كل عام وانت بخير أخي شيعي للأبد.


توزيع الوطنيات الذي يمارسه أعضاء النادي هو إنعكاس للواقع الحي الذي يعيشه الشارع العربي..

تجد أحد الزملاء الفتحاويين الذين كان زعيمهم يبوس الإسرائيلي بوساً منقطع النظير يوزع الوطنيات ويساوم بها العراقيين، يفعل هذا وهو يكتب على الكيبورد بيده، وباليد الأخرى يتناوب الإمساك بعلبة كولا ومنقوشة زعتر .. وقد يستمع في الأثناء لتعليلة العيد... ولا يخجل..

هذا الواقع يعيشه مصري وأردني وفلسطيني وحتى من المغرب العربي .. زملاء في هذا النادي كلا منهم يريد أن يفرض أجندته الخاصة على العراقيين ويريد أن يتدخل في شؤونهم .. ولو قلت له إن وطنك مستعمرة أمريكية وأن حكامه أدوات لدى الأمريكي .. تكرّ ساعة يُطلب منها الكرّ وتفرّ ساعة يطلب منه الفرّ لأجابك أنّ هذه سياسة، وأنّ حكّامه لم يتجاوزا أن مارسوا أمراً تمارسه كل الديمقراطيات في العالم؟، جتك خيبة؟ ..إذن هذه حكومة العراق وهذا شعب العراق فُرض عليه هذا الواقع ورأى أن يتعامل معه بأجندته الخاصة؟

توزيع الوطنيات على العراقيين وما يجب أن يفعلوه ليس حكراً على الجراثيم التي تعرفها أو نعرفها جميعاً، مع الأسف حتى بعض الإخوة الشيعة يمارس هذا اللون من الظلم ..

خذ مثلا كنا قبل أشهر عند أحد باعة الكتب العراقيين مقابل الحضرة الزينبية عليها السلام، تعارفنا وتبادلنا أرقام الهواتف، وفي الأثناء التي كنا نتحادث عن الأوضاع في العراق، باغت واحد منا البائعَ بسؤال: لماذا لا تحاربون الأمريكان وتقاتلوهم..؟
فأجابه البائع سائلا:
ذكّرني أين تعمل أيها الأخ؟
أجبناه:
إنه يعمل في شركة أمريكية - خليجية ، وبإدارة أمريكية، وعلى مقربة من محل إقامته يرفرف علم القنصلية الأمريكية كأحلى ما تكون الرفرفة..!

إكتفى البائع بعرض إبتسامة ساخرة...


والله مساكين أهل العراق ... يأتيهم الأذى من الأخ العربي قبل أن يأتيهم من المحتل الأمريكي ... وطامتهم الكبرى أنهم محاطون في الجوار بتكتلات بشرية تعيش في الظلام وترقص طرباً على أنغام الموسيقى الطائفية والعنصرية الذي يلبيه لهم إعلام البترودولار...