اقتباس:  كرداس   كتب/كتبت  
سيدي بهجت (f)

الدين رجع بقوه لأماكن كثيره من العالم والعرب ليسوا استثناءا ..
إنها دورات التاريخ يا عزيزي ..
الدول العظمى في اتجاهها إلى التدين والعالم تبع لها ..
إذا كان رئيس أقوى دوله في العالم يتصرف بوحي من الله كما يقول فمن حقي أنا كإنسان عادي أن لا أنبهر بالرئيس وإنما أنبهر بالله الذي يوحي إلى الرئيس وأعبده فلاشك أنه أعظم منه ..

ثقافة القوي تسود ..وربي وربك الله الذي بعث محمد .

العزيز كرداس .(f)
لا أوافقك أن التاريخ يعود مرة أخرى ، فالتاريخ لا يكرر نفسه سوى لمن لا يحسن التعامل مع الحاضر ، إن التاريخ يتحرك في منحنيات و أحيانا يعدل مساره و لكن ليس إلى الخلف ، نحن نريح أنفسنا بالاعتقاد أن الأصولية تعود و نضرب مثلا بأمريكا و هذا قياس مخادع ، نشر حديثا نتائج مسح عالمي للمؤمنين في العالم أثبت أن نسبة المؤمنين و ليس فقط المتدينيين في تناقص مستمر ، ففي ألمانيا مثلا كانت نسبة المؤمنين 67 % منذ عشرين عاما وهي الآن 33% و قس على ذلك كل المجتمعات المتقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة أكثر المجتمعات الغربية إيمانا فنسبة غير المؤمنين تضاعفت أيضا خلال نفس الفترة رغم ذلك فهي منخفضة عموما ، لنتذكر اننا نتحدث عن المؤمنين و ليس عن المتدينيين أو الأصوليين الذين لا يمثلون نسبة تذكر في الغرب خارج أمريكا ، أما في أمريكا فاليمين المسيحي موجود دائما و لكن نسبته لا تتجاوز 10 % من الشعب ، ربما لا نختلف كثيرا حول أهمية المسيحية في التاريخ الأمريكي ، و لكني أختلف في رؤية المسيحية بكل هذا الحجم الذي نعتقده ، أختلف في التبسيط الكبير للمشهد الأمريكي و حصره في التأثير المسيحي فهذا يتناقض مع طبيعة الدولة المدنية الحديثة و نشأة و تطور المسيحية ذاتها ، علينا ألا نغفل أن الدستور الأمريكي الذي يرونه مقدسا كالعهد الجديد هو أول دستور علماني في التاريخ .
المشكلة ليست عامة بل هي محصورة في المسلمين ، إن الإسلام هو الحضارة الرئيسية الوحيدة في العالم التي لديها مشاكل أساسية مع الحداثة ، ومع كل المجادلات التي تميز المجتمعات الإسلامية ، فإنها لا يمكن أن تتبجح سوى بوجود ديمقراطية عاملة واحدة فقط (تركيا) وهي لم تشهد أي إنجازات اقتصادية مثل كوريا أو سنغافورة أو أوروبا الشرقية .