اقتباس: نسمه عطرة كتب/كتبت
الزميل الفاضل خالد (f)
اسمحلي
عندي بحصة ولازم أبقها
لماذا دائما أشعر بكل حواراتك أنك خارج نطاق العصر ؟؟
لماذا تعيش بشكل متوحد مع شخوص وأحداث تاريخية
عفا عليها الزمن ؟؟؟
وباستمرار تريد أن تعيشها وتنقل محدثك اليها بشبه عنوة ؟؟؟
لماذا لا تعش في هذا الزمان حتى يكون الحوار له تواصل أكثر
ومجد ...
أفهم أن يتطرق المحاور الى بعض الأحداث بشكل عفوي وغير مقصود
اما أن يكون باستمرار بهذا الماضي وبالذات من 1400 سنة
هو المنارة في كل شيء وأي شيء ..
هذا فقط ملاحظة أرجو ألا تأخذها بشكل شخصي هجومي
فقط لأني أريد أن أقرأ لك شيء معاصر ,,,
ليس الا ...
شكرا على سعة صدرك لهذه اللفتة ...
عجب عجاب عزيزتي نسمة،
لا أعلم أعجب مني أم منك، أم من كلانا!
ابتداء زميلتي العزيزة، فإنه يسعدني أن أتقبل منك أي نصيحة في أي وقت، ذلك أنك لم تواجهيني يوما إلا بدمث الكلام وطيبه، ولا غضاضة في نصيحة فمن منا كامل ومن منا لا يخطئ.
ثم زميلتي العزيزة،
ألا ترين أنك تظلميني أو تتجنين علي؟
لأشرح لك قليلا،
لو لم يكن الإسلام حاضرا وبقوة في قضية صدام والعراق والانقسام الطائفي لما ذكرته ولما طرحته.
ثم إنه حين يستحضر الإسلام بمعزل عن نفسه، من أجل صلبه وتعليق كل المصائب عليه، فأجد نفسي معيدا النقاش إلى مربع الصفر، ذلك أنني لا أرى أن الإسلام كما يعني هو نفسه بحاضر أبدا في حياتنا العامة منذ أمد بعيد، عند بعض المتفائلين يقدر ببضع وثمانين سنة، وعندي أكثر بكثير.
ثم إني أحمل كل إنسان على ما يراه من مبادئ تتعلق بالحياة، وأحاكم أقواله بناء على أفكاره التي يحملها، ولم أنتقل في هذا النادي بعد إلى مرحلة نقد الأصول الأخرى أو نقضها. لم أنتقل لأن الوقت مبكر، ولأني لست مهتما بالقضية هذه بعد.
ثم إنني لا أسقط الماضي على الحاضر، ولا العكس، ولم أستحضر من الماضي شيئا إلا في معرض الحديث عن التاريخ، أو من باب الاستشهاد بالمثل، ولا أرى القرآن ولا السنة ماضيا.
وذكري لبعض أحداث تتعلق بالفتنة الكبرى أو الفتن اللاحقة ذلك لأنها لا تزال حية في حاضرنا، ولم أذكر أبدا ثورة الحسنيين على العباسيين لانتهائها، ولا الزبيريين لانقراض أثرهم. ولا غيرهم.
مقتل عثمان كأعظم فتنة لا تزال حية إلى اليوم، وكم من مناد ينادي بدمه ويعلق قميصه وهو له ظالم، وكم من ذابح له كل يوم يزعم أنه منافق فيقتل من يحبه بغضا فيه، ومقتل الحسين لا يزال حيا، ونداء يا لثارات الحسين تجاوب يالثارات عثمان، ويضيع الناس بينهما ظانين أنه أمر الله تعالى الله عن ذلك علوا عظيما، وينسبون إلى الإسلام ما منه براء، ويفرح من يخاصم الإسلام فقد آتوه المسلمون حجته ولقنوه قوله.
وإن كان الإسلام عال عن إبطال المبطلين وإرجاف المجفين وإيغال الغائلين، إلا أنني أبتغي وجه الله بالذب عنه.
ثم إرجعي زميلتي العزيزة إلى توقيعي، واقرئي شيئا من الحلقة الخامسة في إبطال دعاوى إسلامية السعودية وأخواتها من إيران وطالبان، وصححي أقوالنا وأثري أفكارنا، لعل الموضوع أن يكمل قريبا.
دمت سالمة!