود سيارته اللامبرجيني علي الطرقات السريعة في أورشليم وحقيقة الأمر إن الحال من بعضه بل لاأبالغ إذا قلت أن محمد كان أكثر ذكاءا وحكمة من يسوع ففي الوقت الذي أنتهت فيه حياة يسوع نهاية مأساوية بسبب طيشه ومهاجمته للصيارفة وإخلاله بالأمن في عيد الفصح أستطاع محمد أن يناور قريش وأن يهرب في اللحظة المناسبة حتي يستطيع أن يقاتلهم في يوم أخر يكون فيه أكثر إستعدادا وقوة وهو ماحدث بعد ذلك بالفعل ومات محمد وهو منتصر بعكس زميله يسوع أما صناعة أسطورة المسيح بعد موته المأساوي فلادخل له فيه وهي مشابهة لطريقة صناعة أسطورة حول ولي من أولياء الله بإحدي قري صعيد مصر وإقامة ضريح علي قبره بعد وفاته والمسؤل عن ذلك هو بولس الرسول وليس يسوع
ولكن لو إفترضنا من الأساس أن يسوع شخصية تاريخية حقيقية ـ حتي لاتنسي الجدل الدائر حول تلك النقطة ـ وبعد حذف كل المعجزات والخوارق اللامعقولة من سيرته التي وصلت لنا لأنه حتي لو سلمنا بوجوده التاريخي فتلك الأشياء مستحيلة الحدوث وهي من صنع كتبة الأناجيل ـ الحمل بلادنس ، قيامته من بين الأموات ، ظهوره للتلاميذ وبولس الرسول بعد ذلك ، شفاؤه للمرضي إلخ إلخ إلخ ـفماذا يتبقي من يسوع المسيح:?:

مجرد طفل يهودي ولد في بيئة متخلفة مشكوك في نسبه وينتمي لأسرة فقيرة في مكان يقع تحت الإحتلال الروماني ويحلم أهله بالخلاص منهم علي يد المخلص القادم ولايوجد مايوحي بأنه علي درجة من التعليم أو أتقن حرفة ليتعيش منها ولكن ظل هائما علي وجهه بين قري فلسطين يبشر بقدوم الملكوت تماما كما كان أحمد بدير ـ عبيط قرية أخر من مسلسل مصري صعيدي ـ كان يردد عبارة هراس جاي هراس جاي علي إعتبار أن هراس هو المخلص المنتظر للقرية وللعلم لم يكن هو الوحيد الذي يفعل ذلك ولكن طبقا لأحد المقالات التي قرأتها من فترة كان كثيرين غيره في نفس الفترة يدعون أنهم المسيا المنتظر ويحدث ذلك لليوم في إسرائيل ـ زي مافي مصر كل شوية يقولك القبض علي مدعي للنبوة في الجرائد ـ كما لم يعرف عنه إهتمام بالحركة النسائية والدخول في حوارات من النوع الحميمي معهم رغم سنه ثم تأتي لحظة الذروة في حياته وهي الموعظة علي الجبل والتي إن كانت حدثت فأنا متأكد أنه لم يسمعها سوي أفراد يعدوا علي أصابع اليد وكانوا قاعدين يفلوا القمل من راس بعض ولايحفروا في الأرض يشوفوا دودة ولا حاجة ياكلوها ـ ماهو بعيد عنك ياعم إبراهيم العيشة من 2000 سنة كانت تقصر العمر ولافي بيتزا ديلفري ولا 800 1 ولاجاكوزي يعني من الأخر عيشة ولامؤاخذة خرا ـ ماذا قال فيها?

أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي الذين يسيئون أليكم إلخ إلخ إلخ كلام جميل وراقي رغم عدم واقعيته ولكن القضية كالتالي
لو لقيت واحد هومليس ياأستاذ إبراهيم في الشارع ولقيته بيقولك أنا مبحبش العربيات البورش هتقوله إيه:?:
الرد المنطقي إنك تقوله هو أنت لاقي تاكل علشان تفكر من أساسه في العربيات ناهيك عن البورش وهذا بالظبط مافعله يسوع فهو شخص ليس لديه لا سلطة ولانفوذ ولاقوة من أي نوع ـ بإختصار لاشئ علي الإطلاق ـ يحدثك عن التسامح والرحمة مع الأعداء
وهل يستطيع يسوع أن يكون غير ذلك:what:
التسامح الحقيقي بيظهر في مواطن القوة وعندما يملك الشخص ويستطيع أن يكون غير متسامح إن أراد ولكنه يتسامح أما تسامح شخص زي اللي كان طالع مع محمد صبحي بالمسرحية وعمال يقوله كل شوية متقدرش فده ليس إسمه تسامح وإذا أردت أن تسميه تسامح فهو تسامح غصب عنه مش بمزاجه والواضح لي أنه نتيجة للطريقة الوحشية التي تعامل بها العقيد بيلاطس مع يسوع ـ غالبا بيلاطس كان منفسن وواقع تحت ضغط شديد بسبب واجبه في الحفاظ علي الأمن أثناء الأعياد وحظ يسوع العاثر أوقعه في يده بعد إخلاله بالأمن وإعتدائه علي الصيارفة فبيلاطس قال لنفسه أنا أعمل منه عبرة علشان بعد كده كل واحد يحترم نفسه ويقعد مؤدب ـ أكسبته تعاطف العامة والدهماء وبدأت الأسطورة تنمو بمرور الوقت ككرة الثلج حتي يومنا هذا حيث نجد الزميل قطقط ينتظر عودة هراس بعد 2000 سنة من رحيله