زميلنا العزيز بريق
قد تصح مقدمتك التعموية التي تريد لغاية في نفس (اليعاقبة)ان تجعل من صدام بطلا سباتوكوزيا وشهيدا الى آخر الالقاب التي سيخلعها غيرك من ايتام الطائفية صحيحة
قد تكون مقدمتك صحيحة
لكنها عرجاء ناقصة لانها متصلة باللحظات الأخيرة لحياة مجرم أدمن ذبح شعبه بجميع الفنون التي لا تخطر على بال طيلة خمس وثلاثين سنة
وبالتالي لا يصح اطلاق الاحكام بناء على منطق اعرج واعوج

بطبيعة الحال هذا لا يبرر الخطأ السياسي القاتل الذي قامت به حكومة المالكي من اعدام صدام وان كان صدام يستاهل الخوزقة لان الاحتلال الامريكي يريد رأس العراق لا رأس صدام

تريد ان تحاكم
ابدأ من الاول وليس من لحظة شنق ابو عدي
والا يحق لاي كان عوضا عن الاخ طنطاوي ان يتهمك بعدم حسن النية خاصة الطائفية منها
عجيب كيف تصبح آخر اللحظات الاخيرة لطاغية لها الاثر الايجابي للتغطية على كل جرائمه خلال مدة حكمه
حتى اتحفنا جعفر علي بنحت مصطلح جديد (الصفويين الجدد)بعد تطبيله لبولتون ومحكمته الدولية في لبنان
عجيب هذا التخنث الفكري الجديد عند العرب
مع انه لا فرق عند الامريكي بين عربي واعجمي الا (بالنفط )
تريد ان تناقش وتحكم ؟
((صدام شهيد لحظته الاخيرة بناء على سياقك الخاطىء هو نفسه من وقع مع الشاه اتفاق الجزائر الشهير، بكل التنازلات الهائلة التي تضمنها... فلما جاء من خلص ايران وجيرانها، العرب أساساً، من هذا الشاه، باشر صدام «قادسيته» التي دمرت العراق وايران وذهب ضحيتها أكثر من مليوني إنسان (من الشيعة والسنة بالتساوي!!) على ضفتي الحرب!
وللانصاف: لم يكن صدام حسين وحده في تلك الحرب.. بل كان معه الغرب كله بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وكان معه صندوق النفط العربي يشتري له السلاح من دول الالحاد (الاتحاد السوفياتي ومعسكره الشيوعي) ويمرره عبر أراضيه، وفي ذهن عرب النفط انهم بذلك يتخلصون من الخطرين معاً: صدام بمطامحه غير المحدودة، والثورة الإسلامية بوهجها الذي كان بدأ ينتشر في المنطقة مقدماً نموذجاً جديداً لاسلام معاد للامبريالية الأميركية ولاسرائيل ومشروعها التوسعي، مقدماً لفلسطين وجهد مقاومتها من أجل التحرير الدعم المفتوح.
.. فلما انتهت الحرب بعراق مدمر (وايران مدمرة) التفت صدام حسين إلى من حرضه وموله محارباً آملاً بمساعدته في
إعادة الإعمار، فاجأه الكل بالتخلي عنه، معتبراً انه قام بواجبه وأكثر (خلال الحرب)، وانه يحتاج موارده لتعمير الصحارى وتحقيق التقدم الاجتماعي ومعالجة مشكلات الفقراء في بلاده!
... وهكذا كان قرار صدام بالحرب الثانية: اجتياح الكويت.. وتلك كانت المصيدة التي استدرج إليها فقصدها بقدميه، انتقاماً وتحقيقاً لحلم طالما دغدغ مطامح حكام بغداد، لا سيما بعد ثورة 14 تموز 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم.
وكان الرد عليه بحرب دولية، وفرت لها الإدارة الأميركية غطاء عربياً كافياً، بتوزيع جوائز الترضية على المشاركين العرب فيها، فكان لكل من شارك فيها ولو بجندي واحد نصيب، وكان على العراق ان يدفع ـ مرة ثانية ـ ثمناً فادحاً لحماقة سياسية لا يمكن ان يرتكبها عاقل. ))
((..))عن طلال سلمان في السفير اليوم

هذا اذا تغاضينا عن جلسات الاعدام العلنية لنصف اعضاء مجلس قيادة البعث القطرية سنة 1979 دون احم او دستور او حتى محاكمة
وتناسينا كل المجازر الجماعية التي لم توفر شيعة وسنة واكراد
وتناسينا كل سرقات الشعب العراقي لبناء القصور الرئاسية
فضلا عن تسليم بغداد دون اي مقاومة تذكر من جيش المهيب الركن حتى العثور عليه مختبئا كالجرذ الخائف في حفرة

بالنظر الى ما ارتكبه صدام فهو رجل لا يستحق حتى الشفقة لانه قتل وطنا بكامله قبل ذلك بسبب (قادسيته الغبية)
بقدر ما كان لايستحق الشفقة
كان الاولى تجاهل اعدامه حرصا على عدم اثارة الحس الطائفي لدى العربان الذين لا يثيرهم الا هذا الحس البغيض الذي يريد ان يحاكم بغباءه نوري المالكي وشيعة العراق على قرار اعدام طاغية العصور الحديثة وتحويله من ظالم الى مظلوم

عجيب هذا التخنث الفكري والعقائدي عند العرب !