7- هل سمعت عن الهة اليونانيين واصل التثليث عندهم ؟؟؟

في الحقيقة، لم أستطلع الأمر ولكنني لا أشك في وجود ثمة تعاليم ثالوثية والبعض أشار أيضا إلى وجود تعاليم ثالوثية لدى الفراعنة.

ولكنني متأكد بأن الأمر لديهم جميعا هو عبارة عن تعدد آلهة وأوثان.

أما رأيي فهو: إن الأمر غاية في المنطقية والطبيعية. لماذا؟

أنا وأنت وجميع المؤمنين، نؤمن بأن للكون إلها واحدا لا غير هو أبدعه. ونحن جميعا نؤمن بأن الله محب وعطوف وبأنه اعتنى بالبشر منذ بدء الخليقة.

نحن جميعا نقر بأنه لا يمكن لله أن يكون قد تجاهل مئات آلاف البشر على وجه الأرض قبل أن يبدأ بإرسال رسله وأنبيائه، بل لا بد أنه اعتنى بهم وأرسل لهم الرسالات والإيحاءات والوحي ليعرفوا من هو الله فيحبوه ويقبلوا إليه بقلب صاف نقي.

للأسف، رسالة الله الوحيدة (لأن الله واحد) وصلت البشر ولكنهم حرفوها عن معناها وفهموها بغير ما قصد الله منها. فجوهر الله الواحد مع كلمته وروحه القدوس تم فهمها بأنها عدة آلهة. وفي غير هذا الموضع فهموا بأن الكواكب آلهة وغيرها الكثير.

حتى اليهود عجزوا بعد قرون طويلة من الزمان عن تحقيق إرادة الله ورغبته فقام الله بإرسال كلمته متجسدا في الزمان والمكان في شخص يسوع المسيح ليعلمنا مرة واحدة وإلى الأبد ما هي رسالته الحقيقية.

لذلك أنا أجد من المنطقي والطبيعي جدا أن أجد بعض تعاليم المسيحية في الديانات الأخرى السابقة ولكنها محرفة.

بل وأقول: إن لم أجد شيئا من ذلك لدى القدماء فإنني سأشك حينئذ بالمسيحية وبتعاليم المسيحية وسأشك في أن المسيحية من الله. لأن الله الذي لا إله هو، مبدع العالم وخالق الكون والإنسان، لا بد أن أجد ما يشير إليه في كل شيء. فإن كان ما أجده مغايرا لما أومن به سأعرف بأن ديانتي ليست هي الديانة الصحيحة.

ولكنني والحمد لله وجدت دلالاته لدى الكثير من الديانات القديمة وهي جميعا تشير إلى بعض تعاليم المسيحية ولكنها مشوهة وغير كاملة.

خذ مثلا فكرة "هرقل" لدى الإغريق. من هو؟

إنه إله ولد لأبيه الإله (بالطبع التشويه هنا هو القول بأن الله ولد ولادة تناسلية وهو غير مقبول بتاتا) ولكن الشرير أفقد هرقل ألوهيته فصار إنسانا عاديا ولكنه حافظ على قوته الإلهية. وعاش على الأرض بين البشر. وأخيرا، كيف أعاد اكتساب ألوهيته؟! بأنه ضحى بحياته حتى الموت من أجل محبوبته. فالموت من أجل من نحب أعاده إلى مجد الألوهية.

أنا أجد أنها تعبر تعبيرا رائعا عن العقيدة المسيحية ولكنها للأسف مشوهة بسبب عجز الإغريق عن استيعاب القصد الإلهي من تجسد الكلمة الأزلي والموت على الصيب لأجل محبة الله لخليقته (جميع البشر).