أي نقطة يا زميل تريد إن تتحدث عنها ، وتريد ان ترد عليها ، وهنا وفي هذا الشريط ؟! .. لماذا تصر - بمكابرة وعناد مضحك - ان تكون غير موضوعي وغير نزيه ، وتريد ان تحاسبني على مواقف السعودية الرسمية والحكومية ؟! ، لماذا لا تنظر لي كبريق ، يعبر عن رأيه بتجرد ؟.. لماذا تصر على وضعي في قالب معين وفي تصنيف معين يدل كم أنت متحامل ، وعدواني ؟.

هذه النقطة يا طنطاوي ، وهي مواقف السعودية الحكومية والرسمية لست ملزما بالدفاع عنها والتبرير لها أمامك فانا ببساطة لست فهد بن عبدالعزيز او سعود الفيصل ، انا بريق مجرد فقط ، إن كان لك عتب أو ملاحظات او انتقادات على مواقف الحكومة السعودية الرسمية والحكومية عليك إن توجهها للمعنيين بها القادرين على أجابتك على هذه الملاحظات ، وعليك إن تأخذ في بالك – كما وضحت لك سابقا - إن موقف بلدك مصر لا يختلف كثيرا عن الموقف الرسمي السعودي منذ غزو الكويت وحتى الآن ، وان العراق وصدام كان يطلق لفظ الخونة ، والعملاء على مصر ، فهل كانت مصر هي (الخونة الكبار) ؟! .. لكن يا زميلي لن أحاسبك على موقف بلدك الرسمي فانا لو فعلت ذلك فسوف اظهر بمظهر الغبي ، أو غير الموضوعي في اوهن وصف !.

انا يا زميلي ، بريق ، وعليك إن تتجرد من أي مفهوم مسبق ، وتعاملني بهذا التجرد ، كبريق يعبر عن وجهة نظره ، وعن رأيه ، فلا تستشرف علي بالقول إن السعودية فعلت كذا وكذا ، فانا لست سعود الفيصل ، وان كنت لم ترى أحدا من السعودية يتحدث بتجرد ، فعليك إن تتعود علي !.

لكن استوقفني تعميمك و قولك انه لم يظهر سعوديا يعارض غزو العراق !.. وهذا قول مضحك ، ويدل انك غير متابع ، أو انك متحامل بغباء ، أتعلم إن المجموعة الإرهابية التي فجرت في الرياض في عام 2003 كانت تتذرع لعملها بالقول إن السعودية شاركت في الحرب ضد العراق ، هذا موقف تعبير بالفعل والعمل ، وليس بالقول ، وعليك ان تقيس في ذلك بقية الاراء الأخف وقعا – أي بالقول والتعبير - من هذا العمل الإرهابي ..


أن النقد الموضوعي الذي أطالبك به ، هو ما حاولت أنت إن تتلمسه في توجيهك لملاحظتين لما كتبت أعلاه ، وهو انك تراني في ما قلت طائفي ، و أنني عظمت صدام حسين ... هذا هو الكلام الموضوعي المجرد الذي يستحق الرد من كل الثرثرة واللت عن مواقف السعودية الرسمية والحكومية التي وضعتها هنا ، والتي لا تعنيني .

تتهم ما قلت بالطائفية ، وتنسى الحقيقة الفاقعة من مغزى الاغتيال ، فما المغزى من عملية اغتيال صدام في يوم عيد السنة ؟! .. وما المغزى من ترديد عبارات طائفية من قبل الحضور في أسفل المنصة ؟! .. كل المحليين والمتابعين اتفقوا على المغزى والإشارة الطائفية التي حاولت الحكومة العميلة العراقية تمريرها من عملية الاغتيال .. هذه هي الواقعة فتقريرها والحديث عن مغزاها وملابساتها لا يعني إن من يتحدث عن ذلك المغزى طائفي .. عملية الاغتيال قامت الحكومة العملية في زجها وأدراجها في نزاع وحرب طائفية يراد إشعالها في العراق ، والحضور تلفظوا باسم رجل ما ، وهو قائد الشيعة في تلك الحرب والنزاع الطائفي - وهو مقتدى -.

تتهمني بتعظيم صدام .. أن الظهور البهي والزاهي الذي ظهر به صدام في يوم اغتياله يجبر أي فرد على احترامه ! .. انه تجسيد حقيقي لمعنى الإيمان ، رجل في حضرة الموت ، وحبل الاغتيال يلتف على عنقه ، فلا تجده مرتبكا ، أو خائفا بل مبتسما في سخرية ، ولا تجد على وجهة أي علامة من علامات الرهبة والخشية ، بل يجادل سجانيه حتى وهو بينه وبين الموت شعرة .. نعم يا زميلي أنني أعظم صدام في هذه اللحظة ، وقلي من هو الذي لن يعظم صدام في هذه اللحظة ؟! .. حتى معارضيه وأعداءه - صدقني - أنهم بينهم وبين أنفسهم يحملون شيئا من التقدير لهذا الرجل المهاب في هذه اللحظة على الأقل .