بسم الله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله وصحبه وأنصاره أجمعين

وبعد،

فسأقول بعض ما في نفسي في هذا الشريط عن صدام وإعدامه، ويعلم الله أنني لم أحب هذا الرجل يوما لأسباب عامة وشخصية.

لكن لا يجرمننا بغض صدام أن نكون عادلين، فالله قد حرم الظلم على نفسه.

السؤال الهام الذي يحتاج إلى إجابة،

من الذي أعدم صدام على الحقيقة؟ هل هم الشيعة أم أمريكا؟

نعلم أن إمام الشيعة الجعفرية هو م ح م د بن الحسن العسكري الغائب، وهو الوحيد المخول بالنطق بإسمهم، ونعلم أنه لا يحكم اليوم ولا يرسم، ولم يصدر قرارا بإعدام أحد.
ونعلم أن نائب هذا الإمام المخول بالقرارات المتعلقة بالحكم والرعاية ضمن الولاية العامة عند من قال بولاية الفقيه لم يتخذ قرارا بإعدام صدام.
ونعلم أن أمريكا منذ احتلت العراق وهي الحاكم بأمره، ولا يعدو المالكي أن يكون إلا مسمارا في نعل جندي أمريكي، وكما نزعت أمريكا صدام عن كرسيه وأجلبت عليه من خارج العراق لخروجه عن طوعها، فلهو أيسر عليها أن تخلع المالكي وهي في العراق لو خرج عن أمرها.

صدام عندي يستحق العقوبة، ليس من أجل الدجيل ولا الأنفال، لأنه لم تتم محاكمته وإثبات تورطه في المجازر، وهذا ليس بعسير لكنه لا ينبغي القيام به من قبل العدو.
صدام يستحق العقوبة من أجل غصبه للسلطة بقوة العسكر، وهو عين الجرم الذي أتى من خلاله من يجلس على سدة الحكم في العراق إلى حكمه، إلا أن صدام أتى بقوة عسكر من البلد فكان أمان البلد بأمان عسكره، ومن يجلس على سدة الحكم أتى بقوة عسكر عدو بغيض فكان أمان العراق بأمان الأمريكان ونعم الأمان.

إن أردنا أن نحاسب صدام، فهلم نحاكمه على الذنب الأول الذي ارتكبه، وهو إتيانه وحزبه الحكم بطريق غير مشروع، والطريق المشروع هو الأمة لأن الحاكم وكيل عنها، ولا يكون الوكيل شرعيا بغير الرضا الابتدائي، ثم إن أثبتنا هذا الذنب عليه، فهلم نثبته على من جلس ويجلس في سدة الحكم بعده، من مجلس حكم وعلاوي وجعفري ومالكي وطالباني وغيرهم كثير، ثم إن أثبتنا الذنب عليهم جميعا فلنوحد العقوبة لهم جميعا، وليكن الإعدام من قبل ممثلي الشرعية في العراق، وليس من قبل ممثلي الاحتلال.

إن استندنا إلى المرجعية الإسلامية في الحكم على الأشياء والأفعال، وهي الله ورسوله، فإننا والقوم نقر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أتى الحكم بعد أن بايعه اثنا عشر رجلا هم في قومهم كفلاء كما هو في قومه، أي أنهم نواب عن القبائل المدنية من أوس وخزرج. فكانت البيعة عقد وكالة منهم له على أنه الحاكم، وهم وكلاء نائبون عن قبائلهم.
وهذا ما لم يأت به صدام ولا من أعدمه، فصدام أتى الحكم بقوة العسكر، ومن أعدمه أتى الحكم بقوة الأمريكان. والاستبداد واحد والأمان مختلف.

"لئن حدثتك نفسك يا كلب الروم بالغزو لأصطلحن وابن عمي عليك"