اقتباس:لعل بن الزبير لم يطلب الأمر اولا ولكنه كان يخطط له ، اما انه اولى الناس بالخلافة فلا يتفق معك الكل في ذالك وانا منهم حيث ان اولى الامر بالخلافة بعد الحسين ابنه علي زين العابدين عليهما السلام
أن يخطط المرء لمستقبله السياسي ليس عيبا ولا حراما، وابن الزبير سياسي قدير دعا لنفسه، أما أنه أولى من زين العابدين وغيره فذلك أن الإمام بن الزبير قد دعا لنفسه يوم أن علم بهلاك يزيد، فهذا إيجاب العقد، فقامت الأمصار وبايعته بالرضا، وهذا قبول العقد، وحيث أن البيعة عقد إيجاب وقبول، وحيث أن شروطه وأركانه موجودة في ابن الزبير، وحيث أن البيعة قد تمت بالفعل، لذا يغدو ابن الزبير هو الإمام بعد البيعة، ولا ينظر إلى منافسيه الفعليين كابن عباس وابن عمر، فضلا عن رجل صامت لم يدع لنفسه يوما ما، ولم يعهد عنه عمل بالسياسة.
ثم إن الأمر الذي حارب من أجله الحسين وابن الزبير معاوية ليس بالضرورة متعلق بشخصية يزيد، إذ أن الفسق الذي كان فيه يزيد ممكن رفعه بالتوبة والاستقامة، ولعل معاوية قد تنبه لهذا أو نبهه له بعض عماله فكف يزيد عن بعض ما يعمل، الأمر الذي حاربا من أجله هو جعل أمر الأمة هرقلية كسروية كلما هلك هرقل خلفه هرقل، فكيف نجعل زين العابدين خليفة لمجرد أنه ولد الحسين؟
ثم إن الحسين بنفسه لم يتسنم الإمامة العظمى ليورثها لأحد، ولم تبايعه الأمة رغم سعيه الشرعي للبيعة.
الخلافة والحكم عزيزي ليست أمرا يزهد به، بل هو من الخيرات، وقد أمرنا التنافس في الخيرات، والسياسة بالأصل هي الرعاية، وهي أشرف ما يمكن العمل به والتنافس فيه، إلا أن الأبرار لأمر ما زهدوا فيها بعد ابن الزبير، ثم تنافسها الفجار فلطخوا سمعتها.
والطبيعي عندي كما طرح ابن الزبير على معاوية كحل، هو التنافس الحر الصحيح أما الناس، وليدخل يزيد في التنافس، فإن اختارته الأمة فبها ونعمت، وإلا فللأمة أن تختار حسينا وغيره ولا شيء عليها.
وهذا الحوار يشير إلى عدم فسق يزيد في تلك اللحظة، لأنه لو كان فاسقا لذكره ابن الزبير مع ذكره ما هو أمض وأوجع على قلبه معاوية.
اقتباس:ماذا الحسين عليه السلام وابن الزبير مقترنيين
اعتقد ان في كل هذا الكلام تشويها لبعض الحقائق وتحريفا لبعض مجريات الاحداث
اولا حضورهما معا في مجلس معاوية لا يعني انه بينهما اتفاق وتحالف
ثانيا هل يحتاج الحسين الى احد ليتحدث نيابة عنه وفي حضوره ايضا
ثالثا لم يهربا من المدينة كليهما معنا سويا الى مكة نعم خرجا الى مكة ولكن ليس معا ، لان الحسين قابل الامير الاموي وابن الزبير هرب من مقابلته الى مكة
رابعا لماذا لا يكون الحسين عليه السلام ثقيلا على ابن الزبير ويريد الاخير خروجه من مكة اليس شخصية الحسين عليه السلام تغطي على ابن الزبير وغيره ، ولماذا لا يطمع ابن الزبير بالامر والحسين حي ، الم يطمع بالامر والامام علي بن ابي طالب عليه السلام موجود
عزيزي ليس تشويها ولا تحريف
حين حضر معاوية إلى المدينة واجتمع بالعبادلة والحسين وطرح عليهم فكرة البيعة ليزيد صمت الجميع، فنظر معاوية إلى ابن الزبير وقال له لعلك خطيب القوم؟
وما على الحسين أن يتقدم من يتكلم بين يديه؟ أولم يتقدم أبو بكر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طلب النصرة من القبائل حين حاور ذهلا الأصغر والرسول صامت؟
الحسين كان جالسا مع من حين أتى الرسول يدعوه لمقابلة والي المدينة؟ ومن الذي تشاور معه فيما يصنع وأين يتجهان؟ ثم إن ابن الزبير لزم جاره وحصنها ثم هرب إلى مكة، أما الحسين فقد جمع بني هاشم على باب الأمير.
بقاء الحسين ثقيل على ابن الزبير في مكة لو كان ابن الزبير ينافسه فعلا، وخروجه إلى العراق ثقيل أكثر، فما الحجاز بثراء وقوة العراق ليتخذه ابن الزبير معقلا ينافس الحسين في العراق لو نجح.
أما إن كانت مكة خير للدعوة للخلافة من العراق، فخروج الحسين منها خطأ جسيم.
ثم إن ابن الزبير لم يدع لنفسه ولا لأبيه حين خرجا على علي بن أبي طالب في الجمل، الدعوة كانت لقتل المجرمين الذين قتلوا الخليفة المظلوم، ثم إن المعركة دارت وانتهت، ومضى عهد علي ومعاوية ولم يدع ابن الزبير لنفسه يوما، ولم يدع حتى في ملك يزيد، دعا لنفسه بعد إعلان أهل المدينة خلع يزيد بعد تبين فسقه بشهادة الشهود مضاف إليها جريمته النكراء في كربلاء.
مخطئ زين العابدين ومحمد بن الحنفية لو كانا لم يبايعا ابن الزبير خليفة، ويكونان بذلك قد أفشلا مشروع الخلافة الراشدة وأنعشا ملك بني مروان.